الامور السيئة التي حصلت معي حولت قلبي عقلاً..
-مقتبس-
*****************************************(أمير)
سيبقى الانسان انساناً.. حتى يقع بالحب. سيتحول بعدها الى مسخ كريه أو وحش ضاري.. لا تظن أن الوقوع بالحب سيغسل روحك من الآثام أو يجردها من الخطايا.. هو فقط سيزيد ذنوباً فوق تلك التي أثقلت كاهلك..
كانت تنظر نحوي بعيون جاحظة مليئة بدموع بدأت تتكسر وتتهاطل فتسارع لمسحها.. لم يرأف قلبي بها.. لم أبالي.. كنت أريدها.. وهذا الشعور طغى على أي شعور بالذنب اتجاهها.
فجأة انكسر صمت صدمتها وهي تطلق ضحكة قصيرة ساخرة من وسط بكائها وقالت:-نتزوج؟.. بهذه البساطة؟
حافظت على هدوئي الشديد بينما أرد:
-أبسط مما تظنين
-لابد أنك فقدت عقلك!
-ليس بعد.. ولكن على وشك
-خطوبتي الاسبوع القادم
-ستلغينها
كادت أن تنفجر بوجهي ولكنها سيطرت على نفسها وكتمت فمها بأطراف اصابعها بينما تأخذ نفساً عميقاً وتمد عينيها ببعض القوة ثم نظرت الي بصلابة:
-لن أفعل
-سأخبر الجميع بما حصل
-كما تشاء.. سئمت من التهديد.. عشته مع أمك بما فيه الكفاية!
وبقيت تطالعني بتحدي وأنا ألمح بزاوية من نظراتها الخوف الذي تحاول مداراته.. عاودت لتقترب مني بشدة وتجعل داخلي يضطرب لرائحتها وبشرتها القريبة التي أحاول بشدة عدم لمسها وادعاء البرود وأكملت بتحدي:
-أنت عشت حياتك كما يحلو لك هناك واتخذت من ملك عشيقة لك وبالتأكيد تخططان للزواج.. بعد سبع سنين جئت لتلومني لأني مضيت بحياتي؟.. ألم أدفع ثمن اخطائي بما فيه الكفاية؟ هل تعتقد أن السلطة التي منحتها لخالتي علي لم تستغلها هي أبشع استغلال ضدي وتهددني كلما سنحت لها الفرصة؟
كنت مشغولاً بعينيها.. بحركة شفتيها السريعة وهي ترمي حروفها السامة.. بعقدة حاجبيها الغاضبة.. بحدقتيها المتلألئة.. أنا اوشك على معانقتها.. تقبيلها.. سجنها داخل قفصي الصدري ومنعها عن العالم.. ولكن قبل أن أفعل اياً من هذا قاطع تلاحم عيوننا ببعضها دخول ملك للمطبخ ونحن على هذه المقربة.. وهذه المرة ريهام لم تبتعد عني كما فعلت من رغد.. هي فقط أكتفت بالصمت ومطالعة ملك.. للنساء تحدي غريب بينهن حتى وأن كن لا يعرفن بعض .. شيء لا استطيع فهمه!
ابتعدت أنا هذه المرة حقناً للدماء ولكن لم أعلق بشيء.. دخلت ملك واقتربت منا بينما تكتف يديها لصدرها وتكتم غيرتها بصعوبة وهي توجه سؤالها لي:
-ما الذي تفعله هنا؟
فتحت شفتاي كدت أن أجيب ولكن لم تخرج أي حروف مني.. أي عذر سأمنحها لها دون أن يجرحها؟ وحين شاهدت ريهام صمتي تولت هي دفة الحديث لترد بدلاً عني:
أنت تقرأ
كلنا في الحب آثمون
Romance"أعتذر من كل اللذين ظننت إني أحبهم قبلك.. يبدو إني لم افعل" هذا ما كانت تفكر به في كل مرة كانت تنظر له ولا يبادلها نظرات الحب ذاتها - أو هذا ما كانت تظنه- هل سيغفر لها في يوم ويعود ليحبها مجدداً؟.. هل سيغفر لنا الحب خطايانا؟! وكما اعتدت أن اسأل دائم...