ربما كان شعوري لحظتها غريباً ، غضبي ، آهاتي ، صراخي .. ربما كنت مخطئاً ، لهذا رأيت ذلك الحلم الذي كان ذكرى ؟ .. لما عادت ذاكرتي لما قبل خمس سنوات من الان ؟! ألم أكن صغيراً لأتذكر ؟لازلت أذكر رغم عدم إدراكي لما تعانيه كنت أذكر إنهيارها ذلك اليوم .. غضبها .. و كأنه حدث أمس ... كنت ساذج وقتها .. كلمات جدي كانت تدور حول رأسي ، تدفعني لأن أقف سنداً لوالدتي ، فلقد كنت وحيدها .. لا أحد غيري كان يمكنه فعل ذلك ، لكن ذلك اليوم حصلت منها علي ندبة .. أعلم جيداً أنها لم تكن قاصدة ، فقد كانت .. كانت ربما تحسبني .. آريان ؟!!
ما الذي يحدث ؟ .. ألا يوجد من يجيب أفكاري المتسائلة ؟! .. ألا يوجد من يهدي قلبي التائه ؟! .. لما تلك المشاعر تستنزفني لهذه الدرجة ؟! .. مازلت صغيراً فلما أتألم ؟!
رغم جلوسي بهذا المكان ، أشاهد السماء من مكاني ، مسطح جبلي بنهاية الغابة بنهاية القرية .. لم أذهب لآدريان بل جئت هنا لأختلي بروحي هنا .. روحي التي تكاد تشيب من كثرة الامور العالقة دون إجابة بذهني !! .. أمن منجي من هذه المتاهة ؟!
أغمضت عيناي لثواني حين ارتطم بوجهي هواء الظهيرة الرطب كوننا قربنا من الشتاء ، ثم فتحتها حين تراءت لمخيلتي فكرة ربما متهورة ! فلم تأخذ مني لحظات حتي وقفت لأباشر بفعلها ، علِّي أخرج بعضاً مما يختلج بقلبي !
" هيا إفعلها .. "
نطقت أشجع نفسي فرسمت إبتسامة واسعة خائفة و انا أقترب من الوادي العميق ثم فتحت فاهي و فردت ذراعاي لأطلق صرخـــاتي .. و يا له من شعور جميل! .. زدت أكثر و أكثر ، صراخ يعلوه صراخ ، ثم علت ضحكة حمقاء لأني و أخيراً فعلتها !! .. لم أكن أصدق ذلك ! .. لقد تركت العنان لصراخي و أخيراً ! .. ربما بهذه اللحظة فقط استطعت فعل شئ تمنيت لو أفعله طويلاً ! و بها قد شعرت بالهدوء يعود لقلبي و كأن تلك الصرخة كانت تجثم علي صدري منذ زمن ! و بإطلاقها إرتحت جداً !
و ها أنا بعدها أعود أدراجي ، و نصف ساعة فصلتني عن الوقوف أمام منزل آدريان فطرقت الباب ، مرة ، مرتان .. ثم ثلاثة .. لما لا يفتح لي ؟ .. لكني أسمع ضوضاء بالداخل !
وفجأة وسط أفكاره و أسئلته فتح الباب ليجذب للداخل ! .. شهق بملء رئتيه و هو يبحلق بذهول بالحفلة المقيمة ، هل جاء لمكان خطأ !
" تعال سيلين .. استمتع ! "
هتف أدريان و هو يجذبه معه ، الموسيقي عالية جداً ، فتيات و فتية ، أغلبهم يرقصون و يتمايلون بحماس !.. و أحدهم يعزف علي قيثارة و أخر علي جيتار ! .. و ..
وجد نفسه ينضم للرقص الشبابي هذا ! .. فنظر لآدريان الذي لم يمهله أن يفهم ما يحدث ليفاجأ به قد حمله من خاصرته بذراعه و ذراعه الاخرى أمسكت يده القصيرة ليلتف حول مركزهما و هو يضحك مدعياً الرقص معه و الاصغر سرعان ما انكمش بعنقه مندهشاً مما يحدث و خائفاً أن يسقط ليهمس بأذن آدريان و هو يستمع لصرخات الفتيات و الفتيان يشجعون آدريان :
" أنزلني ، ستسقطني، آدريان ! "
أنت تقرأ
قلوب يعانقها الألم "مكتملة"
Mystery / Thriller"لماذا سميتني سيلين أمي ؟! " " لأنه يعني القمر و أنت قمراً خلق بليلة مظلمة صغيري ." و نِجمةً تَلمعُ بسماءِ اليأسِ ، و أملً يُخلق بليلةٍ مُظلمةٌ 🖤 . بدأت 5 يونيو 2021 انتهت 28 سبتمبر 2021 بدأت النشر 1يناير 2022 انتهت النشر في 23يونيو 2022