الفصل الثامن عشر

1.3K 94 41
                                    

‏لكنني أُجبرت على وضع النقطة في هذه الحكاية مبدلًا من الفاصلة، ولو تعلم كم كلفتني هذه الحرب للحد الذي تنازلت فيه عن الكثير مقابل أن أكسب ماتبقى مني

******

ها قد مر سنتين علي سفرها تعالجت واخيرا من مرضها تعالجت وأصبحت اقوي لم تعد تلك الضعيفة الهشة التي تبكي من أقل شيء لن أقول أنها قد تناست موت طفلها ولكنها أصبحت مستقلة أصبحت متصالحه مع روحها أصبح لديها قوة التحمل والسعي خلف ما تريد واليوم ها هي تكرم بجائزة أول سيدة أعمال صغيرة تحقق النجاح في فترة قصيرة ها قد أثبتت أنها لا تحتاج إلي رجل في حياتها حتى تكمل فهي مكتفية بذاتها حقا فخورة بنفسها كانت تقف علي المنصة وهي تنظر إلى والدها ولينا وزين وطفلهم الذي لم يتعدى السنه بعد بحب ثم امسكت مكبر الصوت وهي تلقي خطابها بثقة وابتسامه مزينة وجهها الذي تغير وأصبح مزدهر بشدة ف من يري هيئتها الآن لا يصدق أنها تلك التي كانت تبكي في غرفتها يوميا بدأت نور في الحديث عن كيفية تطوير الذات والاعتماد على العقل واتخاذ القرارات الصحيحة لتحديد مستقبلهم كانت تتحدث بنضج وتفتح انتهت أخيرا من الخطاب وبدأ الجميع في التصفيق لها وانتهى الاجتماع الصحفي والذي كان يتابعه "سليم " من خلف شاشة هاتفه كان ينظر لنور ب ابتسامه ترتسم علي ثغرة ف ها هي صغيرته أصبحت شخص ناضج يفهم ما معنى الحياة تري الصعوبات من جميع الاتجاهات الفكرية ولكن ما جعل الخوف يزحف إلي قلبه هو تحدثها عن نجاح المرأة بدون وجود رجل في حياتها هل كانت تقصد بحديثها أن تخبره أنها لن تعود له هل سيذهب صبره وعذابه طوال هذه السنين هباء الرياح هكذا اغلق الهاتف وهو ينظر لصورتها التي مزالت موضعها فراشه نظر إلي ملامحها بحزن اصبح خيط الأمل الوحيد لعودتها ينقطع رويدا رويدا لقد أصبح في عقدة الثالث منذ شهور كان يتمني ان تحتفل معه في يوم كهذا ولكن هذه مجرد أحلام لقد تخطته نور من زمن وهو فقد يجلس هنا بين حوائط منزله ينتظر ان تطرق بابه وترتمي في أحضانه تنهد سليم وهو ينهض من مجلسه ويخرج إلي حيث يجلس والده تقدم منه سليم وهو يقول:
_ بابا..

نظر له مراد بإبتسامه لم يراها سليم منذ زمن دائما كان ينظر له والده بضيق واليوم يبتسم له!

تحدث مراد وهو يخرج سليم من شروده ويقول:
_ تعالي يا سليم..هتروح الشركة النهاردة ولا كالعادة سايب الشغل عليا وعلي لؤي؟

هم سليم بالرد وهو يقول:
_ لاء يا بابا هروح خلاص مبقاش في حاجة تستاهل أضيع شغلي عشانها انا هروح اغير هدومى

ابتسم مراد وهو يربت على يديه بحنيه ويجيب:
_ ربنا يريح قلبك يا أبني وان شاء الله تلاقي احسن منها!

نظر سليم لوالده بحزن وهو يجيب :
_ مافيش..حاجة هتكون أحلي ولا أحسن منها يا بابا

أنهي سليم حديثه وهو يغادر المكان بجمود لا يريد أن تسقط هذه الدمعة أمام والده لا يستطيع أن يتخيل أنه سيبقى في هذا الألم طوال حياته يستحق العقاب ولكنه لا يتحمل!

الملاك المضيءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن