Ch 12

1.3K 155 124
                                    


لم يقتلنا الحزن، لكنه جعلنا فارغين من كل شيء.

*

لم أشعر بحلول الليل و إنغلاقه لضوء النهار ، كل ما كان يشغل تفكيري و أنا جالس خارج غرفة أمي بالمشفى هو تلك الحقيقة التي ألقتها علي مسامعي لدرجة أني لم أستوعب ما قالته لي وقتها ، و كيف يكون والدي موجوداً و هو منذ ولدت قد علمت أنه مجرد ميت ؟! .. كيف لآريان ذاك أن يصبح والدي بين ليلة و ضحاها ؟! .. لكن للنظر للأمر ذلك اليوم الذي واجها بعضهما فيه و نظراتي التي كانت تطالبه بإيقافها دون أي إستجابه منه ، تؤكد لي ذلك .. أكان يعلم بوجودي من قبل ؟ .. لما أخبرني إذاً أنه ليس لديه أطفال ؟ .. و لما كانت معاملته لطيفة معي؟ .. أكان يعلم بوجودي أم كان مثلي مجرد أبله لا يعلم بما يدور من حوله ؟ .. أعاتب من أنا ؟ هو أم هي ؟!

" سيلين ، أشعر بك ."

خرجت من أفكاري المشتعلة علي يد لوان الذي همس لي بتلك الجملة اللطيفة ، كان يكبرني بعام واحد لكنه كان لطيفاً و صديقاً جميلاً و وفياً يشعر بي! .. لم يقولها أحدٌ لي من قبل !

ابتسامته المشرقة سطعت بوجهي و هو يردف :
" إذاً لا تحزن ، أعلم أن الحقيقة مؤلمة لكنها حقيقة ، كما أنك إن فكرت قليلاً ستجد أن الامر رائعاً ، أن يكون العم آريان بنفسه والدك لهو أمر بغاية السرور و السعادة ."

أجل ، كان أمراً سعيداً ، أيقن ذلك و بشدة لكن لما قلبي يتألم رغم ذلك ؟ .. لما أشعر اني بهذا الكم من الضياع ؟ .. لما أنا تائه بهذا الشكل ؟ ، لما لا يرتسم الفرح علي وجهي ؟!

" أنا بخير لوان ."
همست إليه بصعوبة و كأن الكلمات تأبىَ الخروج لكني أخذت نفساً عميقاً و نظرب إليه ابتسم :
" كيف حالك ؟ "

فتنهد المعني و أجاب :
" بخير .. حالياً .. الامر معقد قليلاً معي ."

" لماذا ؟! "

سألته و قد إستولي عليّ القلق بشأنه فتبسم إبتسامة منافقة و قال :
" أنه والدي ، مشاكل بيني و بينه ."

صمت و نظرنا نحو سميث الذي أقبل علينا بهدوء بينما يضع هاتفه بجيبه و يبدو أنه علي علم كامل بأن آريان هو والدي لكنه لم ينطق بحرف و كأن الجميع مقيد بلعنة عدم كشف الحقيقة لي !

" أخي ! .. "

وجدت لوان ينهض لكن ما إن فعل ذلك حتي سقط مجدداً فهتفت و أنا انزل الي جانبه :
" لوان !! أنت بخيـ ـر ..؟"

و توسعت عيناي أتجمد مكاني و أنا أري شيئاً قرمزي يبرز من قميصه الابيض الذي يرتديه ، باللحظة التي أمسك به سميث بقلق ثم بدون أن يتكلم ساعده بالجلوس تحت محاولاتي لأشغل عقلي ليفهم ما الذي يجري للوان فنطقت بعفوية :
" ما هذا الدم الذي يخرج من ظهرك لوان ؟! "

 قلوب يعانقها الألم "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن