البارت الحادي عشر

3.1K 110 0
                                    


كان يوسف يركض بسرعة و هو يبكي بشدة فاصطدم بشخص ضخم غريب عنه من دون قصد
بينما كان فهد يركض و يبحث عن تلك المجنونة التي كانت تركض
فهد : بقى انا الفهد الي الكل بيخاف منه و يعمله الف حساب اجري كده في الشارع ادور على المجنونة دي بس يا ترى هيا فين دلوقتي و بعدين الشوارع دي ضلمة و في صوت كلاب و هي اصلا بتخاف من الكلاب هتكون راحت فين بس
لاكن سرعان ما تسرب الخوف و القلق إليه فماذا سيكون قد حدث معها لتاتي الي هذا المكان و اين هي الان و ماذا سيكون حلى بها
قطع سلسلة أفكاره اصطدام طفل صغير به لحظة أنه ذلك الطفل الذي كانت تداعبه روان منذ فترة ماذا اتى به الي هنا و هل هو السبب في مجئ روان الي هنا و اين هي الان و الاهم لماذا هو يبكي بتلك الطريقة و  يركض و بمفرده أيضا يا الله ماذا يحدث هنا
كان يوسف خائف بشدة لكن قطع فهد هذا الخوف عندما هبط لمستواه و جفف دموعه و قال بحنان غريب عن هذا الفهد القاسي الذي يهابه الجميع : مالك يا يوسف بتعيط ليه و ايه الي جابك هنا و روان فين .....عند هذه النقطة اجهش يوسف في البكاء مرة أخرى و اخذت شهقات بكاءه تتعالي و أخذ يقول بكلمات متقطعة اثر شهقاته : ررو..رروان....ال..المجر...المجرم خدها .....عند هذه النقطة دب الرعب بقلب فهد و شعر بقبضة حادة تعتصر قلبه
فهد بخوف و اعصاب مشدودة : مين ... مين خد روان و هي فين قول بسرعة علشان نلحقها
يوسف و هو يشير علي الشارع المظلم الذي يتفرع باخر الطريق : من هناك
فهد : خليك هنا متتحركش و لو حصل حاجة نادي ب الفهد ماشي
و انطلق سريعا تجاه ذلك الشارع لينقذ تلك المجنونة التي تقحم نفسها بالمشاكل....
بينما عند روان قام ذلك الرجل من الارض و امسك يدها بقوة و ينظر لها نظرة دبت الرعب بقلبها و علي شفتيه ترتسم  ابتسامة شريرة ...
روان : ايه يا عم بتبصلي كده ليه ابعد عني احسن لك و بعدين يا عمو انا اصلا طفلة و مجنونة اه الكل بيقول كده سبني بقي و بعدين شوف الدنيا بتنقط اهيه سبني اروح بقى يا اما بص هصوت
الرجل و هو يضحك ضحكه شريرة : احنا في حته مقطوعة صوتي براحتك كنتي المفروض تفكري قبل ما تيجي هنا
روان بأعين متسعة بخوف و الدموع تتلألأ بقهوتيها: يا ماما هعيط و فجأة جاءتها فكرة فقامت برفع يدها التي يمسك بها و قامت بغرز أسنانها بها (عضها) بقوة فصرخ الرجل بالم و قام بافلات يدها فركضت و هي تقول: يع طعمك وحش بس عملتلك ساعة حلوة علشان لما اقولك سبني تسبني فجأة ارتطمت بجسد ضخم و صلب فوقعت علي الارض
روان : ااااه يا اني يا اما خبط في حيطه ولا ايه
نزل فهد لمستواها و هو يتفحص وجهها و جسدها بقلق و خوف : روان انتي كويسة سمعاني
روان : انا كويسة لحظة متقولش انت البطل صح الي بيجي ينقذ البطلة في الاخر استني استني مع اني مش عارفه اشوف وشك من الشتا لكن شكلي معرفكش انت عرفني منين اعترف قول
كان فهد ينظر لها بصدمة و ذهول كأنها نمت لها راس أخرى
فنطق بذهول و دون وعي : انتي طبيعية
روان : طبيعية ولا قيصرية ههههه اصل انا فاضية فبقلش بس مش اكتر و بعدين لحظة انت مش هتضرب الي بيحاول يهرب هناك ده و لا ايه ... ايوه انا كان قلبي حاسس من الاول شكل عضلاتك دي نفخ أو سرقهم قول قول متتكسفش
فهد بغرور : نافخهم و سرقهم استني و اتفرجي ..لكن تذكر وقال لها سريعا : لمسك جه يمتك
روان وهي ترد ببراءة : لا يعني ده انا حتى عضيت أيده الي كانت مسكه ايدي دي ...نظر ليدها وجدها حمراء بشدة و يوجد اثار لاصابعه
لكنها تابعت حديثها قائلة: و لما كان واقع في الأرض بعد ما ضربته على دماغه مسك في رجلى جامد برده و مرداش يسبها بس خوفني اوي لما كان بيبصلي و يضحك كان شكله شرير اوي
كانت تتحدث و لم تأخذ بالها من تلك النيران التي خرجت من خضرواتيه التي تحولتا الي السواد و احتضنت الجحيم فلو كانت تستطيع أن تراها لكانت دبت الرعب بقلبها بشدة أو ماتت من شدة رعبهم و وحشيتهم لكن الشكر لله ثم الي تلك الأمطار التي كانت تنزل بغزارة فجعلتها لا تستطيع رؤيته لاكن بعينيه التي تشبه الصقر كان يراها بوضوح و يتابعها بدقة ...
هل واقفا في مكانه و نيران الغضب و الغيرة تتاكله من الداخل بشدة فاقترب منه كالفهد الجامح بخطوات بطيئة دبت الرعب بقلب ذلك الواقف يشاهد ذلك الضخم الذي يقترب منه كحيوان مفترس يستعد للانقضاض على فريسته حاول الهرب لكن كان لفهد راي آخر فانقض عليه و أخذ يضربه بشدة و يلكمه في جميع أنحاء جسده فوقع الآخر أرضا غارقا بدماءه من شدة الضربات لدرجة تم سماع أصوات عظامه تتكسر فكان يكاد يغشي عليه وهو يتألم بشدة و لكن ذلك لم يأثر بذلك الفهد الذي كان غارقا في أفكاره التي اجتاحته بشدة فكان يتخيل أسوأ ما كان سيحدث لها إذا لم يأتي و يتذكر اثار أصابعه علي يدها و خوفها منه فانقض عليه مرة أخرى و جلس فوقه يسدد له اللكمات....
كانت روان تتابع الذي يحدث أمامها بأعين متسعة و فم شاغر لكن عند تلك النقطة اتجهت نحوه بسرعة
روان بخوف: خلاص خلاص عرفت انها لا مسروقة و لا نفخ سيبوه بقى هيموت في ايدك
لكن فهد لم يستمع لها و أخذ يضربه بشدة
روان بدموع و صوت باكي و هي تهزه بايدي مرتعشة : هيموت في ايدك سيبوه علشان خاطري
فاق فهد من دوامته تلك و قام من فوق ذلك الذي اغشي عليه فعليا و نظر لها و جدها تنظر له بدموع فشعر بقبضة حادة تعتصر قلبه لدموعها تلك فقال : متعيطيش خلاص و بعدين انتي بتعيطي ليه ما يموت ولا يروح في داهية ثم تابع بغضب و صوت عالي: و بعدين انتي مفكرة العضة دي هتعمله حاجة كان هيمسكك تاني تقدري تقوليلي كان هيحصلك ايه لو موصلتش و بعدين ايه الي جابك وراه ها انتي غبية ... قال اخر كلماته بزعيق و غضب عارم اجفلها
روان بغضب و دموع : اومال كنت عايزني اشوفه بيخطف طفل صغير و اسيبه كده عادي ده كان خاطفه تقدر انت تقولي كان هيعمل في ايه
فهد بغضب : و انتي ... انتي مجنونة صح جريتي وراه من غير ما تقولي لحد او تطلبي المساعدة من حد روحتي زي الغبية و غامرتي بنفسك و دخلتي سكك مقطوعة كان ايه ضمنلك انك هتقدري تنقذيه لوحدك كان ايه ضمنلك أن الحيوان ده ميكونش معاه حد تاني ....
روان و هي تفكر في كلامه ثم قالت باحراج و هي تخفض رأسها بخجل و احراج : ما فكرتش في كده كنت عايزة أنقذه بس و بعدين انتي تعرفني منين و انت مين اصلا ..انت البطل صح الي بينقذ البطلة في اخر لحظة مش كده قول يلاااا لحظة انت كنت المفروض تلحقني قبل ما البس في الحيطة الي هي انت يعني....
فهد بصدمة : انتي مجنونة انتي في ايه و لا في ايه و بعدين مش مهم انا مين و لا اعرفك منين
المهم انك تفكري في الخطوة قبل ما تعمليها مش تعرضي نفسك للخطر و ياريت تتعلمي الدفاع عن النفس
روان ببراءة: ليه مش انت هتنقذني دايما زي الروايات
فهد بكذب : لا ركزي معايا افرضي مكنتش هنا و أن دي كانت صدفة عادية و سمعتك فجيت انقذك المفروض تحاولي تحمي نفسك علشان حتي تقدري لو حصل حاجة زي دي تاني تنقذي الي معاكي أو ياريت تبلغي حد ..
روان : خلاص ماشي اني موافق بااا...لم تكمل جملتها فقد اتسعت عيناها بخوف و تركت جملتها معلقة في الهواء
استووووووب
يا تري إيه الي خوف روان كده ؟!
ايه الي هيحصل مع يوسف و ابطالنا ؟!
يا تري روان هتقدر تشوف وش فهد ولا للقدر راي تاني؟!
هل هيكون اخر لقاء بين ابطالنا و لا دي لسه البداية ؟!

مجنونة قلبى ♥️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن