part 9.

340 32 8
                                    

اندفعت للداخل حتى وقعت عيناي على ياسر، تمنيت لو أن لي القدرة لأخذ روحه الآن عوضًا عن روح مازن فلربما يُشفى غليلي، كانت نبرات صوته تعلو بالسب و التهديد لأحمد إذا لم يتركني، وددت لو أن أخبرته أن يكف عن التظاهر بالخوف علي أو التظاهر بحبي، لو كان يحبني حقا لتركني و شأني، أو أقل ما يقال تركني دون أن يؤذيني في الإنسان الوحيد الذي أحببته، يتظاهر الآن بحبي و خوفه علي و بينما في الجانب الأخر قد فعل كل شيء يؤذيني، يتظاهر بحبي بينما كنت أرى نظرة الانتصار في عينيه عندما يحدث لي شيء سيء و كأنه يفرح برؤيتي منكسرة، لا أستطيع أن أرى سوى أنه حقير ذو وجهين.
أظهرت نظرات الضعف في عيني كي لا يشعر بشيء، بارعة أنا في إظهار عكس ما في قلبي دائما، ربما لو لم أكن كذلك لما استطعت العيش مع هؤلاء المنافقين والبقاء حية حتى الآن.
جرت الأمور كما خطط لها بالفعل، انفعال ياسر كان لا يشير سوى بأنه صدق ما رآه، ونظرات عيناي الكاذبة كانت توحي بخوفي جعلته يثور أكثر، استمر فيما يقوله حتى أخرج أحمد مسدسه ثم وجه فوهته نحو رأس ياسر فعم الصمت المكان بعدما كانت نبرته تعلو السب منذ ثواني.
مرت لحظات من الصمت، وقد اصفر وجه ياسر لكنه رغم ذلك حاول أن يظهر نفسه غير مباليا فقال:
- أنت مفكر أنك هتخوفني؟ أنت عمرك ما هتقدر تقتلني.
لم يتركه أحمد ينهي كلمته، أطلق ثلاث رصاصات متتالية بجانب ياسر كانوا كافيين لجعل جسده يرتجف، بينما كان البرود ظاهرا على وجه أحمد عندما استدار موجها نظره لي ثم قال موجها كلامه لياسر وبدأ بتهديد ياسر بقتلي إن لم يتكلم، ما إن أنهى أحمد كلمته حتى انفعل ياسر واستمر تهديده لأحمد بأنه عندما يخرج من هنا لن يتركه حيا!
استمر أحمد في التظاهر بلا مبالاة ثم بدأ في عرض مطلبه مرة أخرى على ياسر، إما أن يجيب ياسر عن كل الأسئلة التي سيطرحها أحمد وإما أن يقتلني، وبالفعل اقترب مني ثم وضع فوهة المسدس على رأسي، بدأت في التظاهر بالخوف وأنا أرجو ياسر أن يتكلم ربما يتحرك شيئا ما به ويوافق على التكلم، لكنه على عكس ذلك أبى أن يقول أي شيء!
- عندك أهي اقتلها.
كان ذلك هو رده! قبل أن يتم قتلي عوضا عن أن يتكلم، لم أصدم كثيرا به، فقد صدمت كثيرا حتى أصبحت لا أبالي الآن.
اقترب مني أحمد مواليا ظهره لياسر ثم حقنني بمادة من دون أن يراه، ولا أذكر شيئا سوى أنني فقدت وعيي في الحال وكان آخر شيء سمعته هو صوت طلق ناري أطلقه أحمد ليلجأ للخطة الأخيرة وهو أن يُشبه لياسر قتلي فلربما يخاف ويتكلم.

و ما خفي كان اعظمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن