" لتكتب لا يكفي أن يهديك أحد دفتر وأقلام..
بل لا بد أن يؤذيك أحد إلى حد الكتابة! "- مقتبس -
*****************************************
( ريهام)
قرأت ذات مرة في مكان ما أن المرأة تصبح اسوأ نسخة من نفسها، بعد أن تنجو من حب فاشل..
تكمن الكثير من الحقيقة المريرة داخل هذين السطرين الصغيرين.. فقد تصبح أحداهن شابة في السبعين من عمرها مع الشخص الصح، أو عجوز في العشرين مع الشخص الخاطئ..المشاعر!
هذا ما يمنحنا الربيع لعمرنا... أو الخريف!لم أستطع التوقف عن التفكير به للحظة وهذا ما زاد غيضي أكثر.. كم هو كيان ساذج وضعيف ذلك ما يسمى ب "المرأة"..
كنت أجلس في الحديقة المظلمة نسبياً إلا من ضوء القمر وجسدي يتحرك بثبات ذهاباً وإياباً مع حركة الارجوحة المستطلية البيضاء التي تقبع بين شجرتين ضخمتين - بالنسبة لي- بعيداً عن أعين المتربصين..
كنت أحب الجلوس هنا.. بعيداً عن ضوضاء العائلة التي كنت أحبها وأصبحت أشعر بينهم بالغربة.. وكأني دخيلة عليهم.. تصمت الافواه ما أن تطئ قدمي الصالة وينظرون نحوي.. بعضهم بتوجس خشية إني سمعت ما كانوا يتفوهون به وبعضهم بتحدي متمنياً إني سمعت ما كانوا يتفوهون به..
ما أصعب أن يكون البيت سجن في نهاية المطاف.. لا تشعر سوى بعدم الانتماء طوال الوقت.. والوحيد الذي أنتمي له، أنا في عداء دائم معه !
أسندت رأسي للخلف وطالعت النجوم التي بدت واضحة بشكل يخطف الانفاس هذا المساء وصوت القيصر يصدح في رأسي وأنا أضع مشغل الموسيقى في حجري والسماعات في أذني
"خانتكِ عيناكِ
في زيف وفي كذب
أم غرّكِ البُهرج الخداع.. مولاتي!"لامس هذا المقطع بالاخص قلبي وشعرت به كأنه يتحدث ألي حين كتبها.. كان يعرف قصتي.. كان يلومني أنا.. لقد غرني البهرج الخداع.. ولكني لم أكن "مولاة" لأحد.. لم أكن تلك الاميرة للتي حلمت منذ طفولتي إني سأكونها مع الرجل الصح..
دمعت عيناي وسالت دمعة وحيدة على جانب وجهي نزولاً نحو أذني ثم استقرت بين خصلات شعري التي أدفنها تحت الحجاب المرتخي قليلاً.. لأدفن بقية دموعي هناك أيضاً وليس شعري فقط!
دمعة تلو اخرى بعد اخرى ألى أن شعرت بعيناي ستنفجر من فرط الحرارة.. كنت أبكي بحرقة.. وبصمت مطبق.. وكأني أخشى وصول صوتي حتى ألي!سمعت صوت انفتاح الباب الخارجي.. تحركت كرتا عيني مع حركة جسده دون أن أتحرك أنا بالمقابل فينتبه على وجودي.. كان يطرق برأسه أرضاً واضح عليه الإجهاد رغم ادعائه الثبات.. يمسك بيده كيس استنتجت ما بداخله.. أنه لا يقدم لي أبداً تلك الحلوى بشكل مباشر، ولكنه يحرص أن يحضر معه شيء من أجلي دون أن يأكل منه شيء.. كل ليلة!
يدخل ويضعه في الثلاجة الصغيرة القابعة في أحد زوايا غرفتنا.. يضعه بصمت دون أن يتحدث بشيء ويراقب ما أكلت منه وما نقص ليحضره لي في اليوم التالي أو يجرب حلوى جديدة يعطي بعضاً منها لسالي والباقي لي.. لِما عساي لم أقع من قبل في غرام هذا الكم من الحنية؟
لِما قبلة مستفزة ساذجة هي فقط من جعلت عيناي تصحو من غفلة متعمدة وعقلي ينشغل به؟
أنت تقرأ
كلنا في الحب آثمون
Romance"أعتذر من كل اللذين ظننت إني أحبهم قبلك.. يبدو إني لم افعل" هذا ما كانت تفكر به في كل مرة كانت تنظر له ولا يبادلها نظرات الحب ذاتها - أو هذا ما كانت تظنه- هل سيغفر لها في يوم ويعود ليحبها مجدداً؟.. هل سيغفر لنا الحب خطايانا؟! وكما اعتدت أن اسأل دائم...