الفصل الرابع والعشرون

724 19 1
                                    

صوته ! .. صدح صوته بأذنها أكثر من مرة .. أنتفضت من على الأرضية لتهرول للخارج بإندفاع ..


وجدتهه واثب صدره يعلو و يهبط والغضب سيطر على ملامحه .. عيناه متوقدة كجمرتين بينما صوته يصدح بالأرجاء .. أطلقت شهقة عالية وكأنها وجدت منقذها .. و بإندفاع هرولت نحوه لتتشبث بعنقه بكلتا يداها و هي تبكي بعنف .. للحظة تصلب جسد "قُصي" .. تجمدت أطرافه بالكامل و هو يراها ترتمي بجسدها الصغير بأحضانه هكذا ، أشتعل صدره من أن يكون فعل لها شئ هي أيضاً ، و من دون أن يلف يداه على خصرها أخرجها و هو يهدر بها ممسكاً بكتفيها :
- عملك حاجة هو كمان الحيوان دة ؟!!

هزت رأسها بالنفي بعينين أمتلئتان بالدموع .. بينما زفر "قُصي" براحة ليردف بحدة و عيناه لا تبشران بخير .. :
- على أوضتك ..

نفت مجدداً برأسها و هي تقول بنشيج :
- لاء .. مش عايزة أقعد هنا ..

شعر لوهلة أنها طفلة لا تريد الذهاب للمدرسة ،  بينما ظهر "رعد" ساخراً و هو يضع يداه بجيبه قائلاً بسُخرية :
- وطي صوتك شوية .. مبحبش الصوت العالي !!

أشاح "قُصي" بنظراته عن "حلا" لينظر إلى "رعد" ، و بلحظةٍ كان يقف أمامه و هو يُلكمه بصدغه بعنف .. لكمة جعلت وجهه يلتف للجهة الأخرى ..

صُدمت "حلا" مما فعله بـ "رعد" ، و لكنها شهقت بحدة عندما ردَّ "رعد" إلى "قُصي" لكمة مؤلمة ..

ونشب الصراع بينهما وسط لكمات من هذا ومن ذلك .. خرجت "توليب" من الغرفة بجسدٍ مُرتجف تحدق بالأثنين بعدم أستيعاب بينما "ألهام" تقف بجانبها و هي تصرخ بأبنها أن يكف .. وسط صراخ "حلا" بإسم "قُصي" ..

شعرت "توليب" أنها غريبة هُنا .. شعرت و كأنها لا تنتمي لهذا العالم ..

وضعت يداها على رأسها و هي تشعر بإشتداد الصداع بها .. صرخت بحدة أن يكفوا عن ذلك الصراخ الذي تليه أشياء تذكرتها .. و بلحظةٍ أسودت الرؤية أمام عيناها .. و لم تسمع بعدها سوى صراخ "رعد" بإسمها .. و أنتهى كل شئ ...

• • • •

و بين تلك الضربات الخفيفة التي تضرب وجنتيها .. أفاقت .. أفاقت و أخيراً .. و كأنها كانت مغيبة عن الوعي طوال حياتها هُنا .. غمغمت و هي تفيق .. وجدت "رعد" عيناه تشعان قلقاً و هو يربت على خصلاتها .. ضرب الهواء البارد وجنتيها و كأنه يصفعها .. أرتجف قلبها و هي تتذكر كل شئ .. كل شئ دوِن في ذاكرتها .. بدايةً من فقدانها للذاكرة ولطفلها إلى الأن .. أصبحت الأن واعية لكل شئ يحدث حولها .. أنتفضت ناهضة و هي تنظر لحالتها الرثة ، كتفيها الأسمر المكدوم .. ألم شديد بجسدها بأكمله .. ألم أشد بقلبها ..

أنتِ أدماني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن