أنقبض قلبه برعب .. حاوط كفيها قائلاً بخفوت :
- توليب .. أنا رعد .. جوزك .!!
نفضت يداها بعنف و هي تصيح به :
- جوزي أيه انتَ مجنون ؟ أنا مش متجوزة أصلاً !! فين بابا ؟ يا بـابـا .. بابا تعالى شيل البني آدم دة .. بــابـا !!!!أنتفض "رعد" و هو يشعر كمن سكب عليه دلو من الماء البارد ، غرز "رعد" يداه بخصلاته و هو ينادي على الطبيب بعنف شديد جعل "توليب" تنتفض .. من المستحيل أن يكون هذا .. زوجها !!!
نفت برأسها من مجرد التخيل و هي تتذكر "ماجد" لتدمع عيناها بإشتياق جارف ، نظرت إلى الطبيب الذي جاء برهبة يتفحصها بأيدي مرتعشة و هو يقول :
- مدام توليب ؟ قوليلي فاكرة رعد باشا يبقى مين ..صرخت بوجهه قائلة :
- مدام أيه أنت كمان أنا مش متجوزة .. و بعدين مين الأخ دة ؟ و فين بابا ؟ و أنا بعمل أيه هناا !!!نهضت بألم شديد أحتل أحشائها لتصرخ ممسكة برأسها و هي تشعر بوجع كالجحيم ، أقترب منها "رعد" بقلق و هو ممسك بكتفيها :
- اهدي .. متفكريش في أي حاجة دلوقتي ..نفضت يداها عنه لترتد مبتعدة و هي تشعر بكهرباء تسير بجسدها من لمسته ، صرخت بوجهه بعنف :
- أبعد عني متلمسنيش !!نظر لها بألم .. هو حقاً يكره ذلك الشعور الذي يمزق قلبه ، لم يشعر بذلك الشعور سوى بجوارها ، لم يكُن يتخيل يوماً أنه سيقتل طفله الذي لم يأتي للدنيا حتى .. بيديه !!
فقد السيطرة على أعصابه و هو يُطيح بالمزهرية الموضوع على الكومود بغضب شديد بمقلتىّ مشتعلتان .. جعل "توليب" ترتد للوراء بإنكماش و هي تضع يداها على أذنها برهبة ..
أرتفع صدر "رعد" علواً و هبوطاً وسط أنظار الطبيب الذي أنسحب متسللاً حتى لا يقع بين براثنه ..
شعر "رعد" بخوفها ليغمض عيناها و هو يسب نفسه .. هي للتو فقدت ذاكرتها و .. طفلها !!أقترب منها "رعد" ببطئ هادئ ليجدها أندفعت للخلف و كأنها تقرف لمسته ، أبتلع غصة بحلقة بألم ليواصل أقترابه و هو يقول محاولاً طمأنتها :
- توليب أسمعي .. أنتِ فقدتي الذاكرة تمام ؟ في حاجات كتيرة متعرفيهاش .. بس اللي لازم تعرفيه أن أنا جوزك ..قال بهدوء و هو يرى تحول ملامحها للفزع والحدة معاً ضرب الأرض بقدميها قائلة و هي تشعر بداخلها يحترق :
- مستحيل !! أنت أكيد كداب .. مستحيل أكون أتجوزتك فاهم .. مستحيل أكون حبيتك !!قالت أخر كلمة بضعف فهى لم تعشق سوى شخصٍ واحدٍ فقط !!!
"رعد" متفهماً ما تعانيه :
- طب ممكن نمشي دلوقتي نروح بيتنا ؟ صدقيني هشرحلك كل حاجة ...