«كان مُهشماً لملايين الشذرات وهي التي جمعت شتاته.»
بلايث ويلر، صحفي، متفائل ومحب لعمله، لكن وراء ابتساماته تكمن الكثير من الأسرار التي يقوم بتخبئتها، وخلف الكلمات التي يلقيها باستمرار الآلاف من المعانِ، لأن ما بداخله يجعل كل خلية في داخله تصرخ، وينت...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
_
سيجارة تلو الأخرى وتلك العادة لم تنتهِ.
كنت جالساً في غرفة الجلوس في منزل سيا، لقد مضت ثلاثة أيام عادية منذ حديثي الأخير معها، أو منذ أن اكتشفت حقيقتي، من ذلك اليوم الذي أخبرتها فيها كل شيء وانفتح لها قلبي كما لم أفعل مع أحد آخر.
أنا متفاجئ أنها عندما طلبت تفسيراً لم أتردد ولو لحظة واحدة لأخبرها بكل ما لدي، لم أتردد وأنا أسرد لها كل ما في داخلي.
كيف أنني سردت لها كل شيء وكأنني لا أبالي مهما حدث.
لكن، ما يذهلني حقاً أنها تعاملت معي وكأن شيئاً لم يحدث، كأنها لا تعيش في المنزل ذاته مع وحش يمكنه أن يأكلها ويخفي جريمته ولا يمكن لأي مخلوق كائناً من كان أن يعلم بالأمر حتى.
«توقف.» خرجت من أفكاري على صوت سيا التي سحبت السيجارة من بين شفتاي، لأنظر لها والانزعاج بادٍ على ملامحي.
«لماذا أخذتها؟» سألتها بانزعاج واضح أسحب العلبة من على الطاولة وأفتحها حتى آخذ واحدة أخرى لتدخينها مجدداً، ولكن للمفاجأة، العلبة فارغة!
« أعلم ذلك.» بالكاد همست وكانت سيا قد أطفئت النصف واحدة التي سحبتها مني قبل لحظة.
« تعال لنفعل شيئاً مفيداً بدلاً من حرق رئتيك.» قالت تقف وتمسك يدي تجرني خلفها لأشعر بابتسامة تنمو على شفتاي، هذه الفتاة المزعجة التي تقتل أفكاري وتستمر بسحبي خلفها في كل مرة.
خرجنا من المنزل ومشينا بخطوات بطيئة متشابكي الأيدي، لا أعلم ما المسمى الذي يجب إطلاقه على علاقتنا، ولكنني بكل تأكيد أحب هذه الفتاة، و واثق أكثر أنني لن أتمكن من العيش دون هذه اللحظات التي تصنع يومي بها.
