الفصل الحادي والعشرون

912 20 2
                                    

أنقبض قلبه برعب .. حاوط كفيها قائلاً بخفوت :

- توليب .. أنا رعد .. جوزك .!!

نفضت يداها بعنف و هي تصيح به :
- جوزي أيه انتَ مجنون ؟ أنا مش متجوزة أصلاً !! فين بابا ؟ يا بـابـا .. بابا تعالى شيل البني آدم دة .. بــابـا !!!!

أنتفض "رعد" و هو يشعر كمن سكب عليه دلو من الماء البارد ، غرز "رعد" يداه بخصلاته و هو ينادي على الطبيب بعنف شديد جعل "توليب" تنتفض .. من المستحيل أن يكون هذا .. زوجها !!!
نفت برأسها من مجرد التخيل و هي تتذكر "ماجد" لتدمع عيناها بإشتياق جارف ، نظرت إلى الطبيب الذي جاء برهبة يتفحصها بأيدي مرتعشة و هو يقول :
- مدام توليب ؟ قوليلي فاكرة رعد باشا يبقى مين ..

صرخت بوجهه قائلة :
- مدام أيه أنت كمان أنا مش متجوزة .. و بعدين مين الأخ دة ؟ و فين بابا ؟ و أنا بعمل أيه هناا !!!

نهضت بألم شديد أحتل أحشائها لتصرخ ممسكة برأسها و هي تشعر بوجع كالجحيم ، أقترب منها "رعد" بقلق و هو ممسك بكتفيها :
- اهدي .. متفكريش في أي حاجة دلوقتي ..

نفضت يداها عنه لترتد مبتعدة و هي تشعر بكهرباء تسير بجسدها من لمسته ، صرخت بوجهه بعنف :
- أبعد عني متلمسنيش !!

نظر لها بألم .. هو حقاً يكره ذلك الشعور الذي يمزق قلبه ، لم يشعر بذلك الشعور سوى بجوارها ، لم يكُن يتخيل يوماً أنه سيقتل طفله الذي لم يأتي للدنيا حتى .. بيديه !!

فقد السيطرة على أعصابه و هو يُطيح بالمزهرية الموضوع على الكومود بغضب شديد بمقلتىّ مشتعلتان .. جعل "توليب" ترتد للوراء بإنكماش و هي تضع يداها على أذنها برهبة ..

أرتفع صدر "رعد" علواً و هبوطاً وسط أنظار الطبيب الذي أنسحب متسللاً حتى لا يقع بين براثنه ..
شعر "رعد" بخوفها ليغمض عيناها و هو يسب نفسه .. هي للتو فقدت ذاكرتها و .. طفلها !!

أقترب منها "رعد" ببطئ هادئ ليجدها أندفعت للخلف و كأنها تقرف لمسته ، أبتلع غصة بحلقة بألم ليواصل أقترابه و هو يقول محاولاً طمأنتها :
- توليب أسمعي .. أنتِ فقدتي الذاكرة تمام ؟ في حاجات كتيرة متعرفيهاش .. بس اللي لازم تعرفيه أن أنا جوزك ..

قال بهدوء و هو يرى تحول ملامحها للفزع والحدة معاً ضرب الأرض بقدميها قائلة و هي تشعر بداخلها يحترق :
- مستحيل !! أنت أكيد كداب .. مستحيل أكون أتجوزتك فاهم .. مستحيل أكون حبيتك !!

قالت أخر كلمة بضعف فهى لم تعشق سوى شخصٍ واحدٍ فقط !!!

"رعد" متفهماً ما تعانيه :
- طب ممكن نمشي دلوقتي نروح بيتنا ؟ صدقيني هشرحلك كل حاجة ...

أنتِ أدماني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن