Ch 17

1.1K 147 111
                                    

كنت أتمني أن أقف اليوم و أنا أبتسم ، لم أكن أعلم أن لتحقيق أمنيتي بوجود والدي كأي طفل ستكون بداية لنهاية حياتي بهذا الشكل .. وجدته لكني الان أقف مكتوف الايدي و أنا آرى حياتي السابقة تسلب ببطء من أمام عيناي! .. لم أكن أعلم أني سأحضر إحتضار أمي أمامي !.. لم أشعر بكم الالم التي سببته لي زوجة أبي خلال الثلاث أيام الماضية بقدر ألم قلبي و أنا أقف دون رد فعل أفعله لإنقاذها ! لضمها لحضني مجدداً ! ..ما بال الايام تسرق مني لحظات فرحي ؟ .. لما ؟! .. لقد أجرت العملية فلما آراها تحتضر ؟! لما غاب وعيها عن عالمها ؟!

كان الجميع يقفون بالغرفة مصدومين مما حدث ! لقد توقعوا شفائها بعد إجراء العملية لكن !!..
" أعتذر لهذا الخبر ، لكنها دخلت غيبوبة مجهولة المدة ، ربما لن تستيقظ مجدداً .."

سقط ميل جالساً محيطاً وجهه بكفيه و قد بللت وجنتيه المجعدان دموعه ، إبنته الوحيدة ما بين الحياة و الموت ! .. جلس سميث الي جانبه محتضناً إياه لعل ذلك يهون علي عجوز مثله ! بينما ألقي لوان نظرة علي سيلين الذي لم يتزحزح من مكانه بينما ينظر بشرود لوالدته الملقاه كجثة علي سريرها الابيض، دمعة فرت و هو يتقدم منه يحتضنه من الخلف مريحاً رأسه علي كتفه و يهمس بحزن عميق و هو يتذكر فقدان والدته :
" تماسك أرجوك ."

نظر لهما سميث بحزن حتي رأي رفيقه يتحرك تجاه من ترك لها قلبه بحب، وقف أمامها و عيناه تفيض مشاعراً مليئة بالحب و الالم، نظر إليها بمشاعر مبهمة ثم إنحني نحوها، لمس وجنتها بحزن و أبعد خصلاتها .. همس و قد سمعه الجميع لشدة الصمت الذي يحتل الغرفة :
" لا يهم وجودك بدون وعي ، الاهم أنكي مازلتي موجودة حتي إذا غاب وعيك و غابت رؤياي لعيناكِ .. سأظل أحبك ديفيا ."

همس بأخر كلماته بأذنها و هو يعانقها :
" سأظل أنتظرك ."

إبتعد عنها و إلتفت يبتعد لكنه توقف حين وجد سيلين ما يزال يقف ، رغم دعم لوان له الا أنه لم يزحزح عيناه عن أمه! .. تحرر وعيه بسرعة و توسعت عيناه بقلق .. يعلم جيداً مدى حب سيلين لوالدته و تعلقه بها !

"سأختارك أنت دون تردد"

تردد صدي تلك الكلمات القليلة بعقله و الذي ألقاها سيلين ذلك اليوم مجيباً بها سؤال والدته، فتقدم نحوه و جثى أمامه، ناداه بينما يحيط كتفاه :
" سيلين ، لنذهب .. "

ابتسم فجأة بطريقة غريبة لم تناسب الموقف الذي هم فيه و نطق :
" هي .. كرهتني صحيح ؟ .."

عقد آريان جبينه بقلق أكبر بينما توجهت كل الاعين عليه فتكلم آريان :
" بالطبع لا .."

فصرخ بعصبية فجأة بينما يبتعد خطوتين عن أباه:
" إذاً لما تركتني ؟! .. لماذا فعلت ذلك رغم أني إخترت وجودها!! .. "

 قلوب يعانقها الألم "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن