"Ch 20"

1.1K 122 150
                                    


ها قد مضي عاماً و بدأ عاماً جديداً ، عاماً نتمني فيه حياة جديدة أو ربما تغيراً لطيفاً بحياتنا ، تقربنا من أشخاص و إفترقنا من أخرون ، أو ربما هم غادروا حياتنا .. هذا اليوم كان بداية لعام جديد كثرت فيه الاماني لبداية جديدة لطيفة .. لكن هذه البداية كانت بداية بغاية السوء له و هو يبدأ عاماً بدون والدته ، بأسرة جديدة ، ألم جديد ، بداية مؤلمة ، و نفسية مدمرة ! .. كان كبداية يعاني فيها .. لربما نحن فقط من نضع آمالنا بيوم كأي يوم أخر ، و الفرق الوحيد أنه بداية عاماً جديداً ، لكننا رغم ذلك نعيش نفس الحياة ، نفس الألم ، و نفس الايام .. مر أو حلو ، سنشعر بهما ، لا ريب في ذلك ، فهذه هي الحياة .!

بعد ما حدث بالامس ها هو يختلي بنفسه وحيداً بغرفته يجلس ينهي فروضه ، لا يود أن يرى أحداً منهم حتي والده ! .. ماذا حدث أمس ؟ .. هو لا يذكر غير إستيقاظه بالمشفي و محاولة إعتذار والده منه و التي رفضها فوراً ، عادا بوجه كئيب كلاً منهما يختلف بالمشاعر !

تنهيدة عميقة حاول بها إزالة ما بداخله من انزعاج ، وضع قلمه علي الكراس و ترك المكتب و ترك مقعده يغادر الغرفة ، ما إن خطت قدماه لخارج غرفته حتي وجد أن القصر قد زين بالكامل ، لم يهتم و هو يسير صوب المطبخ ، يري الجميع بفوضي بانشغالهم بالاحتفال ، قلب عينيه بضجر ، والدته قالت ذات مرة أن لا يوجد يوم كهذا وما هي الايام سوي شبيهه ببعضها ، ليس هناك أيام مميزة !

" أيها الفتي.."

توقفت قدماه بضجر حين سمع صوتها الذي لم يكِنّ له سوي الحقد و الكره الذي دخلا لقلبه منذ حل ضيفاً علي هذا البيت .. لم يكن سوى والده من يؤنس وحدته لكنه الان أصبح مثلهم .. ليته الان كان مع والدته ،لكن ماذا يفعل غير أن يرضى بالقدر ؟

نظر نحوها بصمت و برود فتقدمت منه و هي تدخل للمطبخ :
" لا يسمح لك بترك غرفتك الا بإذني ."

ابتسم ببرود مستهزئاً :
" و من تكوني أنتِ ؟ "

رمقته بجبين معقود و هي تجيبه بغرور :
" زوجة والدك .. "

" من والدي ؟ .. أنا لا أنتمي لأحد هنا و لا لكم كذلك .. "

تدخل تلك اللحظة أريان و هو ينطق بحيرة بعد أن وجدهما يتحدثان :
" ما الذي تقوله سيل؟! "

نظر له و أجاب بجفاء :
" لا تناديني بهذا الاسم يا سيد أريان ، والدتي من يحق لها ذلك فقط و بما أنها ماتت فالاسم مات معها .. "

صمت ووالده و زوجته يناظراه بدهشة و غير إستيعاب :
" حين عودة جدي ميل سوف أغادر لأعيش معه مجدداً ."

التفت و غادر تحت صدمة أريان و عدم نطقه بكلمة ، لا يستوعب بعد ما قاله إبنه !!

 قلوب يعانقها الألم "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن