_
«بلايث.. أين كنت طوال اليومين الفائتين؟» كان أول ما قالت دي في وجهي عندما رأتني أصعد الدرج عائداً إلى المنزل.
« لا شيء كنتُ في العمل الذي كان متراكماً لشهر بفضل إحداهن التي كانت رائعة للغاية وجعلتني أُمضي يومي كاملاً في حلّ معضلة هذا الع..» قلت اؤنبها بطريقة مبطنة ولكنها كالعادة لا يمكن أن تصمت لمن يزعجها.
«اخرس لقد كان سؤالاً وأجبتني بجريدة، لا عجب أنك تعمل في صحيفة.» قالت تستدير وتعود لشقتها وأنا أخرجتُ مفتاحي أفتح باب المنزل وأدخل إليه.
كنتُ قبل قليل بزيارة الجدة ليونا التي كانت متعبة قليلاً وكالعادة نسيتني ولكنني ذكرتها بنفسي بطرقي الخاصة، حدثتني عن قصتها مع الجد هاك الذي لا أعرفه سوى من قصصها الجميلة ووصفها المبدع لشخصيته التي أحببتها بسبب الجدة ليونا، وحبها الكبير له.
يُقال أننا نبقى خالدين بعد موتنا إن كان هناك من يذكرنا ويحكي عنا لشخص آخر، كانت الجدة ليونا تحيي الجد هاك بطريقتها، بحديثها الدائم عنه وحبها الكبير له وتذكرها الدائم لحياتهما معاً.
وها أنا ذا بعد يومٍ آخر شاق أعود للمنزل، أمسكتُ هاتفي أقررُ إيصاله بالتلفاز بعد أن طلبتّ بيتزا على الهاتف من المطعم القريب من هنا، وبعد المأكولات والمشروبات اللذيذة لأتسلى بها أثناء مشاهدتي لأحد الأفلام.
ولكن قبل أن أصل هاتفي بالتلفاز رنّ بنغمة أعرفها، أحدهم يتصل ولقد كانت سيا. « بلايث أيها الوغد. اشتقت لك، عد إلى هنا سريعاُ.» قالت بنبرة حزينة وجادة بالوقت ذاته تجعلني ابتسم فها هي سيا ذات الابتسامة الدائمة والضحكات الكثيرة تتحدث معي بطريقة حزينة.
سجل أيها التاريخ.
«أهلا سيا، وأنا أيضاً للأسف لا أستطيع، خمني لماذا؟» قلت لها لتزفر من وراء الهاتف بنفاد صبر. «لماذا؟» قالت وشعرتُ أنها حقاً حزينة.
«أتعلمين ما الذي فعله بي السيد بالون الغبي؟ لقد كان يحضر لي مفاجأة رائعة، الملايين من الملفات كانت بحاجة لأن أقوم بكتابها والانتهاء منها، والآن يريدني أن أسافر للمدينة المجاورة لأجل سبق صحفي مهم. اللعنة عليه!» قلتّ لها أحاولُ أن أخرجها من جو الكآبة التي أدخلت نفسها به.
أنت تقرأ
كاتريكوس.
Fantasia«كان مُهشماً لملايين الشذرات وهي التي جمعت شتاته.» بلايث ويلر، صحفي، متفائل ومحب لعمله، لكن وراء ابتساماته تكمن الكثير من الأسرار التي يقوم بتخبئتها، وخلف الكلمات التي يلقيها باستمرار الآلاف من المعانِ، لأن ما بداخله يجعل كل خلية في داخله تصرخ، وينت...