المستثمر أرصلان

629 32 27
                                    

"الحقيقة مؤلمة مهما خبئت ففي النهاية ستخرج ولكن ما يؤلم أكثر من الحقيقة نفسها...هو ان يعرفها الآخرون على نحو آخر..."

نظرت ريان بحيرة على الصورة الموضوعة أمامها... دققت بها لعدة ثوان ثم قالت :" لا أعرفها...لم أر هذه الفتاة في حياتي يا ميران." أستغرب ميران من جوابها، كان يتوقع أن تتعرف عليها، فالمرأة تهددها فبالتأكيد هي تعرف ريان... فقال ميران:" ريان... هل أنت متأكدة، دققي في الصورة أكثر... من الممكن لأن الصورة غير واضحة ولأنها مصورة من مكان بعيد عن المرأة فلم تتعرفي عليها." فردت ريان عليه :" لا تهذي يا ميران ... أنا أرى هذه السيدة جيدا وبوضوح ولكنني لا أعرفها ماذا أفعل يعني؟!" أخرج ميران انفاسه المكتومة ثم قال:" حسنا، من الممكن أنها ليست تلك السيدة بل احدا يعمل لديها، ولكن مع ذلك هذه المرأة ستوصلنا إلى السيدة بالتأكيد لذا سأعرف من هي وهكذا ممكن ان تتعرفي عليها من اسمها." أومأت ريان برأسها ثم قالت :" حسنا، كما تريد... لنتعرف على هذه السيدة الجميلة ذو الشعر البرتقالي." ضحك ميران على اللقب الذي وضعته لهذه المرأة وشاركته ريان أيضا. الإنسان هكذا حتى مع الخطر الذي يواجهه لا يتوقف عن المزاح وعيش الحياة... فمن يعلم ماذا سيحصل غدا؟، أو بعد ساعة او حتى بعد ثانية؟ احيانا يخاف الإنسان من ان يخرج من بيته فتشتعل النار في البيت ويموت، وبعدها تبدأ أقوال الناس بعضها شفقة والأخرى عتابا قائلة ليته خرج من بيته... وهذا ما يسمى قدر الإنسان أو ساعة انتهاء حياته وموته... فالذي يكتبه ألله في قدرك لا يتغير إلا بإرادته... إذا أتت ساعة الموت لدى أي إنسان فسيموت حتما ويذهب إلى العالم الآخر حتى لو حاول حماية نفسه من ذبابة...

الحياة تأتيك مرة واحدة... استغلها... استغل كل فرصة وكل ثانية وكل لحظة...لا تعرف متى ستفترق عنها فحينها ستندم أشد الندم وسوف تتمنى لو أنك عشت حياتك من قبل... لو ابتسمت حتى لو هموم العالم بأكمله على ظهرك او أنك لم تأجل أحلامك او أن تقف عن تحقيق هدفك...

في الصباح :

استيقظت ريان من النوم ولا يقال عنه نوما فقد أتت البارحة الساعة الثالثة واستحمت ثم حاولت أن تنام ولكن تفكيرها بتلك صاحبة الشعر البرتقالي منعها حتى أخذها سلطان النوم إلى وسط أحلامها. نهضت من السرير
...توجهت إلى الحمام غسلت وجهها ثم ارتدت ثياب الرياضة ونزلت إلى القبو لتفجر كيس رمل آخر كعادتها كل صباح.

اما عن ميران، فقد استيقظ وذهب للركض على ساحل البحر صباحا فبقائه في المكتب طوال اليوم متعب ويعد كسلا، لو انه لا يركض لكان ليصبح كبير البطن مترهل اليدين كعجائز سن السبعين بعضهم. وصل الى البيت بعد ساعه من الركض ليستحم ثم يرتدي ثيابه ومن بعدها اخذ قهوته وخرج الى يوم شاق جديد كما فعلت ريان بالضبط.

وصل ميران الى مكتبه جلس على كرسيه،إلطقت هاتفه عن الطاوله ليتصل بسامي فتح الآخر الخط، ليقول ميران ": مرحبا سامي، هل ما زلت تراقب المرأة ذات الشعر... أقصد تلك المرأة" يا الهي هل تعلق بها لهذه الدرجه ... إنه يحفظ كلماتها ويقولها أيضا قاطعه سامي عن تفكيره قائلا:"نعم سيد ميران،ما زالت المرأة في المكان نفسه هل تريد مني شيئا اخر؟" أجابه ميران:" نعم في الواقع أريد منك أن تعرف إسم تلك المرأة فلم نتعرف عليها من الصورة" ليقول ذلك :"حسنا سأحاول معرفه إسمها بأسرع وقت وسأرسله لك." شكره ميران ثم أغلق الخط. دق الباب وثم دخلت منه ريان قائله :"صباح الخير سيد ميران." ليبتسم هو قائلا :"صباح النور آنسة ريان" انسه... مازال يشدد على هذه الكلمه وهل له ان يربط إسم الفتاه التي يحب بأحدا آخر غيره... لا ومئة لا ...

اختطفوا قلبي معك.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن