~ لماذا أنا..؟! ~

3.1K 299 174
                                    

( محترفات الدعارة لا ينجبن "اللقطاء" لأنهن لا يثقن بأحد..
"اللقطاء" ابناء لحظة ثقة )

- مقتبس -

*****************************************

الجحيم.. ما تعريفكم له؟.. ناراً ذات حطب؟ حفرة مليئة بالحمم؟.. ألا يمكن للجحيم أن يكون شيء غير ذلك؟ أن يحرقك دون أن تراه وتعرف مصدره؟ أن يعذبك كل يوم ولا طريق ليخرجك منه؟..
ربما الجحيم نظرة.. كلمة.. موقف.. وربما لمسة تحرق روحك كل يوم!

لم أكن أدرك ابدأ في يومها أن الله حين ذكر الجحيم فقد كان يعني الارض.. لم اكن أدرك أنه خلقها في حياتنا وليس بعد مماتنا.. ظننت انها لن تلسعني أبداً ولن أتذوق حريقها أبداً.. لم اكن أدرك في يومها ان الجحيم مخلوق لي أنا.. انا فقط!

فتحت عيناي ولأول مرة أشعر برأسي ثقيل بهذا الشكل وكأن أوزار العالمين كلها محملة فيه.. استيقظت بذاكرة مفقودة لبضع ثواني وأنا اطالع السقف الذي لا يبدو مألوفاً وألمس تحتي فراش ذو رائحة لا تبدو معروفة ولا معطرة كفراش غرفتي.. أين أنا بحق الجحيم الذي وعدني به أسامة؟
أسامة!!

ومع تخاطره على عقلي فتحت عيناي بفزع شهقت برعب بينما أستقيم بجسدي وأطالع ما حولي.. أنها غرفة النوم.. الشقة.. المخدر!
وبأنفاس لاهثة تكاد تتحول صرخة ابعدت الغطاء عني اتفحص جسدي والغطاء الابيض من تحتي داعية الله أن لا أرى اللون الاحمر في أي مكان.. ولكن ماذا لو نظفه قبل استيقاظي؟

هناك بقعة ما.. لا أميز لونها.. أهي نتيجة فراش متسخ أم ماذا؟
جسدي يؤلمني بشدة.. هل هو تأثير المخدر؟

خوفي ورعبي في تلك اللحظة جعلني أتخيل اشياء لا وجود لها.. أو ربما هي موجودة وأنا أنكر ذلك!

كتمت على انفي وفمي بيداي وصرخت باكية ونهضت بسرعة أبحث عن بعض ملابسي المخلوعة عني بينما ألطم خدي بندم وملامة متخيلة الطريقة التي سيقتلني بها أهلي والعار الذي سأجلبه لهم.. يا ويلك يا ريهام!

هل أخرج؟ هل أهرب خلسة؟. لمن سأذهب؟ من فعل هذا؟ أهو أسامة؟ اسامة الخاص بي أنا؟ أيعقل!
شخص مثله.. لا .. لا يمكن أن يكون صحيحاً!
هناك خطأ ما.. انها مزحة.. يريد ان يختبرني..

وضعت ملابسي على جسدي وتشبثت بقميصي بقوة وأنا ألّف يداي حولي امنح بعضي الامان الذي سرق مني على حين غفلة.. كنت ارتجف بقوة واتنفس بصعوبة وشعرت بالأرض ترتعش من تحتي من هول ما أشعر.. كنت مصابة بالذعر الى الحد الذي حين احاول وصف ذلك اليوم كنت أعجز عن ذلك.. رغم ثقل اللحظات التي مرت وطولها إلا إني اكاد لا اذكر شيئاً منها.. كل ما كنت أذكره هو منظر ملابسي.. ألم جسدي.. أذكر حرارة الدموع على وجهي وصوت انفاسي المتقطعة وكل الافكار السوداء التي تقتحم عقلي بقوة ومما سيحصل لي حين يعرف الجميع ما حل بي.. بل ما جعلته يحل بي..
أتعلمون ما هو الاصعب مما حصل؟ من انه لا يوجد أحد لألومه.. ليس هناك من أحمله ذنب رذيلتي لأخفف الوجع عن نفسي.. أنا من أوصلت نفسي لِما انا فيه اليوم.. من سألقي عليه اللوم لأتبرأ منه وارتاح دون أن يأكل الندم روحي؟

كلنا في الحب آثمونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن