_«احرز ماذا؟ احزر ماذا؟» قالت سيا بحماس بعد أن فتحتُ الباب الذي كانت تطرقه بعنف وحماس شديدين منذ الصباح الباكر، باب شقتي المسكين.
« ماذا؟»قلت لتدفعني وتدلف للداخل فأغلق الباب خلفها وهي تتجه للجلوس على الأريكة في غرفة الجلوس، بينما الابتسامة تشق وجهها بإشراقٍ لا متناهٍ.
« لقد وجدت وظيفة في أحد المدارس الإعدادية الخاصة، راتب متوسط، صحيح أنه ليس كافياً ليغلق احتياجاتي لكن في حال كنت جيدة سأستلم صفوفاً أكثر ويزيد الراتب، وهو جيد في الوقت الحالي، سأبدأ الدوام غداً، متحمسة للغاية، للغاية." قالت سيا بحماسة شديدة وصفقت بيديها في نهاية حديثها، لابتسم على حماسها الطفولي ذاك.
«هذا رائع.» قلت لتضحك.
« لأنك أيفظتني من النوم، واحتفالاً بهذه المناسبة الرائعة اصنعِ لي باستا.» أردفت لترمقني بنظرة قاتلة، ماذا؟ أريد تحلية بهذه المناسبة الجميلة.
صحيح أن الباستا ليست تحلية لكنها معشوقة قلبي.
«فلتمت بلايث يا صاحب المصالح! لن أتحرك من مكاني، اصنع بنفسك.» لعينة، وعنيدة وستنفذ ما في رأسها ولن تصنع لي باستا ليست مثل ديانا الحنونة، بالمناسبة لقد اشتقت لها أين هي منذ عدة أيام؟!
«أرجوك.» قلت ولكنها لم تبعد نظرها عني تصنع تحديقاً بالعيون، هذا تحدي، سأفوز.
« لن أفعل.» تحدثت ولم تقطع التحديق، لم ترمش وكذلك أنا.
« بلى، إذا فزت ستفعلين.» قلت لتضحك بلا فكاهة ولم تحرك عينيها من على خاصتي، حتى البؤبؤ لم يتحرك قيد أنملة.
كالأصنام، كالدمى الساكنة.
«وإذا خسرت؟» سألت ليأتي دوري وأضحك.
«لن أفعل.» كنت أجاهد حتى لا أرمش وأخسر.
« بلى، و ستذهب معي إلى مكان ما.» قالت ودققت أكثر في عينيها، حاولت أن أثبت محجري عيني في مكانهما.
«إلى أين؟» قلت بعد أن استدركت ما قالته.
« أريد أن أذهب إلى مكان جديد، لا أعلم، ربما أتعرف أكثر على المدينة، أو أي شيء آخر، لا يهم الامهم أنني أريد الاحتفال بهذا الإنجاز.» قالت وشعرت بجفاف عيني، لن أخسر.
أنت تقرأ
كاتريكوس.
Fantasy«كان مُهشماً لملايين الشذرات وهي التي جمعت شتاته.» بلايث ويلر، صحفي، متفائل ومحب لعمله، لكن وراء ابتساماته تكمن الكثير من الأسرار التي يقوم بتخبئتها، وخلف الكلمات التي يلقيها باستمرار الآلاف من المعانِ، لأن ما بداخله يجعل كل خلية في داخله تصرخ، وينت...