البارت الخامس عشر .
حوارات كثيرة، وأنا تغلبني "كلمة ليِّنة" أهزم بسببها مرارة الأيام، أودع التخبّط اليوم، وأستقبله بعد غدٍ بوله جديد، حياة. تعرف كيف تلهو بنا وتسخر.
---------
كانت جالسه على الشباك تتأمل قطرات المطر.. تبتسم براحه تبي كل يوم يمطر عشآن تنغسل همومها ! في هالايام اللي ماسمعت صوته ولا شافته فيها صابتهآ راحه نفسيه أشتاقت لها من زمان تأقلمت على الوضع مع رغد صارت قريبه لهآ ولأول مرة بعد هالفتر ّه تحس بأنتماء بسيط.. ولكن حتى لو ارتاحت , حـاولت تنسى وتفتح بحياتها صفحهّ جديده.. يجي لها دفتر ذكرياتها من وراها , ودفـتر ينتظر تخط مستقبلها وتخطط له
ماراح أضل معلقه بين السماء والارض
دخلت عليها رغد اللي ماسكه بيدها صينية حلا " اممم سما شوفي سويته لك امس قلتي مشتهيته
ابتسمت سما بحب لها البنت اللي تعرفت عليها قبل شهر ولاكن كانها عشرة عمر " ياعمري ليه تعبتي نفسك
رغد نزلت الصينيه ع الطاوله وصكت الشباك " يوههه برد كيف فاتحه الشباك تكفين ماابي تتعبين من اول شهرين حمل
سما مسكت بطنها بحزن وكان رغد ذكرتها " احزن علي وعلىً طفلي
رغد حضنتها وحطت راسها ع كتف سما " لاتحزني ماتدرين وش المكتوب انتي تقدرين تتحملين كل ذي
سما بصياح " سويت كل مابوسعي ولكن احيانآ يكون كل مابوسع المرء غير كافي
رغد " تدرين تمر لحظات على الانسان يتوقف عن الحديث حتى مع نفسه يعيش بصمت كامل بدون كلام او حتى فكرة او شعور
سما تمسح دموعها " وش بيصير فيني اذ مسكني فهد بيقتلني انا واللي ببطني
رغد تنهدة بحزن " في مره قرأت اقتباس واقعيته مؤلمة تقول اياك وان تخاف شيئا قبل حدوثه لاتتخيل اصرف فكرك وخوفك عن الغيبات فهي في علم الله واعلم ان البلاء اذ نزل على العبد ينزل معه اللطف فاء تصورت البلاء قبل يقع فقد استقبلت البلاء بدون لطف واهلكت روحك ويلا امسحي دموعك خلينا نخرج نكتشف باريس
----
(يوم ملكة كيان و سعد )
----
واقفه قدام المرايا وتناظر بجسمهآ المرسوم على الفستان الاسود.. لبست هاللون عشان أوهم الناس بثقتي وغروري.. وانا كلي من داخلي مكسوره خذت لها نفس عميق وهي تشوف هيام تناديهاّ
هيام : كيان يالله سعد ينتظرك
التفتت لها بصدمه : سعد ؟
هيام تبتسم : أيـه ! راح ينزل فيك لأهله ثم يطلع , قـومي يالله
كيان بارتباك : لا لا لا قوليله يروح ماراح انزل معـه ماله داعي هالحركات
هيام بعصبيه : اقول قومممي انا اخطط لكل شىء واخرتها تقولين له ماله داعي امشي سرعه
عضت شفايفها بقهر حست بنفضه بجسمها يوم لمحت هيبته بالثوب الابيض اللي مبين عضلاتهّ ورزته بالشماغ وطولـه من ورا هيام اللي تبتسم : جابك الله خذها بنفسك مو راضيه تجي راحت هيام وتركت سعد اللي طاحت عينه عليهآ أنصدم من جمالهاّ يعرف انها جميله لكن من يوم ما أخذها ماقد شافهآ مبرزه أنوثتها هالكثر .. ركز عيونه في عيونها الوسعه المكحلهّ حس أنه يغرق فيهآ , عيونها اللي ياما شاف حدتها والغضب اللي بداخلها عيونها اللي فنتنته وكذب أعجابه فيها من يوم ولحظات القاا
حست فيه ياكلها بعيونهّ نزلت راسها بأحراج من نظراته المتفحصهّ سمعت صوته المبحوح ورفعت راسهآشافته يمد يده لها وهو يناظرها. . سمعت صوته الهادي وهو يطلبها : خلينا ننسى الليله بس .. عطيني يدك وأسمحي لّي
تبـي تقولة أيـه حتى لو كنت تحبني مستحيل انسى اللي سسويتوه ب اختي مدت يدها وشد عليهآ وهو يبتسم جرها بسرعه وضمهآ على صدرهّ توسعت عيونها بصدمه وزادت دقات قلبها وهي تسمعه يقرآ عليها الاذكار ويقبل راسهاَ زادت صدمتهآ بحركتهّ وشدها له أكثر وهو مغمض عيونه
أنفتح الباب عليهم وسمعو ضحكات البنات المستانسات غرام بضحك : ياعمي ضمها بعدين لاحقين على هالحركات
ماتركها على كثر ما انحرجت وحاولت تبعد عنه ضمها اكثر..
تمــت الملكـه '
---
بشوارع باريس ..
كانت تتمشى مع رغد اللي تسولف لها عن الاماكن اللي هنا" بنت جعت شرايك نروح ناكل ؟
سما " ايي وانا بعد
دخلو مطعم للوجبات السريعه واخذو اكلهم وطلعو يجلسون ع الطاولات الخارجيه
رغد بين ماهي تسولف مع سما انصدمت من الشخص اللي جلس بجانبهم
سما بعصبيه " هيي سلامات جالس جنبنا ؟
ابتسم بااعجاب من شكلها المعصب واللطيف " افا يا رغد ماعرفتيني ؟
سما " رغد منو ذا بعد واضح خليجي
رغد " هاذ ماجد اخوي ب الرضاعه هههههههههههههههههه امبيه وش تسوي هنا ؟
ماجد " السؤال موجه لكم انا جاي ادرس وانتي ؟
رغد بحماس " انا جيت اكمل دراسه واما صديقتي جايه معي
سما مستحيه حيل منه لانها عصبت عليه " اعتذر لاني ب البدايه عصبت عليك
رغد ضحكت" هيي بنت وشو تعتذرين حصل خير
ماجد طلع من جيبه سيجاره وحطها بفمه ورفع
الولاعه بيَد وغطاها بيده الثانيه عن الهواء لين شغل سيجارته وزفر الدخان
وقال بهدوء : ايه رغد صديقتك وش ترجع ؟
دانه رفعت حاجب وتّكتفت من تجاهله لااعتذارها
رغد " واضح من لهجتها وش ترجع سعوديه !!
ابتسم بااعجاب من نظراتها الحاده له واللي عرف من داخلها انها مقهوره منه نظر فيها شعرها الاشقر يتطاير مع الهواء وخدودها وخشمها محمرين من البرد ويدها اللي ترجف
رغد بصراخ" هيييي شفيك اكلت البنت بنظراتك
سما تناظر الساعه " بنت خلينا نرجع خلاص تجمدت
من البرد
ماجد بضحك " افا ماتنتظروني اعزمكم ع قهوة ؟
رغد "ودي بس جميلتي سما مريضه شوي خلها بعدين
ماجد وقف ومد يده لسما " تشرفنا يا سما
سما نظرة له ماحبت تكسر بخاطره وصافحت يده
-------
بغرفة غرام جالسه ترتب دولابها وبين ماهي ترتب صاح خاتم من بين الملابس شالته " هاذ شجابه هنا ؟
نظرت له وهي تحاول تتذكر وين شافته " هاذ خاتم رعد بس شيسوي عندي ؟
خذته وقطته ب الزباله وهي تحاول تنسى اي شي يتعلق فيه ويسبب لها حزن وقمته تذكرت وعده لها
دخلت عليها صبا " اممم وش تسوين
غرام " ابد ولله قاعدهً ارتب ملابسي تدرين حوستها امس وانا اجهز لملكة كيان
صبا تربعت ع الارض " احس اننا بدينا ننقص دحين كيان بتروح عرسها بعد كم شهر و مين يبقى هيام وانا وانتي وغرور ومين يدري من بيروح بعد !!
غرام ضحكت " لاتكوني متضايقه عشان كذا
صبا " ايه
غرام " كيان رايحه تاخذ حق اختها وترجع لنا واما انا اضمن لك اني جالسه معكم ولا بخلي وحده فينا تروح اي مكان
صبا بضحك " ياربي احبك تصبريني دايم
----
لجين جالسه ب سريرها اللي ماصارت تغادره السجن مكان موحش جدآ ومتعب
نقص وزنها كثيرااا وجهها صار شاحب متعب مرهق
الهالات السوده تحت عينها زادت جروح جسدها ماطابت لسى حتى جروحها النفسيه
ابتسمت ع ذكرى مرت ببالها وهي تضحك مع صديقاتها ب الميتم ايام كانت حياتها حلوه ابتسمت وهي تناظر ب المكان اللي حولها تتخيلهم جالسين بجانبها يخففون عنها هي عالقه عالقه بين كل الاشياء والجمادات والتفاصيل والنظرات عالقه في دقائق الساعة والايام التي تمضي عالقة في نفسي التي تحاول وتتخطى وتعود الى البداية المرعبة عالقه في الصور في الذاكرة في الرسائل في السكوت في العمر القادم في الخوف في الأحزان .
YOU ARE READING
رواية وكَم عَزَفَ الأنِينُ عَلى أنِينِي وَكَم رَقَصتْ عَلى كَفِي الجِرَاحْ
De Todoهَل التَقَينا ؟ أم ألاوهام تَعبثُ بيّ؟ أينَ ألتَقَينا ؟ مَتى ؟ ألسَبتُ ألاحدُ ؟ وَهل مَشينا معاً ؟ في أيّ أمسيةٍ ؟ في أي ثانيةٍ أودى بها ألابد ُ؟ وَهل هَمستَ "حبيبي" ؟أم سَمِعتُ صَدى مِن عالم ألجِنَّ لَم يَهمسُ بِه أحد ؟
