أطبقت بكفيها على بعضهما ، ثم وضعتهما أسفل رأسها ، منذ خروج "رعد" و "توليب" التي ترددت كثيراً في ترك "حلا" بمفردها والذهاب لزيارة أهلها ،حتى أنها ظلت تترجى "حلا" للذهاب معهم إلا أن "حلا" رفضت رفضاً قاطعاً متحججة بإحتياجتها بالجلوس بمفردها ، تركتها "توليب" على راحتها لتذهب مع "رعد" إلى أهلها ، منذ ذلك الوقت والأخيرة تجاهد كي تنام متكورة على فراش غرفتها التي حقاً حقاً إشتاقت لها و لدفئها ، منعت بصعوبة أنسياب عبراتها عازمة على تلَّبُس القوة ، أغمضت عيناها ليغلبها سلطان النوم ..
خمس دقائق ..فقط أخذت قسطٍ من النوم لا يتعدى الخمس دقائق ، أفاقت على أنامل خشِنة تعرفها حق المعرفة ، كادت مقلتيها أن تخرجا من محلها لتشهق بقوة و هي تنتفض من على الفراش ، وجدته بالفعل واثب أمامها بهدوءٍ وعيناه تُفيض شوقاً ، شرست ملامحها لتجأر به :
- أنت دخلت هنا ازاي ؟!! أطلع برا ..عقد كفيه خلف ظهره لتتحرك قدميه ببطئ و عيناه تجول بغرفتها ذات الطبع الأنثوي قائلاً :
- أوضتك حلوة أوي .. زي صاحبتها ..!!!!أنتفخت أوداجها لتصرخ به مشيرة صوب باب الغرفة :
- أنت مبتفهمش بقولك اطلع برا اوضتي بقا ..هي حتى لا تعلم من أين أتت بتلك القوة ، ظهوره أمامها تلقائياً أشعل صدرها ، رأت يخرج لُفافة تبغ من العُلبة ليشعلها بقداحته الأنيقة ، بينما هي كتفت ذراعيها بنفاذ صبر ، نظر لها بعينان ضيقة ليردف بجدية :
- مش خارج من غيرك ، عيطي بقا صرخي كسري أعملي اللي تعمليه أنا مش هخرج غير و أنتِ ف حُضني و بطلي زن ..!!!فرغت شفتيها بصدمة لتضرب الفراش بقدميها مما أشعرها ببعض الألم لكنها أستطردت بحدة :
- يعني أيه يعني ها ؟ تحب أتصلك بـ رعد دلوقتي و ييجي يطلَّعك بالعافية ..أُظلمت عيناه لينهض ممسكاً بسيجارته بين أصبعيه ، أبعدها عن وجهها و هو يقول مثبتاً عيناه على عيناه و هو يردف بصوت أجش :
- تحبي أنا أعرَّفك مين زين القناوي ؟!!!أبتسمت بسُخرية لتقول :
- لاء متقلقش بقيت أعرفك كويس يا زين ..أكملت بـ نبرة قوية و مقلتيّ فارغتان :
- و ورقتي توصلي فـ أقرب وقت ..أبتسم بإصفرار ، تلك القطة الشرسة التي أمامه تجعله يكاد ينفجر ، هو إنفجر و لكن بطريقة أخرى عندما ضحك بقوة حتى دمعت عيناه ، جذبها من مرفقها لتشهق هي عندما أرتطمت بصدرة العريض و هو يقول بنبرة مظلمة :
- هو أنتِ فاكرة أني ممكن أطلقك ؟!!!كان يضغط بقوة على مرفقها مما جعلها تلتقط العصير الموضوع على الكومود مما جعلها تشكر "توليب" بداخلها ، و بحركة سريعة كانت تلقيه بوجهه بقوة ، حدقت بتخشُب جسده بقوة لتجحظ بعيناها و هي تبتعد عنه متفادة بطشه ، تكورت في ركنٍ بعيداً عنه قليلاً بالغرفة و هي تضع كِلتا كفيها على وجهها تخفيه كالأطفال ، تعلم أن نظراته الأن تكاد تخترقها فقد سمِعت أصوات زفيره ، يبدو و كأنه سيقتلع رأسها عن جسدها ..