_
اليوم أخيراً هو اليوم الأخير من هذا العام.
طوال السنوات الفائتة كنت أمضي ليلة رأس السنة بمفردي، لكن هذا العام وبوجود سيا بقربي كان الأمر... لنقل أنه دافئ إذا كان الوصف الصحيح لما أشعر به.
وجودها بجانبي كان مثل العودة للمنزل بعد يوم طويل و متعب مليء بالبرودة لتجد الدفئ والراحة والسكون.
وجودها كان مثل الملاذ الذي تبحث عنه عندما تتوه في طريقك الطويل.
وجودها كان أشبه بملاك حارس يتتبع خطواتك، يساعدك و يقوم بحمايتك و الدفاع عنك عندما تحتاج له.
كانت مثل تربتية على الكتف للحزين،
مثل الدواء للمريض،
مثل الطعام للجائع،
ومثل الدفئ للذي يشعر بالبرد،
كانت مبهرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.لا أعلم متى أحببتها، لم ألاحظ ذلك حتى، لم أشعر به.
الأمر كان مثل غشاوة تغطي على عيناي وتعميني عن رؤية الحقيقية من خلفها، لم أكن أعلم أنني أحبها حتى شعرت أنها ارتبطت بحياتي بشكل لا يمكنني تخيل فقدانه.
لم أعلم أنني أحببتها إلا عندما نظرت لها ذات يوم وراعني تخيل أنني لن أكمل حياتي بجانبها.
لم أعلم أنني أحببتها إلا عندما نظرت لها والخوف تآكلني من أن تعلم بحقيقة ما أحمله بداخلي، بحقيقة الوحش الذي بسكن بين جنبات روحي ويتغذي على أرواح البشر ولحومهم.
وجودها كان مثل همسة حب، مثل ألوان قوس قزح تلون بها حياتي الرمادية الخالية من الألوان.
كانت معجزتي والمجرة التي أبحث عنها للعيش فيها دون أن يقوم الناس بانتقادي أو إلقاء اللوم عليّ، كانت مجرتي ببساطة.
كانت الشخص الذي عندما رآني أفعل شيئاً سيئاً لم يلمني على الفور، بل طلب تفسيراً وتوضيحاً قبل أن يحكم عليّ.
كانت أفضل ما حصل لي في حياتي، كيف كل شيء بدأ هنا وانتهى هنا، في هذه القرية التي لم أتخيل يوماً أن آتِ لها.
كانت تضفي على حياتي ذاك الجنون الذي أفقده، وعلمتني معنى الحياة بينما تريني الطريقة الصحيحة للعيش والاستمتاع بالحياة.
أنت تقرأ
كاتريكوس.
Fantasy«كان مُهشماً لملايين الشذرات وهي التي جمعت شتاته.» بلايث ويلر، صحفي، متفائل ومحب لعمله، لكن وراء ابتساماته تكمن الكثير من الأسرار التي يقوم بتخبئتها، وخلف الكلمات التي يلقيها باستمرار الآلاف من المعانِ، لأن ما بداخله يجعل كل خلية في داخله تصرخ، وينت...