الجزء الثاني من البارت الخامس والاربعون.

1.6K 45 20
                                    

في الصباح بمنزل قصي .
استيقظت شهد وفتحت عينيها فوجدت نفسها محاصره داخل احضان قصي الذي ينام بعمق .
تذكرت ليلتهم فأبتسمت بخجل وهي ترفع وجهها قليلا لتقابل وجهه .
مدت يدها تداعب شعره بحب فأستيقظ علي اثرها قصي .
شهد بإبتسامه : صباح الخير .
ابتسم بخفه وتثائب قليلا ثم قال بصوت أجش اثر النوم : صباح الفل والورد والياسمين .
ضحكت بخفه وقالت : حيلك حيلك دا كله .
جذبها لتتسطح فوقه وقال بهمس : صباحيه مباركه ي عروسه .
خجلت بشده ودفنت وجهها في صدره فأبتسم قصي بخفه .
قلب قصي الوضع ليصبح فوقها وهي اسفله فقالت شهد بخجل : قصي خليني اقوم اتأخرنا اوي في النوم وزمان ماما قاعدة زهقانه .
قصي بخبث : والله انا ملييش ذنب انتي اللي خلتيني اسهر للفجر .
خجلت وقالت لتدارى خجلها : انا ملييش دعوة قومني يلا عشان اعمل الفطار .
قصي بعبث : لا لا فطار اي سيبك من دا كله وملكيش دعوة بماما زمانها نايمه .
صمتت بخجل ثم قالت : ايوة يعني عايز اي الوقت .
قصي : عايز افطر .
شهد بتذمر : طب منا بقولك قومني عشان اعمل الفطار .
قصي بمكر : لا انتي فهمتي غلط مش قصدي علي الفطار دا انا قصدي علي دا .
ومال اخذا شفتيها بشفتيه في قبلة عميقه دالفا الي عالمهم الخاص ......
_____________
بغرفه ما بفندق كان جاسر يصفف شعره .
انتهي ثم امسك بشنطه سفرة ونزل وسلم الكارت لموظفي الفندق ورحل متوجها الي المطار بعدما تحدث مع كريم الذي اخبره بوصوله وهو ينتظره المطار كي يسلم عليه .
تذكر كلماته الجارحه لمنه ليله البارحه لم يعرف كيف قال كل هذا لها ولكنه كان غاضب بشده مما عرف بشأن حازم كان يكتم غيظه وغضبه بداخله وجاء البارحه واخرجه كله بوجهه تلك المسكينه .. لا يعرف كيف طاوعه قلبه بتركها وهي بتلك الحاله ولكنه خرج حتي لا يؤذيها اكثر بكلامه .
تنهد بضيق وقال : اللي انا عملته هو الصح وكويس اني مشيت قبل ما اعمل حاجه اندم عليها وكده كده انا مخلي حراسه علي باب الفيلا يعني مش لوحدها .
اكمل بتفكير : هي ممكن تهرب بس لا معتقدش الخوف اللي شوفته بعيونها علي اخوها مش هترضي تهرب .
تنهد ثم اتصل بأحد رجاله وقال مباشرة : عايزك تخلي بالك علي البيت كله عندك واي حد يخرج توصله بنفسك سواء مريم او بابا او مها وسيف مع نفسه بس بردوا خلي بالك ولو فيه حاجه حصلت تبلغني علي طول .
اكمل بضيق : ولو مريم خرجت عايزك تمشي وراها بدون ما تشوفك ولو حد جه عندنا بردوا تقولي مفهوم ؟.
الشخص : تمام ي باشا مفهوم .
جاسر : انا هغيب شويه لاني مسافر مش عايز ارجع اللاقي بلاوي .
الشخص : متقلقش حضرتك هبلغك بالاخبار اول بأول .
جاسر : تمام يلا سلام .
اغلق معه ثم اخرج رقم احدي رجاله الخاصه بالفيلا الاخري التي تسكن بها منه .
قال : اي الاخبار .
الرجل : كله تمام ي باشا .. اكمل بتردد : بس المدام كانت بتصرخ جامد امبارح .
انقبض قلبه بشده عليها تحكم في انفعالاته قال بهدوء مصتنع : تمام ملكش دعوة انت المهم زي ما قولتك اي حاجه تطلبها المدام تجيبها وبعد اسبوع هتبدأ امتحاناتها وهتوصلها وغير كده مش مسموحلها انها تخرج ولو عرفت انها خرجت منكم انتوا اللي هتتحاسبوا ومحدش يدخل الفيلا ابدا تمام ؟.
الرجل : تمام ي باشا .
اكمل جاسر : واي جديد تبلغني علي طول يلا سلام .
وصل الي المطار فنزل واخرج حقيبته ثم سحبها خلفه دالفا الي المطار .
اتصل علي كريم ليعرف مكانه فأخبره انه بالخارج فخرج مرة اخري .
التفت ينظر حوله يبحث عنه حتي وجده يقف ويمسك هاتفه فأسرع ناحيته .
احتضنه بقوة وكذلك كريم قال الاخير : واحشني ي عم انت .
ابتسم بخفه وقال : وانت كمان والله ي كريم واحشني .
ابتعد وقال : اخبارك حمدلله على السلامة.
كريم مبتسما : الله يسلمك متتخليش قد اي فرحت اني شوفتك  واني هشوف اهلي الوقت .. اكمل بإشتياق : وحشوني اوي .
ابتسم جاسر وقال : تروح الوقت وتشبع بيهم المهم اخبار الدنيا هناك .
كريم : كله تمام وزي الفل ..
اكمل بتساؤل : صحيح هي فين مراتك .
جاسر بنبرة هادئه : في بيتي .
كريم بتعجب : مش قولت انها هتسافر معاك عشان انت هتطول اوي .
جاسر : عندها امتحانات ومش هعرف اخدها معايا هبقي انزل كده اجازة في النص اقعد معاها يومين المهم متشغلش بالك انت ويلا روح شكلك تعبان اوي .
كريم : اه والله تعبان جدا المهم خد الورقه دي مكتوب فيها رقم واحد من هناك دا اللي بتعامل معاه هو هيوديك المكان ويعرفك علي كل حاجه هناك امتي تخلص الصفقه دي عارف لولا انها مهمه لينا وهترفع شركتنا كنت سيبتها وجيت .
ضحك جاسر بخفه وقال : انت هتقعد كام هنا .
كريم : مش عارف والله بس انت عارفني بزهق بسرعه احتمال اسبوعين واحصلك .
جاسر : ي راجل اقعد شويه مع اهلك حد عارف هنرجع امتي .
كريم بمرح : محسسني انك مسافر لكوكب المريخ .
ضحكوا بخفه ثم سمعوا نداء التوجه الي الطائرة فسلم جاسر علي كريم محتضنا اياه ثم دلف ينهي اجراءاته سريعا ثم ذهب للطيارة .
بينما توجه كريم راكبا تاكسي ثم انطلق الي منزله .
______________
بالمساء بمنزل حازم .
دق الباب فذهب حازم ليفتح .
رفع رأسه ليري من لتتسع عينيه بدهشه ثم قال صارخا بسعادة : كيموووو .
قهقه كريم وهو يحتضن شقيقه .
حازم بإشتياق : واحشني ي راجل اي الغيبه دي كلها .
كريم : وانت كمان والله معلش بقي الشغل نعمل اي .
قال حازم مفسحا مجال ليدلف : طب تعالي ادخل ادخل .
دلف الي الداخل ثم قال بصوت عالي بمرح : فينك ي لولو .
جاءت ليلي مسرعه عندما استمعت لصوت كريم قالت بدموع : كريم حبيبي .
احضتنها كريم بإشتياق وكذلك هي قال كريم : وحشتيني ي لولو عامله اي .
ليلي : وانت كمان ي حبيبي والله اخبارك انت جيت امتي .
كريم : جيت في الصبح وروحت علي البيت علي طول وسلمت علي الكل ودخلت انام ولسه صاحي الوقت قولت اللبس واجيلكوا .
حازم وهو يضربه علي رأسه بخفه ومرح : طب متصلتش ليه اجي اخدك من المطار .
كريم : قولت اعملها مفاجأة اومال فين اهل البيت دعاء ومنه ومحمد .
حازم بمرح : لا منه اتجوزت امبارح ي حبيبي انساها .
تنهد بحزن وقال : كان نفسي احضر الفرح اوي واشوفها بالفستان الابيض بس يلا مش مكتوبلي المهم انها بخير هي فين الوقت .
ليلي بحزن : سافرت هي وجوزها .
كريم عدم فهم : ازاي طب امتحاناتها اللي قربت .
تذكرت ليلي امر امتحانات منه فأتسعت عينيها بقوة وقالت بخضه : ينهاار ابيض انا نسيت الموضوع دا .
كريم بحنق : انا مش عارف كنتوا مستعجلين ليه .
حازم : دا جوزها اللي كان مستعجل عشان شغله ولازم يسافر .
ليلي : انا هبقي اكلم جاسر اعرف هيعمل اي .
نزلت دعاء فرأت كريم فتوجهت اليه مسرعه وقالت بسعادة : كرررريم .
ابتسم كريم وهو يستقبلها بأحضانه وقال : دودووو وحشاني .
دعاء بفرح : وانت كمان والله بس اي المفاجأة الحلوة دي .
كريم : اي رأيك .
دعاء مبتسمه : احلي مفاجأة في الدنيا اكملت بحزن : ياريتك جيت امبارح منه كانت هتفرح اووي .
شعر بالضيق لانه لم يري منه فقال حازم : ما تيجوا نكلمها .
ليلي : مينفعش دول عرسان جداد مينفعش نزعجهم .
كريم بتذمر : لا بقي لا كده ولا كده انا هرن عليها ملييش دعوة .
استيقظ محمد من نومه اثر تلك الاصوات التي بالخارج فكر انها ممكن ان تكون مريم اتت هي ومها فقام سريعا وغسل وجهه ثم خرج يعرج برجليه .
دلف الي الصاله بإبتسامه ازدادت عندما وجده كريم الذي اسرع ناحيته يحتضنه بشوق .
كريم : اخبارك ي باشا .
محمد مبتسما : بخير ي حبيبي انت اخبارك .
كريم : الحمدلله .
جلسوا جميعهم وتحدثوا مع بعضهم بمرح .
قال كريم : يلا بقي انا هرن علي منه .
محمد بحماس : اه ياريت دي وحشتني بنت الايه .
رن كريم عليها فأعطاه غير متاح جرب مره اخري واخري وايضا مغلق .
تنهد وقال : مغلق يلا بقي ابقي اكلمها بكرا .
وقفت ليلي ثم قالت : هروح احضرلك الاكل عشان تتعشي معانا .
كريم : اشطا ي لولو .
ابتسمت له ثم ذهبت تعد الطعام .
وجلسوا هم يمزحون ويضحكون .
______________
مر هذا الاسبوع علي منه وكأنه سنه .
قضت هذا الاسبوع وسط بكائها وشكواتها الي خالقها .
اهملت اكلها كثيرا وفقدت شهيتها للاكل ولم تفتح كتابا وغدا يبدأ اول يوم من امتحاناتها وتحمد ربها انها قبل اسبوع من زفافها جلست تذاكر دروسها كانت تشعر انها بعدما يأتي يوم الزفاف سيحدث شىء لذا ذاكرت جيدا وهي الان تكتفي بما ذاكرته لتذهب به الي الامتحان .
لولا انها لا تريد ان تهمل دراستها او تأجل سنتها لكانت تركت الامتحانات ولم تهتم بها .
تنهدت بحزن تفتقد ابويها واخواتها اغلقت هاتفها طوال هذا الاسبوع فلا تستطيع ان تتحدث مع احدهم وهي بتلك الحاله لا تريد ان يشكو بشىء ولا تريدهم ان يعرفوا حتي لا يحزنوا عليها .
وقفت بخطوات واهنه ثم امسكت بالكتاب الخاص بمادتها غدا وخرجت من باب الفيلا واتجهت الي الحديقه الجانبيه المطله علي الشاطىء .
جلست علي العشب المختلط بالرمل ثم فتحت الكتاب .
تدفقت الذكريات مره اخري بعقلها لتعذبها وتجعلها تبكي من جديد .
شهقت ببكاء مرير وهي تتذكر قوله : " انا بكرهك " .
هذه الكلمه شقتها الي نصفين قالت بحرقه : اااااااااااه يارب ارحمني .
ظلت تبكي وتنتحب وهذا البحر يشهد بكائها بصمت حتي امواجه اليوم هادئه وكأنها كانت تنتظرها حتي تأتي وتبكي هنا لتستمع لها .
ظلت هكذا لساعتين حتي شعرت بصداع يكاد يفتك برأسها وقفت بوهن وتعب وامسكت كتابها وتقدمت بضع خطوات لتسود الدنيا بعينيها وتسقط مصتدمه بالارض بقوة .
كان رجال جاسر يقفون بالخارج ويستمعون لصوت بكائها فأشفقوا عليها كثيرا ثم سمعوا صوت خبطه قويه فقال احدهم بقلق : انا هدخل اشوف في اي الجو مش مطمن .
وافقه الاخر فهو قلق ايضا .
فتحوا الباب قليلا ليروا منه ملقاه علي الارض بالحديقه ومغشي عليها .
هعلوا وكاد يدلف الاول ولكن قال له صديقه : استني انت ناسي كلام جاسر باشا .
الرجل الاول : ايوة بس هنسيب المدام كده .
صديقه : تعالي انا هتصل علي جاسر باشا .
اومأ الرجل واخرج الثاني هاتفه واتصل علي جاسر .
رد الاخر سريعا وكأنه يشعر بأن شىء حدث .
قال حارسه : جاسر باشا المدام فقدت وعيها بالحديقه نتصرف ازاي الوقت .
هلع جاسر ووقف من مكتبه ثم قال سريعا : هتروح علي اقرب دكتورة بسرعه وتجيبها وخليها تكشف عليها .. اكمل بتحذير : دكتورة مش دكتور ومحدش يدخل منكم تمام .
الحارس : تمام ي باشا .
اكمل الاخير بقلق : وابقي طمني وقولي الدكتورة قالت اي .
الحارس : حاضر ي فندم .
اغلق جاسر معه وشعر بنغزة في قلبه ولكنه نفض ذلك الشعور سريعا وقال : من اولها اغمي عليكي .
زفر بضيق وذهب يكمل عمله بعقل مشغول بها .
بينما بالفيلا ذهب ذلك الحارس واحضر طبيبه مثلما قال له جاسر .
دلفت الطبيبه فوجدت فتاة ذات جسد نحيف وهزيل ملقاه علي الارض ادركت انها هي المريضه لتركض ناحيتها سريعا .
لم يسعفها جسدها في حمل تلك الفتاة فذهبت لذلك الحارس الذي اتي بها وقالت بلهاث : تعالي شيلها معايا .
تردد الحارس كثيرا فأوامر جاسر ألا يدلف للداخل تمنعه ولكن صراخ الطبيبه عليه جعلها يدلف علي مضض .
انزل نظره للارض وتقدم من منه ثم رفعها وحملها الي الداخل .
قال للطبيبه وهو ينظر ارضا : اكشفي عليها وانا بره لما تخلصي ابقي اطلعي .
لم تهتم بكلامه فكل ما يشغل بالها تلك الفتاة .
ذهبت لتكشف عليها بينما خرج ذلك الحارس والذي يدعي مصطفي .
انهت الطبيبه كشفها ثم ركبت لها محاليل واخرجت ورقه تدون بها بعض الادويه .
نظرت للفتاة بشفقه ثم هزتها برفق فأستيقظت منه .
تطلعت حولها بإستغراب حتي تذكرت انها سقطت بالحديقه مغشي عليها .
نظرت للطبيبه بإستغراب وقالت : انتي مين .
الطبيبه سارة : انا دكتورة سارة وجيت عشان اكشف عليكي .
منه بتعجب : مين اللي جابك .
سارة : واحد من اللي بره جابني وقالي اكشف عليكي .
تنهدت بضيق وصمتت .
نظرت لها سارة تحاول فهمها وقالت : الف سلامه عليكي .
ابتسمت منه إبتسامه صغيرة وقالت : الله يسلمك ومتشكرة جدا ليكي .
سارة : العفو علي ايه انا جارتك هنا واسمي سارة دكتورة في مستشفي حكومي وعندي عيادة خاصه بيا هنا قريبه من هنا وساكنه جنبك .
منه مبتسمه : اتشرفت ي سارة انا اسمي منه .
ابتسمت لها سارة وشعرت بالود تجاهها قالت بعمليه : لازم بقي نهتم بأكلنا عشان ميحصلش كده تاني .
ابتسمت منه بسخريه وقالت : مش فارقه .
نظرت لها سارة بعدم فهم وقالت : بتقولي حاجه .
نظرت لها وقالت : بقول تمام .
هزت الاخري رأسها بإيجاب ثم قالت : طيب بعد اذنك هخرج انا .
اومأت لها منه بصمت .
خرجت الطبيبه فقابلت مصطفي بالخارج .
مصطفي : ها ي دكتورة اي الاخبار .
سارة بحده : مش عارفه اقولك اي بصراحه بس هي ضعيفه جدا وشكلها مش بتاكل واضطريت اعلقلها محاليل واتفضل هات الدوا اللي في الروشته دي .
نظر بها بتعجب لما تتحدث معه بحده هكذا ولكنه لم يتفوه بشيء واخذ الروشته منها ثم اخرج بعض النقود واعطاها لها ثم اوصلها وذهب ليأتي بالدواء .
اخرج هاتفه عندما سمعه يرن فوجده جاسر فتردد في الايجاب ولكن بالنهايه اجاب .
جاسر بلهفه لم يستطع التحكم بها : ها الدكتورة قالتلك اي .
مصطفي : قالت ان المدام ضعيفه ومش بتاكل وصحتها مش تمام وعلقتلها محاليل .
شعر بالألم تجاهها فسمع مصطفي يقول بتردد : باشا انا اضطريت ادخل واشيل المدام .
جاسر بصراخ غاضب : نعم ي روح امك .
تحكم مصطفي في انفعالاته فهو لا يحب ان يحدثه احد بتلك الطريقه ويذكر سيره والدته امامه هكذا قال بهدوء مصتنع : انا اسف ي باشا بس الدكتورة مكنتش عارفه تشيلها وصرخت عليا عشان ادخل وانا اضطريت اعمل كده .
هدء جاسر قليلا ثم قال بغيره : انا هعديهالك المرادي بس اقسملك المره الجايه هتبقي بموتك والوقت تروح وتشوف واحدة ست تكون ثقه تيجي كل يوم تقعد مع المدام ساعتين عشان لو حصل موقف زي كده .
مصطفي : تمام اي اوامر تانيه .
جاسر بضيق : لا سلام .
اغلق مصطفي هاتفه وتنهد ثم دلف للصيدليه واشتري الدواء ثم عاد مرة اخري للفيلا ..
________________
طوال هذا الاسبوع لم يري حازم مريم وقد اشتاق لها كثيرا وايضا هي بينما عادت دعاء تشتغل مع سيف بالمكتب مرة اخري .
بشركه جاسر كان الوقت العاشرة صباحا دلف كريم الي الشركه بإشتياق فهو قد غاب كثيرا عنها .
صعد الي مكتبه هو وسيف فدلف لمكتب جاسر فقد فهمه جاسر ان سيف يجلس بمكتبه يتابع اعمال التي كان يفعلها كريم بينما كريم سيجلس مكان جاسر ويتولي زمام الشركه عنه ويساعده سيف .
تفقد المكتب ثم خرج وذهب الي مكتب سيف نظر للسكرتيرة فقال بتعجب : اول مرة اشوف سكرتيرة هنا محتشمه زي دي كل اللي كانوا بييجوا بيلبسوا ضيق وقصير .
حمحم بصوته ملفتا انتباهها فرفعت دعاء رأسها فوجدت كريم امامها .
وقفت وقالت بدهشه : كريم !! بتعمل اي هنا .
نظر لها كريم ايضا بدهشه وقال : دعاء !! انتي اللي بتعملي اي هنا .
دعاء : انا بشتغل هنا سكرتيرة .
كريم بتعجب : مقولتليش يعني .
دعاء : مجتش فرصه ونسيت المهم انت بتعمل اي هنا .
كريم : دي شركتي انا وصاحبي وجاي اتابع الشغل هنا مكانه عشان سافر .
دعاء : بجد اي الصدف اللي حلوة دي يعني انت هتبقي مديري هنا .
ابتسم كريم بخفه وقال : حاجه زي كده بس قوليلي بتشتغلي هنا من امتي .
دعاء : يعني تقريبا قربت اكمل شهر .
اومأ كريم بتفهم .
جائهم صوت سيف الغاضب بشده وهو يتقدم منهم : مين البشمهندس .
نظر له كريم ورفع حاجبه بإستنكار : وانت مالك .
سيف بعصبيه وغيرة : نعم ي حبيبي هو اي اللي مالي واقف مع خطيبتي وبتقولي انت مالك .
نظر له بدهشه ثم نظر لدعاء قائلا : هو دا خطيبك .
اومأت عده مرات بتوتر فقال سيف بأنفاس غاضبه : اي مش عاجبك .
ابتسم بخبث واقترب من دعاء محاوطا خصرها وقال بعبث : لا عاجبني .
دعاء بخوف : يلهوووي مش تقوله انك اخويا .
تقدم منه سيف بغضب حارق وامسكه من تلابيب قميصه ولكمه بشده علي وجهه .
شهقت دعاء بخضه وهي تبعد سيف عنه وتقول بفزع : ي مجنون عملت اي .
سيف غاضبا : ابعدي انتي ي دعاااء .
ولكمه مره اخري فنزفت انف كريم
دعاء صارخه : بس بقي دا اخويا .
نظر لها بأنفاس متسارعه وقال : اخوكي كيف ان شاء الله .
دعاء وهي تبكي : دا كريم اخويا في الرضاعه بس انت مشوفتهوش قبل كده عشان كان مسافر وجه من اسبوع .
نظر له بصدمه ثم أبتعد سريعا وقال بنرفزة : ومقولتيش ليه من الاول .
اجلست دعاء كريم علي كرسي مكتبها واحضرت علبه اسعافات اوليه واخرجت بعض القطن ومسحت دماء كريم .
سيف ببعض الحرج : انا اسف جدا مكنتش اعرف انك اخوها وانت مقولتليش .
ضحك كريم بخفه فتأوه ثم قال : كنت عايز اشوف رد فعلك لما تشوف حد غريب بيحضن خطيبتك كده ومخيبتش ظني راجل بن اصول .
قال الاخيرة بمرح فأبتسم سيف بإتساع وقال : يعني مش زعلان وهتروح تشتكي لدعاء وتقولها سيبيه .
ضحك كريم بقوة مما سبب له الالم وقال : لا لا نا مش كده .
ضحكوا سويا فقالت دعاء بتذمر : اهدي كده واثبت .
قال كريم بمرح : بقي انا هنا المدير وانتي اللي تؤمريني .
ضحكت بخفه وانتبه سيف لكلامه وقال : مدير هنا .
صمت قليلا ثم اتسعت عينيه بدهشه وقال : هو انت كريم صاحب جاسر اللي قالي عليه .
اومأ له بالايجاب .
نظرت له دعاء بعدم فهم وقالت : جاسر ! ازاي واي علاقه كريم بيه .
توتر سيف كثيرا فهو قد قال هكذا دون وعي وبالتأكيد سينكشف فقال بهروب : طيب يلا بينا عشان الشغل النهاردة كتير .
وقف كريم وذهب معه بينما تناست دعاء سؤالها واكملت عملها .
بداخل مكتب سيف .
سيف بداخله : ي نهار مش فايت كريم اخو دعاء ومنه اخت دعاء يبقي اخوها هي كمان وكريم هو نفسه صاحب جاسر وجاسر ميعرفش ان اللي بينتقم منها هي اخت صاحبه اعمل اي بس ربنا يسامحك ي جاسر هتوقعني في ورطه .
تنهد بعقل شارد واكمل عمله ..
______________________
بمنزل قصي مر الاسبوع عليهم وقصي وشهد يعيشون اجمل ايام حياتهم وسعيدين كثيرا .
دلف قصي غرفته بعدما جاء من الجامعه فقد طلبوه لامر ما هناك ولم يتأخر كثيرا وجاء .
وجد شهد منكبه علي كتبها تراجع دروسها فغدا اول يوم امتحان لها وهي متوترة للغايه يحاول بشتي الطرق انه يبعد عنها التوتر كان يذاكر لها طوال الاسبوع وكان سعيد بذلك جدا حيث يكون بجانبها كانت أحيانا تنام وهو يذاكر لها فيبتسم بحنان ويحملها الي الفراش وينام وهي بحضنه .
ذهب لها وقبل وجنتها قائلا : حبيبي عامل اي النهاردة .
رفعت شهد رأسها له وزفرت بتعب وقالت : تعبانه جدا امتي نخلص بقي .
قصي : معلش استحملي شويه .
وقفت وقالت : هروح احضرلك الاكل انت طلعت بدون ما تاكل .
جذبها قصي بخفه وقال : لا مش جعان انا هدخل استحمي بس .
اومأت بإبتسامه صغيرة ليخطف قبله صغيرة من شفتيها ثم اخذ ملابسه ودلف للحمام .
ابتسمت بحب وذهبت تكمل مذاكرتها .
تذكرت صديقتها منه فقالت بضحكه : دي زمانها مش فاكرة ان فيه إمتحان بكرا من جوزها .
اااه لو تعلمي انها تعاني بمفردها الان .. اه لو تعرفي ما يحدث معها لكنتي بكيتي حزنا عليها .
________________
بمنزل حازم .
كانت ليلي تجلس وتشعر بإنقباض في قلبها لا تدري ولكنها تشعر ان منه ليست بخير ما يزيد قلقها هو ان منه لم تهاتفهم الي الان وايضا عندما يتصلوا بها يعطيهم مغلق .
امسكت هاتفها وحسمت امرها واتصلت علي جاسر .
انتظرت قليلا حتي اتاه رده : السلام عليكم.
ليلي بلهفه : وعليكم السلام ازيك ي جاسر ومنه عامله اي .
جاسر بهدوء : الحمدلله ي امي ومنه بخير .
اطمئنت قليلا وقالت : اومال برن عليها كتير بيديني مغلق ومكلمتناش لغايه الوقت .
جاسر : هي بس انشغلت شويه وكمان الامتحانات بتاعتها .
ليلي بتعجب : صحيح هي هتعمل اي في امتحاناتها وهي مسافرة معاک .
جاسر : انا كلمت واحد صحبي وقالي ينفع تمتحن في السفارة هناک . (يالک من كاذب 😒😂).
ارتاحت وقالت : تمام ي حبيبي طمنتني طب هي فين عايزة اكلمها .
جاسر بتوتر : بصراحه انا في الشغل هحاول ارن عليها واقولها انك عايزة تكلميها .
ليلي بطيبه : خلاص ماشي يلا عايز حاجه .
جاسر : سلامتک .
اغلقت معه وتنهدت بإرتياح .
.................
بينما ب لندن عند جاسر .
جالس بمكتبه الجديد هناك والذي بتابع عمله منه حاول الاتصال بهاتف منه كثيرا ولكن كل مرة يعطيها مغلق .
فكر مليا ثم اخرج رقم مصطفي واتصل عليه .
رد مصطفي فقال جاسر مباشرة : هتدخل تنادم علي المدام وتديها تليفونك دا عشان اكلمها .
تعجب مصطفي من طلبه ولكنه ذهب لينفذ اوامره .
سمعت منه من الداخل صوت الحارس : ي مدام .
تحاملت علي نفسها ووقفت ثم خرجت له .
نظرت له بتساؤل فقال وهو ينظر ارضا : الباشا عايز حضرتك .
ثم مد يده بالهاتف فأخذته منه وقلبها يدق بعنف .
خرج مصطفي ووقفت هي بالحديقه ثم وضعت الهاتف علي اذنها تستمع له .
منه بصوت مرتجف : الو .
جاسر بنبرة هادئه يحاول التحكم في نفسه بعدما استمع لصوتها فقد اشتاق لها حقا ولكنه ينكر ذلك : من غير كتر كلام تفتحي تليفونك الوقت وتتصلي علي مامتك انا فهمتها انك مشغوله عشان امتحاناتك وهي فاهمه انك معايا وقولتها انك هتمتحني هناك ف السفارة عشان لو سألتك ..
صمت يستمع ردها فلم يجد سوي الصمت .
جاسر بضيق عندما وجدها صامته : مفهوم .
اغلقت منه بوجهه وهي تبتسم بسخريه فهي اعتقدت انه قد تراجع واتصل بها ليخبرها بحبه لها وانه كان علي خطأ وانه سيعود لها ولكن كل اعتقاداتها هذه كانت خاطئه فهو اتصل ليخبرها ان تتصل علي اهلها بل وكذب عليهم ايضا .
ضحكت بسخريه وعينيها تلتمع بالدموع قالت بحرقه : انا اللي غبيه .
مسحت دموعها وخرجت ثم اعطت الهاتف لمصطفي ودلفت مره اخري تتصل بوالدتها .
تحدثت معها بإشتياق واخبرتها انها بخير وكلمت محمد ايضا واخبرها ان كريم اتي ففرحت كثيرا ثم ما لبست ان عبست بوجهها وهي تتذكر انه غير مسموح لها ان تخرج لانهم يعتقدون انها مع جاسر الان .
انهت مكالمتها مع والدتها واخيها ثم بكت كثيرا حتي غفت مكانها .
__________
صباح اليوم التالي .
ارتدت منه ملابسها وحاولت اخفاء ملامحها حتي لا يتعرف عليها احد ثم خرجت واستقلت السيارة الخاصه بتوصيلها وركب السائق يقودها وبجانبه مصطفي بينما تجلس منه بالخلف تنظر بشرود لما بالخارج .
خرجوا مبكرا لان المسافه من هنا للجامعه ستستغرق كثيرا حتي تصل .
______
بعد ساعه كانوا اقتربوا من الجامعه .
بينما خرج قصي ممسكا بيد شهد ثم ركبت بجانبه وانطلق هو للجامعه .
قصي : مستعده .
شهد ببلاهه : انا حاسه اني نسيت كل اللي ذاكرته .
انطلقت ضحكاته بقوة وكذلك هي .
بعد نصف ساعه وصلوا جميعهم.
.............
مر شهر الإمتحانات هذا ببطء مثير للملل والاختناق دائما علي منه .
اليوم انهو امتحاناتهم وكلا توجه الي منزله .
ما اراح منه قليلا ان احد لم يراها ولكنها كانت تراهم وتظل تراقب محمد وشهد فقد اشتاقت لهم كثيرا تود الركض الي اخيها ترتمي بحضه ولكن كل مره تتذكر تهديد جاسر لها فتنكمش بخوف وتتراجع .
كانت تأتي امرأة كبيرة بالسن قليلا تجلس مع منه ساعتين باليوم تسليها قليلا .
طوال هذا الشهر لم يحاول جاسر ان يحدثها او يسأل عنها وهذا ما كان يقتلها منذ مكالمته الاخيرة وهي لا تسمع صوته .
كان الحال بمنزل هادئا بعض الشىء ولكن المنزل كان مفتقدا لتلك الروح المرحه التي كانت تملكها منه  نعم كانت فالان منه تعيش جسدا بلا روح لم تزور البسمه وجهها منذ يوم زفافها والذي كان كابوسا بنهايته .
كان حازم يذهب الي مريم كل اسبوع مره ليراها وكذلك كانت تأتي هي تجلس مع والدته ودعاء .
بينما ذلك الحارس الذي كلفه جاسر بمراقبه الجميع كان يخبره بكل شىء .
غضب جاسر بشده عندما علم ان حازم يذهب عندهم كل اسبوع ومريم ايضا تذهب لمنزل حازم فقال جاسر لحارسه بإعطاء اوامر بعدم الخروج من المنزل لمريم سوي لامتحاناتها التي اقتربت فهي بالصف الاخير  من جامعتها وقد اقتربت امتحاناتهم هي واروي .
بينما سافرت مها لتستكمل امتحاناتها ثم بعد ذلك يذهب سيف لينقل جامعتها للاسكندريه لانهم سيستقروا هناك .
........
دعونا نذهب لذلك المنزل مرة اخري بالقاهرة .
وهو منزل خال مها الثاني التي تسكن به مع ابنه خالها وإمرأه خالها .
انهت هي ايضا امتحاناتها وكانت تتحدث مع سيف وكانت تصتنت لها نجوي .
أسرعت نجوي تركض الي غرفه والدتها تخبرها بما سمعته .
ورده بتفكير : امممممم يعني البيه سافر هو ومراته ومش راجعين الوقت كويس انك سمعتيها وإلا كنا هنسافر علي الفاضي .
نجوي بتذمر : ماما اتصرفي انا عايزة جاسر دا ليا .
وردة بخبث : متقلقيش ي حبيبتي جاسر ليكي انتي وبس .
ابتسمت نجوي لوالدتها واحتضنتها .
دقت مها الباب ثم دلفت .
قالت وردة بإبتسامه مصتنعه : تعالي ي حبيبتي عايزة حاجه .
مها مبتسمه بإصتناع : لا ابدا ي مرت خالي كنت جايه اقولك اني مسافرة بكرا .
وردة بمكر : هو انتوا خلاص هتستقروا هناك .
مها : اه .
وردة : تمام ي حبيبتي تروحي بالسلامه .
ابتسمت لها ثم ذهبت .
خرجت ثم زفرت بضيق وقالت بداخلها : ياربي عليكوا تاخدوا جايزة اوسكار في التمثيل .
ذهبت لغرفتها ثم اعدت حقيبتها بكل اشيائها فهي لن ترجع هنا مره اخري .
________
طوال هذا الشهر كان يحاول سيف ألا يذكر سيرة جاسر كثيرا حتي لا ينكشفوا ولم يخبر جاسر الي الان فكلما يتصل به يكون مشغول وعندما رد استعجله واغلق معه ولم يستطع اخباره .
زفر بضيق وقال : ملييش دعوة بقي هو حر ياك حتي الحقيقه تنكشف مش هو اللي عمله في نفسه .
جائه اتصال فرد علي هاتفه .
وقف سريعا واتسعت عينيه بصدمه وقال : نعععععععععم .

انتهي البارت .
تتوقعوا مين اللي اتصل بسيف وقاله اي خلاه ينصدم كده ؟.
البارت المنتظر قرب واللي هيكون فيه كشف الحقيقه احتمال يكون البارت الجاي او اللي بعده .
تتوقعوا مين هيكشف الحقيقه ؟.
اسيبكوا تفكروا متنسوش الفوت الجميل والكومنت الاجمل .
بقلم منه فرج.
بحبكم في الله 🤍🤍🤍.
يتبع،،،،،،،،،،،،،،

تزوجنى لينتقم ولكني أحببتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن