ماذا تكون..؟!

3.2K 251 206
                                    

مرت الايام وأنا واسامة ننتقل بسرعة من مرحلة الى اخرى بعلاقتنا الى أن اتفقنا واخيراً على الارتباط بشكل رسمي فور دخولي الجامعة ولم يكن قد تبقى على ذلك سوى شهرين فقط.. أي لنقل إني أصبحت شبه زوجته .. ألتقينا أكثر من مرة في الواقع بعيداً عن شاشة الهاتف وكان لقاءاً قصيراً وبعيداً نوعاً ما نظراً لأني كنت ارافق اسرتي ولم يسعني السرقة من الوقت سوى بضع دقائق لأنفصل عنهم واقترب منه خلسة.

أكثر ما جعلني أتعلق به أكثر هو شهامته معي وحرصه على سمعتي بل ولم يفكر حتى بلمس يدي رغم ان الكثير من الشباب يستغلون فرص كهذه بكل طيش.. فاتني أن أنتبه أن أسامة لم يكن طائش وأنه كان يطهوني على نار هادئة لأنه كان يسعى لأكثر من مجرد لمس اليد!

ذات مرة خرجنا أنا وامي ورغد مع زوجة عمي وابنتها ايمان.. نعم حبيبة مروان!
كنت ذات علاقة طيبة مع ايمان في طفولتنا ولكن لم نعد كذلك حين نضجنا.. فطريقتنا بالحياة بل ونظرتنا للحياة كانت مختلفة تماماً وفي الحقيقة لم أكن أستسيغها كثيراً.. فيمكنكم الجزم لِما مروان المعقد يحبها... صحيح.. لأنها معقدة مثله.. ولكن هذا لا يعني إني على خلاف معها.. بالعكس تماماً كنا نستمتع كثيراً بخروجنا معاً – ما لم تبدأ ايمان درس الموعظة والفلسفة –

قصدنا مول المنصور اولاً ومن يرى طريقة ملابسنا أنا ورغد ويقارنها مع ايمان ذات الملابس الفضفاضة كان سيدرك فوراً أنها لا تنتمي لذات البيت وبالطبع الملابس هي أوامر مروان اولاً وقناعتها ثانياً.. حسناً هذا من سوء حظها!

قصدنا بعد ذلك الحديقة لنتناول عشاءنا هناك مع هواء اكتوبر المنعش ليلاً وايمان اثناء ذلك تعطي موجز الاخبار المفصلة عن اين سارت وكيف سارت وماذا ترتدي كل نصف ساعة لمروان أما بمراسلة أو مكالمة سرية كنا ندرك جميعاً أنه مروان.

لمحت من بعيد أسامة قادم حسب اتفاقنا  مسبقاً فتبسمت بفرحة ونهضت من كرسي دون أن تفارق عيني عيناه:

- سأعود حالاً..

وتركتهم وذهبت لألتقيه بعيداً عن أنظارهم.. كان يقف قرب بركة صغيرة مليئة بأسماك الزينة وما أن شعر بوجودي حتى طالعني بلهفة وهو يقول:

- كم أحب حين يسبقكِ عطركِ فينبض قلبي قبل أن تقع عيناي عليكِ

تبسمت بخجل وأنا اقول مازحة:

-هل سيستمر هذا الحب بذات المقدار بعد الزواج ايها المحتال أم أنك تريد اقناعي فقط للقبول بك وبعدها يخرج المارد الشرير من المصباح؟

تبسم برصانة ومد يده نحو وجهي يمرر اصابعه فوق ملامحي دون أن يلمسها وقال بحب:

- فقط كوني لي وسترين الملكة التي سأجعلكِ تصبحين عليها.. سأجعلك ترين كيف أقدر نعمة مثلكِ خالية من العيوب تماماً قد أصبحت ملكي أنا فقط!

كلنا في الحب آثمونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن