الفصل السادس

965 29 2
                                    

يقف "رعد" بشموخ يحدق في " توليب "
بنظرات تشبه نظرات الصقر ، اما " توليب "
تقف ضامة ذرايعها امام صدرها بشرود في
الفراغ ، هتف "رعد" بخشونة :
- أنا للأسف مضطر اتجوزك .. مش عشان
سواد عيونك لمصلحتي أنا و أنتِ لو الصحافة
عرفت هتبقى مشكلة ف هتعالج عندك في
البيت ..

لم تستمع له مطلقـاً كل ما يشغل عقلها هو
شخص واحد فقط ، شخص إذا كان على
قيد الحياة كان لم يسمح لهذا ان يحدث أبداً
و لكن ليس كل ما يتمناه المرء يحصل عليه
للأسف ، ليته كان بجانبها الأن ، تعجب "رعد"
من صمتها المفاجئ ليطقطق بأصابعه أمام
عيناها ، خرجت من شرودها تنظر له
بتساؤل :
- ها ؟ بتقول ايه ؟

تنهد بعمق ليشرد لحظة ثم نظر لها مجدداً
و لكن تلك المرة بخبث مقرباً وجهه من
وجهها يتلاعب بأعصابها :
- بقولك هنتجـوز !
أبعدت وجهها بإشمئزاز لتتركه مغادرة الغرفة
بأكملها ، ظهرت لمعة تسلية في عيناه ليقول
بنبرة ماكرة ورائها الكثير :
- شكلنا هنتسلى اوي !

خطى "رعد" نحو الكومود الموجود بجانب
ذلك الفراش ليخرج مسحوق المخدرات ينظر
له بتلذذ ليفرغ ما بداخله على الكومود
يشتّمه بإستمتاع و هو يتذكر كيف أحضره ..

Flashback ~

يعتصر رأسه يفكر كيف سيحضره بدون أن
يعلم أحد ، طُرق الباب لتدلف ممرضة ما
تلوك " لبانة " في فمها شعرها أصفر مصبوغ
تطالع "رعد" بإعجاب ، نظر لها "رعد" و قد
وجد كيف و من ستحضر تلك المخدرات ،
أقترب من تلك الممرضة و عيناه حمراوتين
يقول و هو يلهث :
- أسمعي يا بت أنتِ هديكي عنوان تروحي
هناك تسألي على واحد تحبيلي منه حاجه
معينة ..

أدخل يداه بـ جيب بنطاله ليخرج رزمة من
المال يمد يديه بها ، أخذت الممرضة المال
بعينان جائعة تلمع من الجشع ، سارت لمعة
أنتصار في عيناه ليقول بتحذير :
- لو حد عرف اني بعتك تجيبي اللي عايزه
مش هخليكي تعيشي اليوم اللي بعده ، ده
نص المبلغ و لما تجيبي اللي متفقين عليه
هديكي الباقي ..

اومأت قائلة بخفوت :
- متقلقش يا بيه أنا مش هقول حاجه لحد ..
و كل ما تعوز الحاجات دي قولي بس ..

End of flashback ~

انتهى "رعد" مما كان يفعله ليمسح الكومود
حتى لا يترك أثر للمسحوق أبداً ، سارت
المخدرات في جسده بالبكئ كالسم الذي
ينتشر في خلايا جسده ، جلس على الفراش
وهو يشعر بدقات قلبه تعود لطبعيتها ، دلفت
" توليب " تنظر له بجمود و هي تنطق بنبرة
باردة :
- أمتى ؟

عقد حاجبيه بتساؤل :
- هو ايه اللي امتى ؟

- الجواز .. جوازنا أمتى ؟

ظهرت شبه أبتسامة جذابة على ثغره لينهض
مقترباً منها و هي تبتعد تحدق بالأرض :
- ممم دلوقتي مثلاً ..!

أنتِ أدماني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن