الفصل الثالث و الثلاثون و الأخـيــر

1.3K 33 3
                                    

لا أستطيع منع وقوعي المُستمر بك.💙 "مقتبس"

طوق خصرها بقوة مقرباً إياها من صدره ، أسند جبينه على رأسها مشدداً على معانقتها ، كان ظهرها مقابلاً لصدره آخذين بذلك الجمال البديع الذي أمامهم ، يستطيعون مشاهدة أنوار المدينة و السيارات التي تركض كما لو أنها تسابق الرياح ، رغم علو الوادي الجالسين به إلا أن روعتها تُبدد أي خوف بقلبك ، و رغم برودة الطقس و الهواء الذي يضربهما إلا أن أحتضانه لها أشعرها بدفءٍ ليس له مثيل ، غمس "زين" وجهه بخصلاتها يستنشق عبقها الفاتن ، لو كان بـ يده لكان ظل هكذا دون تحرك ، لكان أمضى حياته بقربها هكذا و هي تتوسد صدره ، و لن يمل ..


سارت قشعريرة بجسدها و أنفاسه تضرب عنقها من الخلف ، تكورت أكثر على نفسها و هي تدفن ظهرها بصدره اكثر قابضة على ذراعيه الملتفتين حول خصرها ..

راقبت ظهور قرص الشمس المتوهج و هو يسطع بخجلٍ ، أشرق وجهها بأبتسامة جميلة و هي تمد سبابتها مشيرة على قرص الشمس قائلة بطفولية فَرِحة :
- زين بُص الشمس بتطلع ..

لم يبدو أنه سمعها ، كان يدفن وجهها بخصلاتها مسحوراً برائحتها المميزة الممزوجة برائحة طفولية بريئة ، قطبت "حلا" حاجبيها بغرابة و هي تغمغم بتساؤل :
- زيـــ ..

بتر غمغمتها و هو يشدد على أحتضانها هامساً بـ ولهان :
- ششش ...

دفنها بصدره أكثر حتى بدت ضئيلة جداً مقارنةٍ بجسده الضخم ،الضخم جداً حقيقةً ~

صمتت مطالعة المنظر امامها بإبتسامة حالمة ..

• • • •

لم يبقى لي شخصٍ معي .. حتى هو ذهب و لن يعود ، هي تعلم أنه لن يُضحي بشئٍ و لو صغير لأجلها ، من الممكن أنه يحبها و لكنه أناني لا يعبء سوى لنفسه ، أنسابت الدموع الحارة على وجنتيها ، تشبثت بـ وسادتها بقوة كأنها طوق نجاتها ، أخذت تأن بألمٍ كما لو أن أحد ممسك بسكين و يُمزق قلبها بلا رحمة ، كما لو أن أحدٍ ممسكاً بعنقها ، هدير أنفاسها يكاد يصم أذنها ، لم تنام منذ البارحة حتى أنتفخت عيناها من كثرة البكاء و بدا الإرهاق مهلكاً لملامح وجهها ، الكزن يزحف على ملامحها ببطءٍ قاصداً إيذاءها ..

صدح رنين الهاتف لتلتقطه "توليب" ، حدقت بـ رقمه المتلألئ على شاشة الهاتف ، أعتدلت بجلستها سريعاً كما لو أنها تسابق الريح ، ضغطت على زر الإجابة و هي تضعه على أذنها ، ساد الصمت لثوانٍ قطعه هو بصوته الأجش :
- حبيبتي ..!!!!

أنفجرت بالبكاء واضعه الهاتف على وضع الصامت ، لم تستطع تمالك دموعها و هي تسمع صوته ، منذ البارحة فقط لم تراه إذاً لما تشعر أنها سنة ؟!!

أنتِ أدماني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن