الفصل الثالث عشر

1K 20 3
                                    

تشعر باختناق يجثى على صدرها ، لا تعلم ما
فعلته صواب أم خطأ ، لم يعُد بجوارها أحد
من الواضع أنها ستقضي حياتها منزوية على
نفسها .. ستظل تقاسي باقي حياتها ، و لكن
لن تسمح لأحد ان يشفق عليها ، ولجت مندفعة لخارج الغرفة و بعيناها تصميم لن
تتراجع عنه ، لابد من أن تضع نهاية لحياتها
المهدده بالضياع !
صرخت على "رعد" بصوت مبحوح من كثرة البكاء المتوالي ، لم يرُد عليها أحد لتأتي الخادمة قائلة :
- الاستاذ رعد خرج يا توليب هانم ، وقال أن
حضرتك تبقي في بيتكم في أقل من نص ساعة .. عن إذنك

رفعت حاجبيها من آوامره الفظّة ، تمتمت بوعيد عنيدٍ :
- مش أنا اللي حد يؤمرني يا أستاذ رعد ...

صممت على بقائها بالمنزل ولن تتحرك خطوة
واحدة ..

ظلت بغرفة أبيها و لم تبتعد لحظة واحده ، بينما صدح صوت هاتفها لتحيب حتى كادت
أن تتحدث ليباغتها "رعد" بصراخه في وجهها
بنبرة هادرة :
- هو انــا مش قلت تيجي ع البيت !!!

أرتفع الأرينالين في عروقها لحتقن وجهها بحُمرة غاضبة :
- أنت بتزعق كدة لـيـه !

صاح هادراً بها بنبرة وقد أرتفع صدره علواً
و هبوطاً من شدة غضبه :
- أقسم بالله يا توليب لو مجتيش دلوقتي
هاجي أجيب من شعرك فاهمه ....!!

قطبت حاجبيه حتى كادت أن تثور عليه و لكنه أغلق الهاتف في وجهها مما جعل يداها
تشتد على الهاتف حتى كادت أن تكسره ،
لا تنكر أنها قد خافت قليلاً ، فنبرة صوته لم
تكُن قابلة للمزاح ، لذا أحضرت حالها لتذهب
حتى لا تندلع النيران في صدره ...

***

- عرفتلك مكانها يا ماجد بس عد الجمايل بقا ....

قالها "إبراهيم" و هو يحادث "ماجد" هاتفياً
ليجيب "ماجد" بصوتٍ أجش :
- متقلقش يا إبراهيم حلاوتك معايا ...

أكمل و هو يُرتب كل شئ بذهنه يمليه عليه شيطانه مردداً :
- أسمع بقا أول ما تطلع من المكان اللي هي فيه خُدها و حطها في البدروم إياه فاهم ؟

هتف "إبراهيم" و قد إندفعت الحماسة بعروقه
قائلاً بوميض ماكر ظهر في مقلتيه :
-أيوة بقى شكلها هتحلو !

***

خرجت "توليب" تفكر كيف سيستقبلها ؟ و
لسوء حظها نست هاتفها في المنزل تاركة حبل
رفيع كان من الممكن أن يقذها ..

***

مضت أكثر من ساعتين و "رعد" جالس هو في حالة ثور هائج فهي إلى الأن لم تأتي و كأنه لم يأمرها بالمجئ .. أقسم بداخله بوعيد أنهاعندما تأتي سيراها الجانب السئ منه والذي إن خرج سيهدم كل من حولها و سيجعلها تكره حتماً ...!!
جذب هاتفها بعنف يجتاح عقله ليحادثها و لكن
عدم الرد كان إجابته ، أخذ يرن عشرات المرات و لكن لا من مجيب ، و عند أخر مرة
حتى كاد أن يفصل أجابته خادمة ما تستطرد بتساؤل :
- ايوة يا رعد بيه المدام توليب نسيت موبايلها هنا تحب ابعته مع حد ؟

أنتِ أدماني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن