أحببت معلمي 💙

111 12 0
                                    

على أحد الأقمشة البالية الموضوعة على الأرض بعناية، وضعت ذلك الجسم النحيف عليه، وبعد عدة ساعات قامت تصرخ تلك الصغيرة فزعة وكأن ثعبان قد لدغها، صاح الجميع بها حتى تُصمت الطفلة وإلا ستُعاقب
_اهدئي يا فتاتي؛ فأمك هنا، لا تبكي جميلتي، حفظك الله لي يا قلب أمك، ثم قبلتها وأطعمتها، ومن ثَم سكنت الطفلة وعادت إلى نومها قريرة العين.

مرت السنوات وكانت الفتاه تكبر شيئًا  فشيء، حتى التحقت بالمدرسة
_لماذا تعملين يا أمي ، اجلسي و استريحي
*و من اين سنعيش يا زمرد؟!
ردت بحنق: و هل تسمين تلك القروش نقودا ؟!
_تلك القروش هي اللي تجعلنا علي قيد الحياه و تجعلك في المدرسه الآن ، أرضي بالمقسوم يا زمرد فيزداد في يديكِ
جرت تحتضنها : أسفه أمي ، الحمد لله أن لدي أم و منزل و مال نعيش به و نأكل منه ، يوجد الكثير من الفقراء و الأيتام ليس لديهم كل ذلك صحيح ؟!
*صحيح يا جميلتي ، لا حرمني الله منك ابدا يا زمرد ، ماذا قالت لك المعلمه بالمدرسه
_جعلت الطلاب تصفق لي ، وقالت اني ذكيه و مجتهده
*بارك الله في عمرك بنيتي
_أمي اريد أن اطلب منك شيئا ، هل يمكن لي ذلك ؟
*اطلبي ما شئتِ جميلتي ، إن شاء الله سأحققه لكِ
_اريد أن احفظ كتاب الله ، هل يمكنكِ أن تأخذينِ إلي أحدهم لاحفظ معه
*بارك الله فيكِ بنيتي ، سأفعل باذن الله تعالى ، هيا لناكل قبل أن يبرد الطعام
_شكرا لك يا أمي
بعد مرور عده أيام
*زمرد ، أين أنت يا بنيتي؟!
_أنا هنا يا أمي بالغرفه
*لدي خبر سار لك
_هل وجدتي من يعلمني في كتاب الله
*نعم وجدته ، اسمه أمان ، أحد الأبناء في المنزل الذي اعمل فيه ، يدرس بالجامعه  ، وجهه منير بتقوي الله و مجيد للقرآن الكريم ، طلب منه أن يعلمك و وافق و سأصتحبك معي من الغد بعد موعد المدرسه
احتضنتها:شكرا لك يا أمي ، أنت حقا أعظم أم
....
_ماذا فعل سيدنا يونس حتي يستجيب الله له و هو في الظلمات ؟!
*دعا الله بقلب صادق
_أ تقصد إني إذا دعيت بقلب صادق سيستجيب الله لي ؟!
*بالطبع سيستجيب
أغمضت عيني للحظه و دعوت الله
_اقبل يا رب دعائي كما قبلته من نبيك يونس
*بماذا دعوتي ؟!
_هل اخبرك سيدنا يونس بماذا دعا ؟!
*لا
_لذلك لن اخبرك حتي يستجيب الله لي
*ههههه ، بارك الله فيكِ ،  أنك ذكيه حقا
_أعلم فأمي و معلمتي يقولن لي ذلك دائما
*لذلك احتضرت لك هديه بمناسبه حفظك لسوره البقره
_و ما هي ؟!
*هذا الفستان ، وجدته مناسب لك
_هل اشتريت لي فستان زفافي ، إنه طويل
*هههههه ، ليس فستان زفافك ، بل هو مناسب لك تماما و لكن يبدو كبير
_شكرا لك معلمي ، إني احبك حقا
*الشكر لله زمرد ، و لكن لا تقولي ذلك لأي أحد من الرجال مره اخري
_لا أعرف أي رجلا غيرك ، و لكنِ سأفعل ، سأذهب الآن حتي لا أتأخر علي أمي بالاسفل ، طاب مسائك
....
_كيف أبدو يا أمي؟!
*اللهم بارك فيكِ بنيتي ، جميله للغايه
_شكرا يا أمي ، أمي لماذا لا أقول لأحد من الرجال اني احبك؟!
*و هل قولتِ ذلك لأحد ؟!
_نعم ، استاذ أمان حين أعطي لي الفستان
*ما كان ينبغي أن تقولي ذلك ، لانك فتاه و هو شاب ، الفتاه من خصالها الحياء يا جميلتي
_و لكنِ لم أكن اعرف
*كان ينبغي أن تفعلي إحدي المرات لتتعلمي للغد
_إني حقا احبك يا أمي ، أنت لست شابا
*ههههه و انا احبك يا زمرد قلبي ...
  مرت الايام و كبرت زمرد ، أصبحت شابه في الحاديه عشر من عمرها
_زمرد لن ذهبي مره أخري إلي الأستاذ أمان
*لماذا يا أمي، هل فعلت شئ خاطئ؟!
_لا يا حبيبتي ، و إنما كبرتي  و لا يجب أن تذهبي هناك
*و كيف ساحفظ القرآن
_ستذهبي إلي معلمه قال أمان عليها ، قريبه من هنا
*سأفعل يا أمي إن شاء الله
    "أمان"
  كبرت زمرد و أحسست احساس لاول مره يرد علي قلبي ، كنت أظنه احساس تعود و لكنه ليس كذلك ، لم أرد أن اقع في فخ الحب ، كلمت والدتها و قلت لها علي إحدي المعلمات القريبات حتي تذهب إليها ، عرفتها بعد سؤالي لأحد المشايخ بالمسجد ، فعلمت أن زوجته تعلم القرآن بالمجان ، أردت إبعادها عني قدر الامكان حتي لا اسير وراء السراب
.....
_السلام عليكم يا أمي
*و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته ، حمد لله علي سلامتك زمرد
_اجلسي أمي و سأحضر انا الطعام
*بارك الله فيكِ بنيتي
_بارك الله لي في عمرك أمي و رزقك الجنه ، كنت اريد التحدث في موضوع ما
*و ما هو زمرد
_أمي أنك كبرتي ، اجلسي من العمل
*و من أين سنعيش ؟!
_أنا سأعمل يا أمي ، لم أعد صغيره
*لا يا بنيتي ، إني اعمل منذ زمن و تعودت علي عملي ، هل تقولي هذا الكلام لأنك تخجلين مني ؟!
_لا والله يا أماه ، بل إني احترمك كثيرا و لا أستطيع أن اوفيكِ نصف حقك ، و لكنك تعبتي كثيرا و أري ذلك كل يوم ، اريد أن احمل عنكِ بعض الأعباء ، اريد هذا العمل بشده يا أمي، من اجلي، ارجوكي!
*إذا لدي بضع شروط و نصائح
_كل ما ستقولين سينفذ حتما
*إذا عملتي لا يؤثر علي دروسك و تعليمك و إلا أن تذهبي مره أخري ، العالم في الخارج مخيف يا صغيرتي و لكن مدام راضيّ يرافقكِ و الله حافظك وحب الله في قلبك سيكون العالم  جنه بإذن الله ، أن تستمري في حفظ القرآن الكريم ، فكل آيه بدرجه في الآخره و نور في قلبك في الدنيا ، لا تنشغلي كثيرا بما تفعله الفتيات اليوم فرضي ربك اكبر من هذا كله ، كلما كنتِ بعيده عن الرجال فانتِ بعيده عن النار ، هذا كل شئ
قمت باحتضانها
_ادامك الله يا أمي و بارك في عمرك و رزقك الجنه ، و كل ذلك سافعله إن شاء الله
   عملت في مكتبه قريبه من بيتي ، كنت احب القراءه كثيرا و لأنها مكتبه عامه فكان بإمكان قراءه الكتب أثناء عملي و في إحدي الايام
_من فضلك ، اريد كتاب عن الرسول (صل الله عليه و سلم ) و زوجاته
*هناك كتاب اسمه رسول الله زوجا ، أ أحضره لك ؟!
_نعم ، من فضلك
  ذهبت لاحضر الكتاب إليه ، عرفت صوته ، و كيف لا اعرفه و ذلك الصوت ظل يتلو إليّ القرآن اكثر من عامين
*تفضل ، أ تريد شيئا آخر
_شكرا لكِ
  ظلت حياتي هكذا اعمل و اذاكر و احفظ القرآن ، يا لبساطتها ! احب حياتي كثيرا ، لا اعلم كيف يعيشون أصحاب الأموال و القصور و لكن ربما لا يحظوا بمثل ذلك الشعور بالراحه و الاطمئنان ! انتهيت من المرحله الثانويه و التحقت بكلية الصيدلة ، احضر لي أمان  هديه لدخولي هذه الجامعه ، فستانا يشبه كثيرا ذلك الذي أحضره منذ صغري ، كان لونه بزرقت البحر كلون عيني تناثرت عليه الفراشات الصغيره ،و معه خمار بلون الحليب الصافي كبشرتي....
_كيف أبدو يا أمي؟!
*لا حول ولا قوه إلا بالله ، حفظك الله زمرد ، جميله جدا بنيتي
_أمي ، اريد منك شيئا بمناسبه نجاحي
*اطلبي ما شئتِ جميلتي
_اريد أن أرتدي النقاب ، إني كبرت الان و حان وقته
*و لكنك ما زلتِ صغيره ، ارتديه حين تتزوجين
_و ما علاقته بالزواج ، و هل من طاعه تمنع رزق ! الزواج رزق يا أماه، هل كل المتبرجات متزوجات ؟! ، لأجلي أمي ، ارجوكِ
*زمرد يكفي نقاش اليوم
_بالله عليكِ أمي، إني اشتاق الي حجاب امهات المؤمنين ، ألا تريدين أن أكون مثلهن؟!
*بلي يا زمرد ، و لكن ليس اسود اللون
_احبك كثيرا يا أمي الغاليه ، لن أحضره اسود اللون بس ساحضره بلون الفحم
*هههه ، زمرد لا تحضريه اسود
_يا أمي الاسود سيد الالوان و ارقاها، و لكن لأجلك ساحضره ابيض
*كبرتِ يا زمرد كثيرا و لكن مازلت طفلتي الصغيره
_انا طفلتك مهما كبرت يا أمي ، و هل ينسي العصفور اصله ؟!
   ارتديت النقاب و بدأت في كليتي ، أصبحت أوفق بين الكليه و المكتبه و القرآن ، كان العمر يمضي سريعا ، انتهيت من السنه الثالثه بالكليه و...
_زمرد ، جاءك عريس
*و من قال له اني اريد الزواج
_ههه ، قال له الناس يا بنيتي ، كل بنات حواء يتزوجون
*و لكنِ سأظل معك
_لا ، بل ستتزوجين و تنجبين أطفالا تشبهك في براءتك و جمالك
_إذا فلنري هل سيوافق علي شروطي ام لا 
عقدت العزم علي جعله يرفض فكره الزواج مني ، ليس مني فقط بس الفكره بشكل عام هههه..... جاء موعد الزياره ، أعدت امي الكعك والبسكويت و العصير و قمت بتقديم هم
_السلام عليكم ورحمه الله
*و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته
_كيف حالك
*بخير و الحمد لله
_هل تودي أن تسألي اي شئ عني ؟!
*عرفني بنفسك
_ انا أمان ، مهندس ، اعمل في شركتي ، حافظ لكتاب الله و اريد الزواج منك
   انعقد لساني ، و ذهبت الكلام من اعلي شفاهي ، و لم ادري ماذا اقول ، لماذا جئت الي هنا ، شعرت بطبول تقرع في صدري و كأن قلبي سينخلع من مكانه  ، انتظرت اسبوع حتي أبلغه الرد و كنت اصلي استخاره بصفه يوميه ، كلام أمي كان مبشر بكل خير ، كانت تعتبره وليدها، كان أكثرهم رحمه معها حين كانت تعمل لديهم
_موافقه ولكن بشرط واحد
*و ما هو ؟!
_ان تعيش أمي معنا
*هذا فقط
_هل انت موافق ؟!
*هذا ما كان سيحدث دون أن تطلبي
  شعرت بصدق حديثه ، تلمست فيه خصال الخير و الرحمه ، اعترف إني قد وقعت في حبه و لكن أخشي من الايام ، أخشي ان يأتي يوم و يعايرني بأمي، أن يقسو عليّ
_اريد أن أسألك سؤال
*تفضلي
_هل ستعايرني في أحد الأيام بأمي أو تسخر من عملها ؟!
*إني اعتبر والدتك بمثابه أمي الثانيه ، و يكفي انها ربتك علي حب الله و رسوله ، كنت أراها حين يؤذن المؤذن تفترش السجاده و تصلي و حين تنتهي تضعك علي رجليها و تسبح معك ، لولا عمل امك ما عرفتك ولا رأيتك ، عملت حتي تقدر علي تربيتك بعد موت والدك رحمه الله ، و بعد كل هذا تقولين ستسخر من عمل أمي
   اعترف للمره الثانيه اني أعشقه ليس فقط أحبه
  "بارك الله لكما و بارك عليكما وجمع بينكما في خير"
_مبارك عليكِ عزيزتي
*بارك الله فيك قره عيني
_أ تذكرين حين قولتي أحضرت لي فستان زفافي
*هههه ، مازلت تذكر ؟
_عاهدت نفسي علي أن احقق ما قولتي
*هل تذكر حين قلت لي لا تقولي احبك لاي شاب مره أخري
_نعم
*لم اقلها من حينها و لكنِ أود قولها الآن فهل تسمح لي
_احبك
*"ما في قلبي ليس له اسم؛ لأنه فاق العشق بمراحل "

#احببت_معلمي💙
#استغفروا💙
#دعاء_سمير✨
٭اول اسكريبت لغه عربيه
رأيكوا يهمني 🔮🖤

اسكريبتات ❤🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن