_
« لقد وصلنا.» قالت سيا عندما توقفت في المكان الذي انتهت عنده الخريطة، شارع عادي، مليء بالمحال والكثير من الناس.
إلى أين تأخذني؟
« أين نحن سيا؟» سألتها وهي نظرت نحوي لحظة قبل أن تعيد نظرها لهاتفها المعلق أمامي تسحبه وتغلقه ثم تضعه في جيبها.
« لديّ هواية!» قالت تعيد نظرها لي بابتسامة على وجهها ترجمت الكثير من المشاعر.
« ما هي؟» سألتها وشعرت أنها هواية غريبة.
«انتظر..» قالت وهي تتحرك في جلستها تربع قدميها ليصبح وجهها باتجاهي وظهرها لباب السيارة ورائها.
« صناعة الفخار.» قالت تصفق ببدها بحماس.
« ماذا؟» سألت لتنظر لي وملامح الخيبة تعلو وجهها.
«ألا تعرف صناعة الفخار؟» سألت بشبه صدمة على وجهها.
«أعرفها بالطبع! لكنها هواية غريبة.» قلت لتضحك.
« لا بأس سأريك كيف تفعلها وسترى كم هي رائعة!» قالت بحماس مرة أخرى لابتسم بلا شعور مني.
«إذن؟ كيف عرفتي هذا المكان؟» سألتها، في النهاية هي لم تأتي لهنا سوى منذ عدة أسابيع.
«مجموعة من الأشخاص كنت أتشارك معهم حب الفخار وصناعته، تعرفت عليهم على مواقع التواصل الاجتماعي وصنعنا صداقة قوية، عندما انتقلت إلى هنا أخبرتهم بذلك لتقول لي إحداهم أنهم يملكون مكاناً خاصاً بهم، يشبه المتجر، يصنعون به أشيائهم ويبعونها بأسعار بسيطة لمحبي هذه الفنون.
أتيت لهنا ثلاثة مرات والرابعة اليوم، وجدتك تعاني من الاكتئاب والقليل من الحزن فقلت لما لا أروح لك عن نفسك وأجعلك سعيداً قليلاً!» قالت وابتسمت في نهاية كلامها.
شكراً لك سي، لكني لست مكتئب!» أنكرت فليس هناك شيء أفعله سوى الإنكار.
نظرت لي بمعنى حقاً لأبعد نظري عنها أخرج سيجارة من العلبة وأشعلها أضعها بين شفتاي وأسحب منها نفساً عميقاً شعرت به يتغلغل في رئتاي.
أنت تقرأ
كاتريكوس.
Fantasia«كان مُهشماً لملايين الشذرات وهي التي جمعت شتاته.» بلايث ويلر، صحفي، متفائل ومحب لعمله، لكن وراء ابتساماته تكمن الكثير من الأسرار التي يقوم بتخبئتها، وخلف الكلمات التي يلقيها باستمرار الآلاف من المعانِ، لأن ما بداخله يجعل كل خلية في داخله تصرخ، وينت...