"عن الذين يختارونك حتى وأن كنت قضية خاسرة"
-مقتبس-*****************************************
(ريهام)
لم يكن على أمهاتنا أن تلدنا.. كان علينا البقاء منسيين في تلك الاصلاب الغابرة دون أن تُكتب أقدارنا.. كان علينا أن نأتي للحياة على شكل فراشة أو طائر يهاجر كلما حل به البرد.. كان علينا أن نأتي حتى لو على هيئة قطط الشوارع الضالة نهرب من حجارة الاطفال في النهار ونرقص على موائنا تحت ضوء القمر في الليل.. ألن تكون الحياة أسهل حينها؟ أسهل من المهزلة التي أعيشها الان..؟ردد على الشيخ كثيراً عبارة "هل تقبلين؟ قولي نعم وأنت وكيلي"
فضلت الصمت ولو كان المقابل أن أصاب بالخرس الى الأبد ولكن قرصات أمي على عضدي جعلتني ابتلع كل الشتائم التي كنت سأنطقها بدل القبول فأخدش بها حنجرتي ويخرج صوتي مبحوح وضعيف وأنا أقول بعدم رضا:-نعم
فيردد الشيخ مؤكداً:
-وأنت وكيلي
فأزفر بضيق وأعاود عبارته ببطئ اشد هذه المرة:
-نعم.. وأنت.. وكيلي..
هل سمعتها الان أيها الاصم؟.. رفعت زاوية عيني نحو باب الغرفة التي كنا نعقد بها قراننا وتمنيت لو يحصل كما في القصص الخيالية والافلام ويدخل حسام الان ضارباً العادات والاصول عرض الحائط وممسكاً أياي من يدي رافضاً اقتراب أحداً مني معلناً عني كملكيته الخاصة.. ولكني بدل ذلك أسمع همسة الاخر وهو يميل جسده قليلاً ناحيتي:
-لن يأتي فارس أحلامك..
نظرت له بدهشة.. كيف له أن يسمع كل ما يجول بعقلي؟ هل يولد الكره تخاطر بهذه القوة ايضاً وليس الحب فقط؟
ارتجفت يدي بتقزز فأمسكها بقسوة أكثر وهو يسحبها ليطوقني بخاتم خطوبتنا تحت أصوات زغاريط ايمان وبعض النسوة من الاقارب والتي يرسمن نظرات الحسد بعيونهن معتقدين بقصة حب استثنائية تجمعني مع أمير شاب العائلة الغنية المميز الذي أردنه لبناتهن فارتبط بواحدة تكبره بسنتين.. كم محظوظة يا أنا.. كم بائسة يا أنا!أنسحب أمير منا ليسلم على الرجال وليتباركون له ويعيش اجواء الخطوبة المزيفة وليتركني هنا للواقع المرير وسط امه وامي وملك.. ملك التي حضرت الخطوبة بكل رباطة جأش لم أفهمها.. للان على الاقل !
تقدمت مني خالتي وقالت بهمس لا يسمعه سوى أمي التي تجاورني وملك التي تلتصق بظهرها :
-حظك حظ فتاة ليل!
فردت أمي بعتب:
-ما هذا الكلام يا سعاد
نظرت لها خالة سعاد بحدة:
- ماذا؟ هل أنا مخطئة؟ استمتعت بحياتها بالحرام وهتكت شرفها وشرفنا معها ثم تلاعبت بعقل أبني ليسترها
فرددت أنا بدل أمي:
- أبنكِ الذي لم أراه منذ سبع سنوات ولا أملك حتى رقم هاتفه؟ هذا الذي تلاعبت بعقله؟
أنت تقرأ
كلنا في الحب آثمون
Romance"أعتذر من كل اللذين ظننت إني أحبهم قبلك.. يبدو إني لم افعل" هذا ما كانت تفكر به في كل مرة كانت تنظر له ولا يبادلها نظرات الحب ذاتها - أو هذا ما كانت تظنه- هل سيغفر لها في يوم ويعود ليحبها مجدداً؟.. هل سيغفر لنا الحب خطايانا؟! وكما اعتدت أن اسأل دائم...