بمفردي بلا كتف ثالث
أنا ضعفي وقوتي
ثباتي وانهياري
لا أحد هنا غيري
- مقتبس -*****************************************
( أمير)أحياناً كبريائنا يمنعنا من الاعتراف بآثامنا البشرية.. كأن يمنعنا أن نعترف علناً إننا لا نزال نحب الشخص الذي يؤذينا.. والذي خاننا.. والذي لا يبادلنا الحب ذاته.. سيطالعك الآخرون باستهجان وكأنك ترتكب أحد الخطايا السبع.. رغم أنهم يمارسون ذات الاثم بالخفاء..
جميعنا ضعفاء أمام الحب.. وجميعنا ندّعي عكس ذلك..جميعهم يدركون إني تزوجتها لأني اريد أن احافظ على شرف العائلة وأضحي للمرة الثانية من أجلها وبسببها..
وبعضهم يدرك إني أفعل ذلك لأنتقم منها واحرمها من الشخص الذي تحبه..
والقليل فقط يدرك إني أفعل هذا بسبب تلك الممرضتين النصابتين..
لكني أنا الوحيد الذي يعرف جيداً لماذا أفعل هذا...
أنه الحب.. والحب فقط!وأيضاً تلك الغيرة الساذجة التي تتملكني حين يقترب أحد آخر منها.. ولكن بالطبع عزة نفسي تمنعني من البوح بهذا ولا حتى لها.. لا سيما لها بعد كل ما عرضتني له.. لذلك الان أنا القاسي.. بليد المشاعر.. الذي يتحمل ملامة أهله لانه ارتبط بها.. ويتحمل كرهها ونفورها منه.. هل ستصدقون لو قلت لكم أن كل هذا لا يهمني؟
وكل ما أهتم به أنه حين أفتح عيني في الصباح أسمع صوت انفاسها الهادئ معي بذات الغرفة فأرفع رأسي قليلاً لأجدها تغط بنوم عميق وشعرها الاسود يفترش الوسادة التي بجانبها ويغطيها.. فأبتسم.. هذا كل ما أحتاجه!
أن تكون أمام عيناي دون أن يلمسها رجل آخر..تزوجنا البارحة.. كان زواج تعيس جداً مليء بدموعها وبشتائم أمي التي لا تنتهي وحسرات ملك وبكائها الخفي وغيضها المكتوم..
بقيت معي طوال ليلة زواجنا على الهاتف مما أجبرني السهر مطولاً في شرفة غرفة الفندق لأجاري غيرتها بينما ريهام توسدت السرير لوحدها.. أظن أن هذا الافضل لنا جميعاً..عدنا في اليوم التالي نحو منزل أسرتي وكأنه صباح عادي يمر على العائلة وقد كان كذلك بالفعل..
كانت أمي تطبخ الغداء بوجه متجهم وحنان تنظف المنزل ببطن مكورة وانفاس لاهثة تشعر وكأنها لحظاتها الاخيرة في الحياة وأبي استغل الصباح الباكر ليخرج الى العمل قبل المعتاد كي لا يلتقي بنا.. أحمد فضل لقائنا بشكل رسمي كونه أكبرنا ويتسم الكبار دائماً بالرسمية أما ايهاب فبوجه لطيف كونه مقارب لعمرنا ويفضل المجاملة.. أما سالي فكانت الاكثر سعادة بينهم دون أن تهتم أو تسأل عن سبب الاضطراب داخل العائلة بسبب هذا الزواج وكل ما كان يهمها هو وجود ريهام معها بذات المنزل لحبها الشديد لها..
بالطبع ريهام فوتت وجبة الغداء ودخلت نحو غرفتنا فلم تستطع أمي تفويت الحدث دون تعليق فرمت كلمتها بينما تضع آخر طبق على المائدة:
أنت تقرأ
كلنا في الحب آثمون
Romance"أعتذر من كل اللذين ظننت إني أحبهم قبلك.. يبدو إني لم افعل" هذا ما كانت تفكر به في كل مرة كانت تنظر له ولا يبادلها نظرات الحب ذاتها - أو هذا ما كانت تظنه- هل سيغفر لها في يوم ويعود ليحبها مجدداً؟.. هل سيغفر لنا الحب خطايانا؟! وكما اعتدت أن اسأل دائم...