حينما ندرك أن لا أحد معنا بالطريق ، أن لا أحد يسندنا .. أننا وحيدين .. وحيدين تماماً بوسط عواصف الحياة ، حينما نشدد رباطة جأشنا و نقف مجدداً بمفردنا ، حينها .. حينها فقط سنجد أن لا سند حقيقي لنا و أن كل ذلك مجرد ذكريات عابرة ، موحشة قليلاً لكننا حينها سنجد أنفسنا مرة أخري ، سنصبح أقوي و أعند عند أي مشكلة تواجهنا .العند .. ما معني تلك الكلمة ؟ .. لما أحياناً نظهرها بتعاملنا مع من أمامنا ؟ .. حتي لو أقرب ما لنا من أحباء؟ .. ربما !
إذاً لما لا نلتفت قليلاً لخلف تلك الكلمة ، لربما نلتمس لصاحبها العذر بإستخدامه لها عند مواقف الشدة و الغضب! .. لربما نحن من قسونا و ليس صاحبها .. لربما الشخص يتصرف تصرفات بلهاء و أنانية بعض الاحيان لندرك موقفنا تجاهه ! .. لربما نحن من أوصلناه لهذه المرحلة ! .. لربما نحن السبب ، نحن من لا ندرك أن من إستخدم هذا التصرف كان خلفه شيئاً يريد إيصاله لنا ، يريد منا أن نراه ، أن ندركه .. لربما لم يفت الاوان بعد و مازال بإمكاننا حل الامور بودية أكبر .. ليتنا ندرك معاني تصرفاتنا و تصرفات من أمامنا قبل أن ينتهي بنا المطاف مهزومين ، يائسين من إعادة الحياة السالمة التي كنا نحياها !كان جالساً علي مصفح جبلي بعد عبوره لأشجار الغابة خلف القرية ، لم يخف من بقاءه بمفرده بمثل هذا المكان .. كل ما وده لم يحدث منه سوى أسوءه فما للخوف قيمة بعد ذلك الشعور الذي إجتاحه تلك اللحظة للآن .. رفع كفي يده .. كانتا ترتجفان تزامناً مع انتفاض نبضاته ، كم مضي علي جلوسه بهذا المكان ؟ .. هو حتي لا يعرف ! .. عيناه كانت تحمل هماً و ألماً .. لا يعلم كيف أمكنه الصراخ بوجهها .. تصرفه العنيد بتوديع السيد آريان و عدم موافقتها جعله ذلك غاضباً منها .. ما جريمته هو إن ذهب ليحتفل بإحدي إحتفالات المدينة ؟ .. لما وجد نفسه فجأة بفرحة لم تكتمل سوي بمشكلة حدثت ؟ .. ألا يحق له العيش ؟ .. ألا يحق له مقابلة ذاك الفتي أشيب الشعر مجدداً ؟ و تلك الطفلة الصغيرة اللطيفة كاميا ؟!
أخفض عيناه يحدق بالسماء التي تلونت بلون الغروب ، يأخذ نفس عميق ليزفره بإجهاد .. ليس لعدم قدرته علي التنفس لكنه كان كتفريغ عن البكاء الذي لن يبكيه .. فقط يحاول تهدئة إشتعال قلبه و الغصة العالقة بحلقه لكن أخر ما حدث معه كانت ذكري غاضبة و حلوة ،كانت أكثر ما تمناه قلبه ..
*قبل هذا بساعات ..
[[ ركض عبر الممر وصولاً للمطبخ باحثاً عن السيد آريان خاصته ، كانت تغلبه فرحته لتظهر ملامح سعادته علي تقاسيم وجهه .. لأول مرة سيحضر إحتفال ما ! رغم عدم وجود أمه معه أو جده أو حتي السيد آريان لكنه كان فرحاً و متفائلاً بذهابه .. لربما سيتعرف الان علي العالم الخارجي و كيف هي حياة المدينة ؟ .. لربما هي مختلفة عن القرية ؟" سيد آريان أين ذهب يا جين ؟ "
هتف متلهفاً رؤيته فإلتفت إليه جين مرتدياً هذه المرة قميصاً أبيض اللون و بنطال جينز ثلجي مع تمشيط شعره بطريقة عشوائية ليظهر بمظهر شاب بمقتبل عمره و ليس مجرد أحمق كان كبير خدم ! .. ابتسم نحو الصغير دون كلمة مما جعل الفتي يفتح فمه ليعيد سؤاله لكنه أبدل كلماته بشهقة متفاجئة خرجت من فمه و عيناه تتقابل مع رماديتيّ آريان الذي إبتسم بينما يحمله :
" ماذا يريد الوسيم مني ؟! "
أنت تقرأ
قلوب يعانقها الألم "مكتملة"
Mystery / Thriller"لماذا سميتني سيلين أمي ؟! " " لأنه يعني القمر و أنت قمراً خلق بليلة مظلمة صغيري ." و نِجمةً تَلمعُ بسماءِ اليأسِ ، و أملً يُخلق بليلةٍ مُظلمةٌ 🖤 . بدأت 5 يونيو 2021 انتهت 28 سبتمبر 2021 بدأت النشر 1يناير 2022 انتهت النشر في 23يونيو 2022