- بقى يا ست توليب تقفلي السكة في وشي ؟ هُما دول الصحاب ؟ اخص !
أشرق وجه توليب لتدافع عن نفسها بعفوية :
- قولتلك قبل كدة يا سمر مش مستغنية عن ودني وبعدين أديني جيت اهو حصل حاجه ؟
تشدقت سمر و هي ترفع حاجبيها بإغتياظ :
- عارفة يا توليب لولا ان نص المرضى هنا بيحبوكي كان زمان المدير طردك من زمان عشان بتتأخري .
تذكرت توليب أمر المرضى لتخبط بيديها على جبهتها كيف نسيت ذلك ؟ ودعت توليب سمر لتذهب للمرضى تتفقد حالتهم
***
جلس رعد على الارضية الصلبة أمامه منضدة فوقها مخدرات من أنواع كثيرة ، أقترب بأنفع
ليستنشق المساحيق المخدرة بتلذذ ، أسند رأسه على المنضدة حتى تحولت عيناه باللون الاحمر ، تذكر والديه أغلى أثنان بحياته ، ذهبا وتركاه يصارع قسوة الحياة ، ولكن أصبح هو القسوة بنفسها ..!***
رجعت توليب للمنزل مُنهكة من أعمال اليوم ، فتحت منزلها الراقي بواسطة المفتاح ، جالت بنظرها على جميع أنحاء البيت كأنها تدخله لأول مرة ، بارد ! بارد بكل معاني الكلمة ، لا يوحد به ذلك الدفئ الذي طالما تمنته توليب ، والداها يجولون أنحاء العالم يستمتعوا تاركين أبنتهم الوحيدة تعيش في بيت بمفردها ، وضعت حقيبتها جانباً للتدلف لغرفتها لتنام .. كالعادة ، ذلك هو روتين توليب تستيقظ بإشراقة لتذهب لعملها تعالج المرضى وتسمع حكايتهم و من ثم تعود لبيتها تؤدي فروضها ثم تنام بعمق ، أما حياة رعد ف هي تختلف تماماً ، هو يقضي يومه في أحضان تلك و تلك في الملهى الليلي و من ثم يعود للبيت يأخذ جرعة المخدرات مستلذاً بمذاقها و ينام ، ينام و هو يتمنى من قلبه أن لا يفيق ، أبداً .
***
يوم جديد ، يوم تشرق به الشمس من جديد ، اليوم أحازة بالنسبة لعمل توليب ، قررت توليب أن تقضي وقتها في الفراش تشاهد فيلم رعب كما تحب ، نظرت للصورة بجانبها لترى وجهه ، أمسكت بالصورة لتدمع مقلتيها لتكور كفها واضعة إياه على فمها تكتم شهقاتها ، أحتضنت الصورة لموضع قلبها بالضبط ، أخذت ساعة ثم ساعتين ، ربما ثلاث ساعات تبكي ، تركت الصورة لتنهض من الفراش
أغتسلت لتذهب للمطبخ تطهى طعامها المُفضل ، صدح رنين هاتفها لتلتقطه و هي ترى أسم والدتها يتوسط شاشة الهاتف ، تركت الهاتف مثلما كان لتكمل ما كانت تفعله متجاهلة تماماً رنين هاتفها