_
« بلايث أين كنت منذ الصباح؟» قابلتني جوي التي تلعب عند الباب بينما أمشي نحوها لتركض باتجاهي وتتعلق بيدي تريدني أن آخذها لمكان ما.
«لا أريد جوي. أنا متعب اطلبِ من توم أخذك مع ديانا.» تخطيتها استمع لتذمراتها الكثيرة لكنني فعلاً لم أكن في مزاج جيد أبداً.
دخلتُ الغرفة أتجه للحمام أخلع ملابسي وأفتح المياه التي نزلت باردة قليلاً وارتفعت حرارتها بعد لحظات، عدلتها جيداً ووقفتُ تحتها استندُ على الحائط أمامي أنزلُ رأسي للأسفل بتعب.
قطرات الماء تلامس رأسي ورقبتي وظهري بوتيرة منتظمة، تطرق بعنف لذيذ على جسدي تمسحُ التعب من وراءها، ولا أعلم لماذا شعرتُ بحاجة كبيرة للبكاء.
هل كنتُ أسخر منذ ساعة من كايسي؟ إذن فليصفعني أحدهم.
لا أجدُ عيباً في إفراغ مكنونات صدري بالبكاء.
أنا متعب حقاً، أشعرُ بكل الأمور تتكالب علي لتجعلني أتألم أكثر، كل ما حصل ويحصل يذكرني بأيام مراهقي المستنكرة، عندما رفضتُ وجود هذا الشيء بداخلي، عندما كرهته، وكرهت ذاتي لأنني أمتلكه.
لا أذكرُ سوى جلسات العلاج الكثيرة التي أمتدت لسنتين طويلتين، سنتان لعينتان من العلاج، سنتان كانتا معاناة بالنسبة لي وفي النهاية لم أتخلص من هذا الألم الذي يحتل صدري في كل ثانية.
لم يكن هناك طريقة للتخلص من الحياة إلا وجربتها، حبوب كثيرة تناولتها لينتهي بي الأمر في المستشفى أشعرُ بتمزق أحشائي من اللعنة التي أوقعتُ نفسي بها، سُم قاتل كنتُ سأموت به لولا والدتي التي نادتني ولم أجبها لتصعد لغرفتي بقلق وتجدني مرمياً على السرير أنازع للبقاء.
جربتُ رمي نفسي من بناءٍ عالٍ ولكنني ضعفتُ في اللحظة الأخيرة، جربتُ قتل نفسي بسكين ولكن فشلت لخوفي، في النهاية لم أكن سوى مجرد مراهق لعين يحتاج أن يتخلص من لعنة بداخله.
مضتْ الأيام كاللعنة ولكنني لا زلتُ أذكرُ كل جزء منها كأنني أعيشه الآن.
نفضتُ الأفكار عن نفسي وأنهيتُ استحمامي ارتدي ملابسي وأخرجُ من الغرفة للأسفل بمزاج معكر، لقد شعرتُ بالجوع بعد السباحة في النهر والمشي الطويل ذهاباُ وإياباً من القرية إلى المنزل، ولم أكن قد تناولت سوى تفاحة صباحاً عندما خرجت.
أنت تقرأ
كاتريكوس.
Fantasía«كان مُهشماً لملايين الشذرات وهي التي جمعت شتاته.» بلايث ويلر، صحفي، متفائل ومحب لعمله، لكن وراء ابتساماته تكمن الكثير من الأسرار التي يقوم بتخبئتها، وخلف الكلمات التي يلقيها باستمرار الآلاف من المعانِ، لأن ما بداخله يجعل كل خلية في داخله تصرخ، وينت...