~ ذنب تقي ~

2.8K 216 185
                                    

لكنك لا تعرف مرارة التجاوز لشيء ظننته أبدياً"

-مقتبس -

*****************************************

(أمير)

يصف الكثيرون أن مرحلة المراهقة ما هي ألا مرحلة طيش طفولي مليئة بالاخطاء والتصرفات الغير عقلانية ومن أننا لا نزال أطفال وأن عمر السابعة عشر -أو بالكاد كذلك- عمر لا يناسبك كي تتصرف كرجل وأن كل حب في هذا العمر هو حب قابل للنسيان لأنه مجرد "حب مراهقة".. وماذا قد يعلم عالم "الكبار " عن ذلك؟.. ماذا يعرفون عن كل مرة تحرق روحك لتنضج قبل اوانك؟ ماذا يعرفون عن كل تلك الصعاب التي تتخطاها بصمت لأنهم سيعوزون هذا الانفجار أنه "تغيير هرمونات"؟..

لا أظن أن لعمر المراهقة حد معين.. أنت ستنضج بعد مصيبة تكسر لك قلبك وروحك بغض النظر عن عمرك.. فجأة ستجد لك عقل أكبر منك زرعته الايام في رأسك.. قد أبلغ الاربعين ولا ازال طائش.. وقد أكون مجرد فتى بالكاد سيبلغ السابعة عشر عليه تنظيف سمعة عائلته دون أن يلاحظ أحد حتى لو عنى ذلك أن يقود نفسه الى التهلكة!
فتحت عيناي اللتين اغمضتهما قبل ساعتين فقط فوقع بصري على خيط الشمس الضعيف المنساب من ستارة غرفتي الكثيفة..

زفرت بضيق وتعب ونهضت لأبعثر شعري المبعثر أساساً بأصابعي وانظر بعدم رضا نحو ملابسي التي لم أغيرها ذاتاً من ليلة البارحة.. خرجت من الغرفة متوجهاً نحو الحمام فوقعت عيناي عليها تلاطف سالي وتلاعبها بابتسامة بريئة تجعلني أكرهها.. لأني بكل مرة اراها ترتسم على وجهها أقع بحبها من جديد!
نظرت لي بتلك العيون البريئة والخائفة مني وملتاذة بي بآن واحد.. ما الذي تفعلينه بي يا ريهام؟

نهضت من الارض حيث كانت تلعب مع سالي متوجهة نحوي ولكني تجاهلتها وسحبت المنشفة بعنف من فوق الكرسي واتجهت نحو الحمام أغمر نفسي تحت ماء "الدش" البارد لأستعيد نشاطي قليلاً.. كنت مرتاحاً لأن الماء امتزج مع دموعي فاتخذته ذريعة لبلل وجهي.. لا أعلم ممكن كنت أستر ضعفي وخيبتي المكتومة.. ربما حتى من نفسي!

في ذلك اليوم أنا أقسمت أن قلبي لن يغمره حب امرأة اخرى.. ولكن نسيت أن اقسم بخروج حتى ريهام منه.. أو ربما تناسيت!.. فأنا أن قطعت وعداً لنفسي أو لغيري كنتت أفي به.. لذلك لربما كنت خائفاً من التزامي بوعدي.. كنت خائفاً أن يأتي يوم أعيشه من دون حبها.. لن يكون له طعم ولن أتمنى عيشه.. فكيف بحياة من دون حبها.. حب المرأة التي خذلتني!
خرجت من الحمام فوجدتها تجاور أمي جالستين في الصالة وتطالعني بذات النظرات.. ريهام.. الرحمة!

تجاهلتها عمداً ووجهت كلامي مخاطباً أمي:

-صباح الخير يا ست الكل

-صباح الخير حبيبي.. هل أحظر لك الفطار؟

-لا.. لا اشعر بشهية

-ما بالكما هذا الصباح؟

كلنا في الحب آثمونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن