- و حياة أغلى حاجة عندك يا حلا متقوليلهوش ..
هتفت بها "توليب" و هي متشبثة بكفي "حلا" و عيناها الدامعة تقطر رجاءً .. لان قلب "حلا" و هي تربت على كفي "توليب" الممسكة بكفيها لتردف بتردد مشفق :
- يا توليب مش .. مش هقدر أخبي عن رعد انك حامل .. عشان خاطري سبيني أقوله .. يمكن ده يحسن منش وضعكوا وتبطلوا خناقأصدرت "توليب" حركات نافية هيستيرية برأسها تليها شهقات متتالية بإنتفاضة جسد تمكن من الألم .. حتى أصبح يستوطنه ! ، بينما "حلا" التي كادت أن تدمع عيناها و هي تراها بتلك الحالة لتردف بصوتٍ مهزوزٍ :
- خلاص ..عشان خاطري بطلي عياط .. مش هقوله خلاص عشان خاطري أهدي ..• • • •
لم تتركها "حلا" طوال الليل .. ظلت بجانبها حتى هدأت "توليب" وراحت في سُباتٍ عميق ، بينما "حلا" حقاً مشفقة عليها ، فـ بعد هروب "رعد" - كالعادة - إزدادت حالتها سوءاً ، حتى أغشى عليها من كثرة البكاء لتجلب "حلا" الطبيب دون عِلم "رعد" الذي غاب طوال الليل وحده الله يعلم أين هو .. لم تهاتفه عما حدث بزوجته رغبةً من "توليب" ، وبينما الطبيب يفجر قنبلة بوجههما عندما قال بإبتسامة لزجة :
- مبروك يا مدام انتِ حامل !!ثم أكمل ببعض النصائح :
بس حضرتك لازم تاخدي بالك من صحتك ، أي حزن زياد ممكن لا قدر الله يُجهض الجنين ..كان هذا بمثابة فجعة لـ "توليب" ! فـ كانت تتذكر كيف أراد "رعد" أن يجعلها تأخذ عقاقير منع الحمل لتزداد رجفتها أكثر و كأن أفعى لسعتُها ليصبح دمها السام .. يأخذ مجراه بأوردتها ..!!!
• • • •
في اليوم التالي ، لم يكن أقل حزناً من السابق ، بل إزداد حزناً ..!
لم يأتي "رعد" .. ولم يتصل حتى ليطمأن عليها ، وبأي عين سيتصل ؟
و "توليب" .. تلك التي كل دقيقة تمر عليها تزداد حالتها سوءاً ، تلعن ذلك الإحساس الذي يجعلها تقلق عليه .. لِم لم يخرج من عقلها أو .. قلبها !
هو لم يقدم لها سوى الحزن والمشقة .. ، بينما هي ؟ هي حمقاء لأنها لازالت .. تعشقه .. بجنون !
• • • •و أخذت تتوالى الأيام بروتينية مملة ، تشعرك بالأختناق ! و "رعد" لم يعود .. و كأنه يعذبها فوق عذابها ..
و في اليوم الثالث من غياب "رعد" و أزدياد حالة "توليب" سوءاً ، و تحديداً عندما دقت الساعة الرابعة فجراً ، دس "رعد" المفتاح في باب القصر ليفتحه بتمهل و أغلقة بالمثل ..
و لم تكن حالته أقل سوءاً من "توليب" ، مقلتيه القاسيتان كانت على العكس تتفجرا شوق وعشق جارف يمزق قلبه بقسوة .. ، صعد الدرجات برشاقة و هو يثتنى ذراعيه الموضوع عليها حلة بذلته الكحلية القاتمة ، بينما على ملامحه إنهاك لم يعهده ، خطى ناحية غرفتها ليمسك بمقبض الباب و هو يلفه بهدوء شديد ، ولج للغرفة بأنوارها المغلقة وذلك الظلام الكاحل ليشعل نور هادئ للغاية ليراها ، سرى بجسده قشعريرة إشتياق ليقترب و هو يراها تنام كالجنين و خصلاتها التي بات يعشقها حرفياً تتوسد الوسادة بجانبها ، تمنى لو يرسمها الأن ، أخرج هاتفه من جيب بنطاله ليدون كلمة المرور والتي كانت عبارة ببساطة عن أسمها .. ثم فتح الكاميرا ليأخذ لها صورة و هو يحدجها بعشق .. وضع الهاتف على الكومود بجانب الفراش ثم رمى بحلته على الأريكة ليستلقى بنصف جلسة جوارها و هو يحدق بها بعينان ألتمعت بالعبرات المتحجرة بعيناه تأبى النزول ، أرجع غرة عجرية كانت ساقطة على وجهها برقة شديدة ليضع يده عند أذنها سانداً رأسه بيداه و هو يتأملها .. و كأنها إحدى اللوحات لفنان مشهور ، تأملها من رأسها إلى أخمص قدميها ، وجدها ترتدي قميص يصل لمنتصف فخذيها مرسوم عليه إحدى رسومات أميرات ديزني باللون الوردي (كت) تاركاً ذراعيها وقدميها السمراويتين كالشوكولا اللذيذة ظاهران للعنان ، أغمض عيناه يحاول أن يتحكم بنفسه من ذلك المظهر الذي يجعله يفعل أشياء لن تعجبها ، تألمت ذراعه من تلك الوضعية الغير مريحة أطلاقاً ، نزع حذائه اللامع ثم سند رأسه على الوسادة بجانبها ليجذب رأسها وهو يضعها على صدره برفق ثم قبض على خصرها برقة ولكنه سمع تآوه بسيط منها و أنعقاد حاجبيها بتألم ، قطب حاجبيه بغرابه عن سبب تالمها ذاك ، نهض برفق حتى لا يصحوها ثم رفع القميص الخفيف عن جسدها حتى خصرها الرفيع ، تقلصت ملامحة و هو يرى كدمة زرقاء على خصرها ليغمض عيناه و هو يلعن غباءه ، تمنى حقاً لو كانت يده قُطعت .. ، حمد الله أن نومها ثقيل فإذا نهضت ورأته على تلك الحالة بالتأكيد لن يمر اليوم مرور الكرام ، أخذ مرهم للجروح والكدمات ثم نظر لخصرها المكدوم بندم ، مال بثغره نحوه ليلثمه برقة شديدة ، جلس ثم أخذ يضع المرهم على خصرها بواسطة يده يفركه برقة شديدة حذراً أن لا تصحو ، أنتهى من معالجة خصرها ثم أنزل القميص مجدداً و هو يلعن ويسب نفسه بهمس خافت ، نهض ليفك أزرار قميصه و هو يقذف به على الأرض ف هو بات يختنق من كل شئ حوله ، مارس تمارين الضغط أكثر من مائة مرة .. وكأنه يعاقب نفسه .. بينما "توليب" أخذت تفرك عيناها و هي تتلوى بقلق عندما شعرت بحركة غير طبيعية بالغرفة ، فتحت جفنيها ببطئ لترى "رعد" يمارس الضغط وصدره يعلو و يهبط بإهتياج و العرق يتصبب من جبينه بينما عروق يده السمراء بارزة بشدة و كأنها ستنفجر و عروق عنقه بالمثل ، شهقت بحدة لتنتفض من الفراش و هي تحدق بحدة ، نظر لها "رعد" بعينان حمراويتين بقسوة و لكنها لانت قليلاً عندما حدق بهيئتها المرتعبة ، نهض ثم توجه ناحية الثلاجة الصغيرة الموضوعة بركنِ ما بالغرفة ثم أخذ زجاجة مياه ليفرغ ما بها على وجهه وجزءه العلوي العاري ، كانت المياه باردة للغاية و لكنه لم يهتم ، فـ تلك النيران المندلعة بداخله طغت على أي شعور ببرود يختلجه ، بينما "توليب" ترميه بنظرات حادة ، أردفت "توليب" بحدة :
- أنت أيه اللي جيبك أوضتي ها ؟ أطلع برا مش عايزة أشوف وشك ..!