ربما ألامنا لم تكن الا إستنجاداً ؟ شئ لنرغم من يعترفون بحبنا علي دعمنا بالاهتمام و الاحتواء .بعد زيارته لقبر جده ، لا يخفي أنه لم يتمالك نفسه و بكى كثيراً ، فاض به الالم و هو يستذكر تلك الذكريات اللطيفة حينما كان يحتوية منزلاً صغيراً ، والدة محبة رغم المرض ، و جد لطيف يعتني به .. لكن دوام الحال من المحال بليلة و ضحاها أصفرت اليابسة الخضراء رماداً محترقاً ، فتات من الماضي .. منتقلاً من حياة الهدوء و الحب لحياة الترف التي جعلته يعيش أسوأ لحظات لم يكن يتخيل أن يعيش مثلها ، مشاهد لم يشاهدها الا بالافلام و المسلسلات ، و لكنها تجسدت بواقعه هو ، جعلت فكره ينضج عن ما هو العالم الخارجي و تلك اللحظات القليلة تذكر تلك الكلمات التي قالها جده العزيز حين سأله سؤالاً عفوياً عن الحياة الخارجية ..
" أنه ليس سئ لكنه أيضاً ليس بجيد .. قد تجد الحلو و تستطعم طعم المر فيه ..حين تكبر ستعلم أن الحياة ليست سوى خبرات ، سوف تتعلم الكثير صغيري حين تطأ قدمك فقط بين الناس و تختلط بهم .. ستتعلم الكثير ."ذكرى أخري من ضمن ذكرياته إقتحمت أفكاره عن جده
" لا أحد يعلم متي ستنتهي حياته صغيري، لربما أحدنا يسبق الاخر و ربما مكتوب لنا مزيداً من الوقت لنحيا ، لذا لا تفكر بتشاؤم مجدداً "" من الان و هذه اللحظة .. عليك أن تعلم أن الحياه ليست ملك أحد و أننا كلنا ضيوف في هذه الدنيا لكن ذلك لا يمنع من جعلك قوي، مسؤول عن نفسك قبل الجميع .. يوماً ما ستعلم أن لي الحق بقول كل ذلك لك من هذه اللحظة فأنا سأتي يوم لن تجدني فيه لذا عليك اسناد نفسك و اخبارها أنك قادر علي المستحيل .. و أنا أعلم أنك تستطيع ذلك يا سيلين."
' و كأنك كنت تخبرني بأنك ستتركني أيضاً ، كأن الجميع فجأة قرروا تركي ، أمي ثم أنت يا جدي .. كانت أمي تعاني دون إخباري ، و حين علمت تركتني!! .. أعلم أن عليّ أن أرضى لكن أليس لي الحق ببكائي ؟ أليس لي الحق بالحزن ؟!! .. و آهٍ لهذا الالم الذي يغزو دواخلي بقوته!! .. أنا ضعيف يا جدي لأسمع بنصائحك!! لم أعد سيلين الذي كنتما تعرفاه!! .. أصبحت أضعف من أن أنطق بكلمة "لا" !! '
فتح باب غرفته ليطل عليه والده ، ابتسم فور رؤيته شارداً بالسقف ، تقدم منه و هو يفك ربطة عنقه و ينزع بدلته ليبقى بقميص أبيض و بنطال أسود اللون ، جلس إلي جانبه فترك سيلين مخيلته و بادل والده بنظرة هادئة تخفي الكم من المشاعر المبعثرة داخل قلبه ، بادر أريان بابتسامة :
" كيف تشعر صغيري؟! "" بخير تقريباً .. إعتدت علي جرحي ."
بعثر شعره و تنهد ينهض ليبدل ملابسه بعد يوم متعب بالشركة لكن سيلين سأله سؤالاً كان يشغله :
" أبي ، ما كانت تعاني منه والدتي قبل إصابتها بالسرطان ؟ "
أنت تقرأ
قلوب يعانقها الألم "مكتملة"
Mystery / Thriller"لماذا سميتني سيلين أمي ؟! " " لأنه يعني القمر و أنت قمراً خلق بليلة مظلمة صغيري ." و نِجمةً تَلمعُ بسماءِ اليأسِ ، و أملً يُخلق بليلةٍ مُظلمةٌ 🖤 . بدأت 5 يونيو 2021 انتهت 28 سبتمبر 2021 بدأت النشر 1يناير 2022 انتهت النشر في 23يونيو 2022