"من قاموا بسرقة هدوئي.. يتهموني بأنني مجنون"
- مقتبس -
*****************************************
(امير)
هناك لحظات في حياتك سيتلبسك فيها الشيطان.. سيجعلك تتلذذ برؤية الذنوب العظام برضا تام.. ستتمنى الموت والعذاب لعدوك.. ستتمنى لو أن يداك هي من تمارس التعذيب وليس أن يقع فقط.. ولكن كما قلت.. هي مجرد لحظات قبل أن يعيد الله تشغيل ضميرك فتصبح انسان مرة اخرى.. لكن.. ماذا لو كان حتى الانسان الذي في داخلك يتمنى هذا؟!.. وليس الشيطان فقط؟بقيت هناك متسمراً في مكاني أشاهد أسامة يصارع الموت امامي... كانت لحظة سكون غريبة.. أسمع صوت انفاسي يدخل ويخرج صدري.. دقات قلبي تتزايد.. الدم يتدفق في عروقي يحثني على التحلي بالشجاعة.. كنت مجرد طفل.. كيف ساتعامل مع هذا كله؟!!
تقدمت خطوة.. عدت اخرى.. لا تزال به روح.. هل اقتله؟ من سيعلم؟.. سأتخلص من القلق طوال حياتي..
أو ربما لن اقتله.. ولكن سأراقبه يموت فقط وارحل بعد التأكد من موته..
ولكن.. هل يمكن التعايش مع هذا طوال عمري؟!
تقدمت بتردد نحوه.. احس بحركتي فطالعني بعينيه الجاحظة واستغاث بانفاس متقطعة بالكاد تُسمع:- ساعدني.. أرجوك...
بقيت انظر نحوه بذات البرود والتردد.. عصرت قبضتي على الكيس في يدي.. هيا أمير.. تشجع!
لا أحد يرى..لا أحد يسمع.. ذنبك لا شاهد عليه سوى الله.. وما اسوأ من ان نجعل الله أهون الناظرين لنا!!تحركت عائداً خطوات نحو الخلف بصمت مطبق وعيناي تراقبه يلفظ انفاسه الاخيرة..
استدرت.. علي الرحيل.. الممدد هناك مجرد حثالة لا اكثر.. تحرك يا امير لن يحزن أحد على موته.. فقط تحرك!
ولكني لم اتحرك.. ويا ليتني فعلت!
رميت الحقيبة من يدي لاعناً نفسي الف مرة وانا ادرك المصيبة التي اقحم نفسي بها.. ولكني لم اكن اقوى على أن أكون مجرماً..عدت اليه وقد اتصلت بأبي في الحال وبينما كان الهاتف على أذني قلت مخاطباً أسامة:
- سأسحب السكين بهدوء... حاول أن تتحمل ولا تتحرك
وهنا بدل ان يتوقف الدم تفاجئت به يهطل بغزاره من جسده وكأن احدهم فتح انبوب ماء ضخم.. ماء أحمر يلعن غبائي ويعلن نهايتي!
بدأت الدماء تسيل من فمه وانفه في ان واحد لقد كان منظراً مرعباً لم اقوى على استيعابه.. لا.. بل استوعبته لاحقاً.. لم يكن من المفترض أن اسحب السكين.. هذا ما شاهدته ببعض الافلام.. كان يجب ان تبقى حيث هي فلا أعرف ما الذي ستقطعه في طريقها للخروج وأي شيء ستستأصل!بدأ اسامة يرافس الحياة بقدميه يحاول مصارعة ملك الموت ليبقى هنا.. ولكن الموت كان اقوى.. ما هي إلا لحظات حتى سكن جسده وهو ينظر لي بعيون جاحظة.. عيون استمرت بالنظر الي طوال حياتي.. لم يغمضها.. لم يطرف بها.. ولم يتحرك بعدها!
سمعت صوت ابي في الهاتف يخاطبني ولكني لم اكن بهذا العالم لأرد عليه.. كنت بعالم اخر من الصدمة.. أنا لم اقتله..ولكن من سأقنع؟!.. مات بيدي بعد أن هددته صباح هذا اليوم.. بصماتي على السكين.. الاموال في الحقيبة التي احضرتها معي.. صور ابنة خالتي في مكان ما في الشقة.. هل ستصدق الشرطة نكراني مقابل كل هذه الادلة؟!
أنت تقرأ
كلنا في الحب آثمون
Romance"أعتذر من كل اللذين ظننت إني أحبهم قبلك.. يبدو إني لم افعل" هذا ما كانت تفكر به في كل مرة كانت تنظر له ولا يبادلها نظرات الحب ذاتها - أو هذا ما كانت تظنه- هل سيغفر لها في يوم ويعود ليحبها مجدداً؟.. هل سيغفر لنا الحب خطايانا؟! وكما اعتدت أن اسأل دائم...