منذ ذلك اليوم و هي هكذا .. لا تأكل إلا
بعض لقيمات لا تذكر .. لا تتحدث مع أحد
نهائي ، منعزلة في غرفتها و دائماً تجلس
مقربة قدميها من صدرها وواضعة رأسها
على ركبتيها في ركن منعزل عن باقي
الغرفة كحالتها تماماً"رعد" يحاول جاهداً التحدث معها و سؤاله
عن من ذلك الرجل و لمَ منذ رؤيتها له
و هي هكذا ؟ و لكن دائماً إجابتها كانت
الصمت ..!كانت جالسة كعادتها في ذلك الركن البغيض
ليدلف "رعد" بهمجية صافعاً الباب بالحائط
المجاور لهلم تنظر له حتى و ظلت شاردة كأنها في
عالم أخر ..أمسكها من ذرعيه بعنف ليجعلها تنهض
صارخاً بها و عيناه تشتعل :
- هاتي المخدرات .. هي فـيـن !لم تنظر له أيضاً و ربما أنها حتى لم تسمعه
.. ظلت كما هي جسد ذهبت من الروحو من دون مقدمات أرتفعت أيدي "رعد"
لتهوى على و جنتيها بقسوة لم تعاهادها من
قبل ..سقطت " توليب" على الأرض من شدة
الصفعة لتشهق بحدة و هي و لأول مرة
يصفعها أحد بتلك الطريقة ، رأت شخص
آخر غير "رعد" الذي تعتاد عليه ، مقلتيه
حمراواتان و كأن بركة دماء تسبح بهما ..نهضت بقوة لتمسكه من تلابيبه قائلة
برجاء فهي تعلم تلك الحالة الهيستيرية
و لكن و لأول مرة يصفعها أحد لتمتم
بخفوت و هي تحاول التماسك بأقصى
قوتها :
- أهدى يا "رعد" أنت مش في وعيك أنت
كنت كويس أيه الي حصل !و كأن عيناه ربطت بقماشة سوداء كاحله ..
صفعها مرة اخرى عدة صفعات متتالية
لتسقط و هي تصرخ بنحيب و كأن أحبالها
الصوتية أنقعت ..!نظر لها نظرة تعلمها جيداً .. تلك النظرة التي
تجعلها تشعر أنها عارية لا يسترها شئ ..
أقترب بوجهه لوجهها الذاعر لتزحف هي
على الأرض مبتعدة عنه ، أمسكها من
قدميها يقربها له مجدداً لتصرخ بحرقة
دوت في القصره و هزت الحوائطصفعها مجدداً لتكف عن صراخها المدوي
.. كاد أت يقبلها لتصفعه هي بقوة و من ثم
ضربت ركبتيها في بطنه لتستغل صراخه
لتهب كالفاريسة الهاربة من الأسد المتعطش
للفتك بها ..هرولت تجر في قدمها بسبب ذلك الضرب
الشديد الذي تعرضت له ، دلفت لغرفة تشبه
غرفة الخدم لتغلق الباب عليها بالمفتاح