(أمير)
كنت أظن - ولسذاجتي – أن الحب يجب أن يكون متبادلاً حين تشعر به.. حين تقع بغرام أحدهم فلا بد أن لروحيكما حكاية قبل أن تخلقا.. أن أحببت أحدهم فلا بد انه يحبني.. أو سيفعل في وقت لاحق!
في ذلك اليوم الذي عرفت أن قلب محبوبة طفولتي قد تم انتهاكه بوحشية وانها وهبت حبها لرجل لم تلتقي عينيها بعينيه في الواقع مرات عديدة ولم تسمع نبرته على مقربة من أذنها فيطرب قلبها كما كان يحصل معي.. في ذلك اليوم أدركت أن من نحبهم لا يبادلونا دائماً الشعور ومن الممكن أن يكونوا قساة بطريقة تخليهم عنا.. في ذلك اليوم أدركت أنه لم يكن للخذلان وجود قبل أن يُخلق الحب من طرف واحد!ذلك ال"أسامة" انتهك شرفي أنا قبل أن ينتهك شرف ريهام أو سمعة أسرتها.. لسنين طويلة شعرت بها تخصني أو ستخصني.. لا بد أن يحصل هذا.. سأحارب من أجلها.. والان من أجل من سأحارب؟ من أجل فتاة لم يكن قلبها معي أبداً؟
ثار جنوني.. احترقت بالغيرة.. أسوأ شعور بالحب هو الغيرة.. أنها تنهش روحك بوحشية تشعر أن هناك جحيم بداخلك يشتعل ومع ذلك أنت مضطر أن تمثل أنك تعيش في الجنة.. أي جنة هذه التي سأعيشها من بعد ما عرفته؟
ما أن أوصلتها لمنزلها رحلت من فوري بعد خلق عذر واهي لأسرتها من أنه أغمي عليها في المدرسة وصديقتها اتصلت باخيها الذي تعرف أنه يكون صديقي وذهبت لأخذها للمستشفى واعادتها للمنزل.. قصة واضح فيها التزييف وخلقت بعض الشك في عيون مروان ولكن هذا لا يهم.. المهم أنهم سكتوا!عدت الى المنزل وأنا ارى الجميع بوجوه قبيحة كرهتها لسبب لا أعرفه.. أردت إفراغ ألمي بأي شيء فلم أجد فاضطررت لخلق مشكلة حول كيف يطبخون الرز الابيض مع السمك بدلاً من الاحمر.. أتذكر نظرة أمي كانت مذهولة وابي طالعني باستنكار واخوتي يرمون لي بعض الشتائم حول اسلوبي الغير مؤدب بحضور ابي. اسلوبي الغير مؤدب؟ .. هل تعرفون ما أمر به اللعنة عليكم؟.. أنا هنا أحترق فليطفئني أحدكم.. ولكن لم يفعل أحد!
دخلت الى غرفتي واغلقت بابي بقوة فسمعت أمي تقول بترجي:-ارجوك لا تنفعل عليه من أجل صحتك..
نظرت نحو الباب بتحفز.. أبي سيفتحه.. وفعل!
ما أن دخل قلت بذات الاعصاب المشدودة:-ماذا؟
تطلع ابي للحظات نحوي.. كان ابي عصبي بشدة وقد ورثت هذه الصفة منه ولكن لم أعرف كيف سيطر على نفسه في تلك اللحظة وهو يقول لي بنبرة ذات مستوى ثابت رافعاً سبابته بتهديد:
-طور المراهقة الذي تمر به لا يسمح لك أن ترفع صوتك في هذا البيت بوجودي ووجود أمك.. لا أعلم ما الذي حصل معك حين خرجت وعدت ولست على بعضك ولن أسألك عن مشاكل المراهقين التافهة.. كن رجلاً يا أمير واترك تصرفات الصبيان ومحاولة فرض وجودك بالصياح وإلا سأجعلك تصبح رجلاً بطريقتي.. لا يغرنك طولك ولا يشجعك وهن قوتي.. إن أردت تربيتك من جديد فسأترك أثر الحزام على ظهرك دون أن يردعني شيء.. فتأدب واحترم
أنت تقرأ
كلنا في الحب آثمون
Roman d'amour"أعتذر من كل اللذين ظننت إني أحبهم قبلك.. يبدو إني لم افعل" هذا ما كانت تفكر به في كل مرة كانت تنظر له ولا يبادلها نظرات الحب ذاتها - أو هذا ما كانت تظنه- هل سيغفر لها في يوم ويعود ليحبها مجدداً؟.. هل سيغفر لنا الحب خطايانا؟! وكما اعتدت أن اسأل دائم...