~وجوه اخرى ~

4.1K 251 271
                                    

"أغفر لنفسك.. لأنك بحثت عن الحب في جميع الاماكن الخاطئة"

*****************************************
(أمير)
ذات مرة قال أحدهم أن كل شيء مسموح في الحب والحرب.. لم أؤمن حقاً بهذه المقولة.. أظنها فقط تبريراً واهياً لبشاعة ما يقترفه الاشخاص بحق الاخرين.. أعني.. أنا كنت أبرر لنفسي قسوة أفعالي مع ريهام لأني أريد حمايتها.. وبالفعل هذا ما كنت أريده.. ولكن رغبتي الانانية في الحصول عليها دون غيري كانت تطغى على أي رغبة اخرى.. لذلك خضت الحرب وأنا أدرك ما أن على وشكت خسارته..
كانت أمي تتحرك ذهاباً وأياباً تتحدث بأنفعال وتتوعد ألف وعيد وتهدد مئات التهديدات وهي تدرك جيداً أن لا شيء سيثنيني عن قراري

أبي يجلس أمامي يكتم غيظه تاركاً المجال لأمي تخرج كل الشتائم من صدرها .. تلك التي يعجز عن رميها في وجهي!
أما ملك.. كانت أقوى من أن تبين لي مدى انكسارها وخيبة ظنها من قراري.. كانت تجلس بوقار تطالعني بحدة رغم لمعة الدمع في عينيها ولا تنطق ببنت شفة
أما أنا أجلس ببرود وجمود غير مبالياً على الاطلاق بما يقولونه.. أو هذا ما كنت أدّعيه!
التفتت ألي أمي وهي بالكاد تلتقط أنفاسها من العصبية وقالت بحدة:

-يوم واحد قلبت لك مشاعرك رأساً على عقب؟.. وثانياً كيف تطاوعك نفسك أن تتقبلها وأنت تدرك جيداً أنك لست الرجل الاول الذي يلمسها؟

وهنا كان الوتر الحساس الذي لعبت عليه أمي دفعني لرفع رأسي نحوها وأرد عليها بذات الحدة:

-لمرة واحدة تخيلي سالي مكانها وتخيلي لو أن أحدهم اغتصبها.. ألن تتألمي من عقاب المجتمع لها على ذنب لم تقترفه؟

-لو كانت ابنتي ذهبت بقدميها لشقة شاب غريب.. ف لا.. لن أتألم عليها للحظة.. ستتحمل نتيجة خطأها

-حسناً إذاً أعتبري زواجي منها عقاباً لها على خطأها أمي.. وهذا ما يحصل.. لن أدع ريهام تحظى بالسعادة التي حُرمت منها أنا لسنين

ليرد أبي هنا:

-ما هذا التناقض في افكارك؟ .. تارة تخبر أمك أن لا تعاقبها على ذنب لم تقترفه بقصد وتارة تخبرها أن تعتبر زواجك عقاباً لها..

وهنا انتفضت واقفاً:

-حسناً أنا أحبها أبي.. وأن لم أرتبط بها لن أرتبط بواحدة غيرها وأن لم توافقوا على ارتباطها بي سأذهب بمفردي لأخطبها وسأخرج من العراق ولن تروني بعدها أبداً...أرتحتم هكذا؟

وهنا فقدت ملك رباطة جأشها ونهضت لتغادر غرفة أمي بخطوات سريعة.. ما أن غادرت حتى قالت لي أمي:

-أقسم بالله أن بقيت مصراً على خطبتها سأخبر مروان بكل شيء وأجعله يمحيها من الوجود قبل أن تحطم حياتك أكثر

كلنا في الحب آثمونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن