_
تنهدتُ براحة ألقي بنظرة خاطفة نحو ساعة الحائط أمامي عندما رنّ جرس الغداء معلناً انتصاف الدوام، لأتوجه رفقة كايسي لتناول غداءنا كالمعتاد.« أتعتقد أن السيد بالون سيوافق على ما كتبتهُ عن عرضِ أزياء البارحة الذي كنتُ فيه برفقة بعض الصحفيين، لقد تعبتُ للغاية وأنا أكتب به لما بعد منتصف الليل.» تذمرت كايسي بعد أن تناولت قضمة كبيرة من البرغر خاصتها، ترفعُ بصرها نحوي وتمضع ما أكلته بانتظار إجابتي.
« لا أظن، فمديرنا المحترم السيد بالون كما تدعيه لا يروقه أي شيء عزيزتي، وخصوصاً ما نقوم نحنُ (الثنائي الساذج) حسب قوله بكتابته، أشكُ بأن والدته قد شربت حليباً فاسداً عندما كانت حاملاً به.» قلتُ وانا أحرك يدي علامة التنصيص عندما قلت ما يصفنا بع
ه قبل أن أمسك مشروب الكولا خاصتي أرتشف منه.«أنت على حق! لكنه حقير ومتغطرس غبي، لا يرى نفسه ولو للحظة، بحقك هل هناك رجلٌ على وجه الأرض يقول ياللجمال وَيا إلهي عندما يرى فتاةً جميلة؟! صدقني جدي الذي مات منذ عشرين سنة لم يقلها طوال حياته كلها وهو الذي كان دنجوان عصره.» قالت تحركُ يديها في الهواء بانفعال مع خديها اللذان احمرّا اثر ذلك.
هاهي كايسي تظهرْ أخيراً.
«مخنث هذا الوصف المثالي له كايس.» قلتُ لتنظر نحوي لحظة وأبادلها قبل أن ننفجر بالضحك كلانا بينما انشغلت كايسي بالضرب على فخذها، وعلق ما كانت تمضغه في حلقها لأهرع نحوها أضربها على ظهرها لتتحول ضحكاتها لسعال.
«أحسنت الوصف بلايثي، حقاً مخنث.» قالت بعد أن تجرعت كأس الماء الذي ناولتها إياه، لنعاود الضحك مرةً أخرى، أنهينا غداءنا الذي بالكاد يسمى كذلك لأذهب باتجاه المكتب وتتبعني كايسي بعدها بلحظات تحملُ في كلا يديها كوبين من الشاي.
«شاي بالنعناع كما تحب، بلايث.» مدت الكوب نحوي لأمسكه وأشكرها.
«بينما خاصتي بالليمون.» قالت تغمض عينيها ثم تعيد فتحها، تجلس على مكتبها وترتشف من كوبها بسعادة وهي تستنشق رائحته بين لحظة وأخرى، ضحكتُ بخفة أهزُّ رأسي، فكايسي هي كايسي وقد حفظتها كما أحفظ أسمي، أمسكتُ قلمي أقرّب إحدى الأوراق نحوي وأكمل ما بدأت قبل ساعات.
أنت تقرأ
كاتريكوس.
Fantasy«كان مُهشماً لملايين الشذرات وهي التي جمعت شتاته.» بلايث ويلر، صحفي، متفائل ومحب لعمله، لكن وراء ابتساماته تكمن الكثير من الأسرار التي يقوم بتخبئتها، وخلف الكلمات التي يلقيها باستمرار الآلاف من المعانِ، لأن ما بداخله يجعل كل خلية في داخله تصرخ، وينت...