الفصل الحادي والثلاثون

719 18 1
                                    

وقفت أمامه مطأطأة رأسها محدقة بالأرض ، كانت دموعها تسقط بهدوء و هي تسمع توبيخه و صوته العالي الذي يجعلها ترتجف من الداخل ..


- بسلامتك أول ما عزم عليكي بالدخول كنت هتدخلي عادي ..

رفعت رأسها لكي تفسر له و لكنه وضع كفه على فمها مانعها من التحدث و هو يصرخ بها بقوة حتى برزت عروقه عنقه :
- أخـــرســـي !!!!!!!!

لم تستطيع منع شهقاتها و كفه يضغط بقوة على ثغرها ، باتت شهقاتها واضحة و هي تدفن وجهها بكفيها بقوة ، رغم تألم قلبه من صوت بكائها إلا أنه أبى أظهار ذلك على وجهه ، بقت عيناه جامدتان كـ جمود أجواء أمريكا القطبية ، تمنى لو بأستطاعته دفنها بأعماقه داخل قفصه الصدري ، هو يغار بشدة و يعترف ، يكاد يكن أن ذلك القذر بشكلٍ أو بأخر كان سيؤذيها و هو يتنفس على ذلك الكوكب ، كيف سمحت لحالها بالتفكير بالولوج له !!!! قدحت مقلتيه نيراناً عندما جاءت تلك الفكرة برأسه ، ضرب الحائط وراءها بكفيه عدة مرات بقوة و "حلا" تشهق غير قادرة على رفع وجهها خوفاً منه و جسدها بدأ بالأنتفاض بقوة ، كان كفه ينزف بشده و لكنه لم يأبى ليخرج من الغرفة صافعاً الباب خلفه بقسوة ، أرتمت "حلا" على الأرض و هي لازالت تبكي .. هي أخطأت تعلم خاصةً عندما أخبرها "زين" بخطورة ذلك الشخص لينتهي بها المطاف نادمة عما حدث ..

• • • •

كان ينظر لتعابير وجهها الحانقة ، و كأنها تحمل هموم الدنى على كاهليها ، حاوط كتفيها قائلاً :
- متبستطوش ؟!

نفت بوجهها بقوة لتسند رأسها على صدره لقُصر قامتها ، تشبثت بقميصن الأسود ، و نوعاً ما تسلل الأطمئان لقلبها عندما أشتمت رائحة عطرة القوية كمن يضعها ، أغمضت عيناها بإسترخاء عندما تغلغلت أنامله لتنزع حجابها ، أنسابت خصلاتها على ظهرها لتتغلغل أنامله و هو يحركها بفروة رأسها قائلاً بصوتٍ أجش :
- أيه اللي حصل ؟!

لن تقول ، إذا علِم لن يترك "زين" إلى جثة هامدة ، رفعت رأسها لتقول بنبرة واهنة :
- رعد عايزاك تكلم حلا لو سمحت و متزعلش منها ..

أعاد رأسها لصدره مجدداً و لم يتحدث ، صمتت هي أيضاً دقيقتين و لكنها عادت لتقول :
- رعد لو سمحت ..

- ملكيش دعوة أنتِ بالموضوع دة ، متدخليش ..

أحتقن وجهها من كلماته التي أتعبرتها إهانه لها ، أنتزعت نفسها من أحضانه لتنظر له قائلة بوجوم :
- يعني أيه متدخلش ؟!! لما ألاقيك بتعمل حاجة غلط لازم أقولك ..

لم تتغير أنظاره ، ظل هادئاً و هو يحاوط وجهها بائلة بنبرة رغماً عنها دبت الرعب في روحها :
- أنا مش صغير و عارف بعمل أيه ياتوليب ، حاسبي على كلامك !!

أنتِ أدماني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن