أحياناً نشعر بأن الحياة تقف ضد إسعادنا ، كلما نرى بصيص من الامل سرعان ما نعود لنقطة الصفر المخلدة بالالم.ما إن خطت قدماه للقصر حتي رآي وجوههم في كئابة و حزن ، تقدم منهم و عقد جبينه في غرابة قبل أن يستفسر :
" ماذا حدث؟ "أول من بادرت هي سلافيا و هي متأثرة بما حدث :
" لقد خسرت إبنك يا بني."توسعت عيناه هاتفاً:
" سيلين؟! "فأسرعت سلافيا تنطق :
" لا ، سيلين بـ بخير .. أنه الجنين .."هدأ أريان و هو يحدق بكاميليا التي بدأت بكائها المزيف بعد أن خدعت الجميع ، أردف المعني يسأل بهدوء مستفسراً :
" ماذا حدث ؟ هل أرهقتي نفسك ؟ "رغم أنها إستغربت تقبله للأمر بتلك السرعة الا أنها أجابته مصطنعة الحزن و الغضب و هي تتصنع الألم :
" لا .. لكني وقعت بسبب إحدى مقالب سيلين و أدي بي الذهاب للمشفى و قد خسرت طفلي."بدأت تكمل بكائها مجدداً تحت نظراته الهادئة ، لم يعطي بالاً لأمرها ، هو علم تمثيليتها و تأكدت شكوكه حين ذهب لتلك الطبيبة و سألها فحكت إليه كل الحقيقة مخبرةً إياه أن كاميليا طلبت منها ذلك بغرض إنساني و أن حياتها متوقفة علي الامر لهذا كذبت الطبيبة بشأن حَمْلها حين كانت معه.
تكلم بهدوء عكس ما بداخله من إشمئزاز منها فكيف وصل بها الحال لأن تتهم طفل بريء! :
" أين سيلين لأعاقبه ."" لقد خرج ."
إلتف مستنكراً :
" خرج ؟! .. كيف تتركوه يخرج ؟! "أنهي جملته بغضب فاستنكرت رد فعله الغاضب رغم أنه قابل موضوع جنينها بردة فعل باردة و قد وقفت علي قدميها :
" ما الامر ؟ لما غضبت ؟ لقد أخبرتك أنه سبب موت طفلي لكنك لم تغضب ، و لكنك تغضب الان لأني تركت قاتل طفلي دون الاهتمام به.."" قاتل طفلك؟! .."
استنكر بسخرية فتوترت لكنها لم تظهر ذلك علي محياها بينما تسمعه يسترسل بأعين قد أظلمت :" أي طفل كاميليا ؟ .. ذاك الطفل المزيف؟ .. طفل قد أوهمتني فيه بأن أصبح أباً و أعوض عدم رؤيتي لسيلين و هو يكبر ؟!! ..."
توسعت أعينهم جميعاً ، ما الذي يحدث ؟!
توجهت أعين المسنان ناحية كاميليا التي حاولت مداراة فعلتها بإرتباكها :
" ما .. ماذا تقول ؟ .. أتعني اني أكذب بأمر جنين ؟! ... و أي جنين ؟ .."ثم صرخت :
" أأنت عاقل لتقول ذلك عني؟! .."نظر لها بحدة مجيباً :
" لم أكن عاقلاً الا هذه اللحظة كاميليا .. اللحظة التي نظرت لها بعقلي قبل قلبي .. كيف لك إيذاء طفل بكل تلك الوحشية و القسوة ؟ .. لقد كنت أصدقك حين تتهمينه بإيذاء نفسه و إيذائك .. تزعزعت ثقة إبني بي بسببك ، لأني كنت أصدقك ؟ .. جعلتي سعادتي تذهب هباءاً لأنك كذبتي بشأن جنينك و لم تكتفي بذلك بل تريدين أن تُحملِي طفل لم يتعدي الثانية عشر بجريمة لم يرتكبها ؟! بقتل أخاه المزيف لتحمليه ذنب لم يقترفه ؟ ..."
أنت تقرأ
قلوب يعانقها الألم "مكتملة"
Mystery / Thriller"لماذا سميتني سيلين أمي ؟! " " لأنه يعني القمر و أنت قمراً خلق بليلة مظلمة صغيري ." و نِجمةً تَلمعُ بسماءِ اليأسِ ، و أملً يُخلق بليلةٍ مُظلمةٌ 🖤 . بدأت 5 يونيو 2021 انتهت 28 سبتمبر 2021 بدأت النشر 1يناير 2022 انتهت النشر في 23يونيو 2022