خطبة ..

108 11 5
                                    

شخص يرسل سيارة اسعاف لمنزل أحد العمال لأجل زوجته مستحيل أن يكون شخص سيء ...

هكذا وصفني العمال وهم يجمعون أغراضهم للرحيل ...

نحن نثق بك سيد سيهون، آتينا هنا لإسقاطك، لكنك بالمقابل استمعت لنا ووقفت معنا، لذا نثق أنك ستجد حلاً لمشاكلنا ...

انت مستقبل هذا الشركة، ربما لازلت يافعاً و قليل الخبرة، لكن مع الوقت واثقون أنك ستثبت نفسك و تنجح، نحن معك وندعمك سيد سيهون ..

تلك الكلمات لم تتوقف عن التردد في مسامعي، تبث بداخلي سعادة لا أقاومها، ووجهي المبتسم سيسقط من شدة الابتسام، للمرة الأولى شعرت بسعادة النجاح، لقد رأيت ذاتي في وجه أولئك العمال، في ثانية واحدة شعرت أني أكثر إنسان ناجح على الكرة الأرضية...

ركضت لغرفة المؤتمر ووقفت أمام ما تبقى من المدراء، ونظرت مباشرة في عيني عمتي وقلت بثقة، العمال يرحلون ...

وللمرة الأولى رأيتها تهتز، تلك الحرباء التي تفرعنت، علمت أخيراً أن أحدهم جاء ليسقطها ..

لم يكن أمامها سوى الموافقة على خطة الانتاج الجديدة..

خرجت من غرفة المؤتمر بانتصار ووقفت في الردهة ثم أخذت الكم الهواء بجنون، لا أصدق أني فعلتها ...

شعرت بأحدهم يخبط على ظهري، نظرت للخلف ورأيت مدير الخزينة واقفاً ..

انحنيت له ووقفت بخجل

- أحسنت أيها اليافع قليل الخبرة

مشى المدير و شعرت بقلبي سينفجر، لم أعد عديم الخبرة بعد الآن..

ركضت لخارج الشركة وركبت سيارتي وقدت نحو منزل هارا، لا يمكنني تخيل تعابيرها عندما تعلم ما أنجزته ..

وقفت أمام منزلها و طرقت الباب، فتحت لي ونظرت باستغراب " سيهون!! ألا يفترض أن تكون في العمل؟"

-فضضت الاحتجاج

-ماذا

-وافق مجلس الإدارة على خطة الانتاج الجديدة

صرخت هارا " لا اصدق ... سيهون لقد فعلتها"

أخذت تقفز مكانها ولم تتوقف عن الصراخ بأني فعلتها، وأخيراً قفزت في حضني وعانقتني " أنا فخورة بك سيهون"

ابتعدت عني ولازالت تبتسم ...

نظرت للمنزل ولم يكن هناك أي إضاءة، سألتها " ألم تعد الكهرباء بعد؟؟"

My only choice!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن