"Ch 5"إختفاء

1.7K 155 116
                                    


كانت الشمس تخترق اوراق الاشجار منيرة قاع الغابة بأشعتها ..

يسيران معاً ، يد الصبي متعلقة بيد جين الذي يسير ناحية المنزل برفقته .. رفع ذراعه فجأة و جفف بكمه الطويل تلك الدموع التي انزلقت بخفة لتخرج شهقة باكية منه فنظر له جين يخاطبه بملل :
" لما تخفي دموعك ؟ أعتقد أن هؤلاء الحمقى قالوا لك كلاماً سيئاً كما أنهم أذوك كثيراً ، فلما تكتم ألمك داخلك ؟"

" أصمت أنت .. لا تتدخل أيها السيد !"

عقب سيلين بغضب ووقاحة محاولاً منع جين عن التحدث بذاك الامر لكن رغم ذلك كان صوته يرتجف و هذا جعل جين ينخفض فجأة ليحمل سيلين بين ذراعيه ، فشهق سيلين بقلق و خجل بينما يصيح :
" ماذا تفعل ؟! أنزلني سيد جين ! "

ابتسم بخفة لمناداة الاصغر له بـ" سيد جين " .. ثم تحولت ابتسامته لحنان بينما يخاطبه بجدية :
" الان لا أحد سيراك و أنت تبكي .. إدفن وجهك بصدري و إبكي كما شئت .. "

قاطعه سيلين بخجل و غضب :
" ماذا .. "

" لا بأس ، سيكون سر بيننا ."

لانت ملامح الفتي فجأة ليبعد عيناه عن الاكبر بعبوس و تذمر ، و كأنه متردد بالموافقة ، ثم بطريقة مفاجئة إلتفت و دفن وجهه بصدر الاكبر لافاً ذراعيه حول عنقه لينخرط بالبكاء ، صوت شهقاته إرتفع رغم كتمه لها بصدر رجل غريب لأول مرة يراه و يقابله بحياته ! .. كل كلمة ، كل فعل .. كل شئ كان يمر بذاكرته كان يجعل بكاءه أقوى و أعنف ! .. قلبه يؤلمه كثيراً و لا يستطيع إيقاف تلك الدموع التي تعبر عن ألمه الجسدي و النفسي ! كل شئ يحرقه ! متى وعد نفسه بالتوقف عن البكاء ؟! .. أنسى أنه مجرد طفل أحمق ؟!

تحرك جين تاركاً سيلين يفرغ مشاعره بصدره حتي يهدأ ، يشعر بتلك الدموع قد بللت قميصه الاسود حتي هدأ صوت بكاءه و لم يترك له سوى أنفاس حارة و شهقات لا تلبث أن تخرج بين الفينة و الاخرى و لكن كل ذلك كان مرهق لدرجة جعلته لم يشعر بنفسه و هو يغفو بين يداه .

لم يخرج من الغابة بعد ليس لانه تائه بالطريق لكنه قرر عدم الذهاب الان للمنزل حتي يهدأ الفتى الصغير فنظر للطفل بين يديه و ابتسم حين شعر بتمسكه به رغم أنه نام ، فأنزل يداه التي كانت تسند ظهر سيلين و أخرج هاتفه يتصل علي الجد ميل ، لحظات حتي أجاب الجد علي الهاتف لينطق جين قائلاً :
" إسمح لي سيد وودفيل أن أصطحب سيل معي لعدة أيام ."

" لماذا ؟ الي أين .. "

أتاه صوت العجوز يهتف بقلق ليهدئه بضحكة هادئة :
" لا تقلق سيد ميل ، لن أقتله ، كل ما في الامر أنني كان يجب أن أعود و لذلك أردت من سيل أن يأتي معي و هو وافق حين سألته ليتبقى أنت .. و لا تقلق أقسم أني لن أمسه بسوء .. كل ما في الامر أنني سأحاول رد الجميل لإبقائي بمنزلك لذلك إعتبر هذه مجرد نزهة صغيرة لسيلين يستمتع بها ."

 قلوب يعانقها الألم "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن