_السلام عليكم ورحمه الله، عاملة ايه انهاردة يا تيتة
"و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته، كويسة يا ليل، أنت عاملة ايه
_كلام ليكِ يا جدتي عاملة صنية بطاطس إنما أيه قمر
قالت بضحك "الله يجازيك خير يا ليل، صحيح براء جي أخر الأسبوع
_براء مين و الناس نايمين، هو افتكر دلوقتي أن عنده جدة
"خالتك اللي صممت تنزل، خاصه من بعد موت جوزها و هي تعبت جدا، هي اللي أصرت عشان كدا نازلين
_ربنا يرحمه يا رب العالمين، كان و نعم الرجال بجد، مش عارفة كائن الفضاء ابنه دا كان طالع لمين، يلا ربنا يجيبهم بالسلامة
بضحك"كائن فضاء، اومال لو مش بقالك ١٢ سنة متعرفيش عنه حاجه
_ما هو كان بيشدني من شعري و أنا صغيرة
"لسه فاكرة، بس خلاص انتوا كبرتوا
_تؤتؤ، هو يكبر أما أنا هفضل ليل الصغنونة حبيبتك
"ربنا يحفظك يا ليل و يرزقك بابن الحلال اللي يستاهلك
_يا رب يا تيتة، أحلي دعوة، بس قولي عاجلاً غير آجلا، يمكن الاقيه بيخبط علي الباب
جدتها و كادت أن تنفجر من الضحك"كفاية يا بنتي، ضحكت كتير، عندك امتحانات و لا ايه
_لا و مش اي امتحانات، ميد تيرم و الفاينيل كمان اسبوعين، بصي حاجة كدا اورجانيك
"ربنا معاكي يا عيوني
_عايزة حاجة يا تيتة هطلع أصلي الضهر و أذاكر شوية
*****★*****★*****★*****★*****★*****★*****★*****★*****★*****★*****★
_تيتة وحشتيني جدا
"والله، لو كنت وحشتك كنت تشوفني، مش تفضل المدة دي كلها برا
_غصب عني والله يا تيتة، الشغل واخد كل وقتي، بس خلاص كل شيء هيكون هنا، بس يا رب متقوليش زهقتني
"اخص عليك يا براء، بقا انا اقول كدا يا بني
*والله وحشني حضنك يا ماما، أنا نزلت عشان حاسة أن خلاص أجلي قرب و قولت أشوفك
"الله يبارك في عمرك يا بنتي و يحفظك ليا
*اومال فين ليل
"ليل في الكلية زمانها جاية، و هي تنظر إليها نظرة ذات مغزي "بقت عروسة قمر، ألف مين يتمناها
٭حسبي الله في الكلية و التعليم، أنا مش قد امتحانات، مش قولتلك عجلي بدعوة يا تيتة خلي العريس يجي و نخلص بقا
ما إن انتهت من كلامها و فتحت باب الغرفة، و حين رفعت رأسها وجدت براء و خالتها و جدتها و كلاً لا يستطيع التوقف عن الضحك
بضحك"حمد لله علي السلامة، شوفتي مين جه، كائن الفضاء قصدي براء
*وحشتيني اوي يا ليل
و هي ترتمي في أحضان خالتها ٭حضرتك كمان وحشتيني جدا جدا بالله، كدا تغيبي المدة دي كلها
براء و هو يمد يده ليصافحها _ازيك يا ليل، اخبارك ايه
٭الحمد لله كويسة، و حضرتك عامل ايه، مش بسلم
و هو يزيل يده و يشعر بالحنق_كويس، حضرتي كويس جدا، هو الكل هنا نفس العقلية
و هي تحتضن براء★وحشتني اووووي
_سارة، وحشتيني اكتر، طب ما هو الناس هنا عادي اهه اومال في ايه
٭عن إذنك يا تيتة، هطلع أغير و أصلي و اذاكر، نورتي يا خالتو، ثم ألقت نظرة على براء و رحلت
بعد مرور عدة ساعات
*انا مش قولت ميت مرة تبقي عاقلة شوية
_الله و انا مالي يا لمبي، انا عملت حاجه
*و بالنسبة للاستقبال اللي كان تحت
_مش أخويا، اعمل ايه يعني
*دا يا دوب اخوكي في الرضاعة يعني يا سارة، وبعدين في سناجل هنا يا بنتي
و هي تغمز إليها_دا في ناس بتغير
*مين دول، تصدقي أن الواحد غلطان إنه أتكلم معاكي، روحي ياختي اعملي اللي تعمليه، برا يلا عشان هنرش ميه
_هو عشان قاعدة في شقتك هتذليني، أيوه بقا امشي دوسي علي خلق الله
*طب قومي يا سارة بدل ما هوريكي الوش التاني
و هي تنهض هاربة_لا و على ايه، انا بقول الطيب احسن
غادرت مسرعة ،أغلقت خلفها الباب و خرجت لتستنشق الهواء و تغرق في عالم القصص ......
_انهاردة هقضي اليوم كله معاكي يا قلبي
*هيكون يوم قمر عشان هتفضلي معايا يا ليل
_والله أنت اللي علي طول نصفاني و جبراني يا تيتة
*ربنا يجبرك يا بنتي و يريح قلبك
"يا صباح الورد علي ست الكل
*صباح الفل
بصوت منخفض_يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم، اليوم قلب اهه
*بتقولي حاجه يا ليل
_احم، ابدا يا تيتة، صباح الخير
"ايه دا انت بتردي و تتكلمي زينا كدا
_ليه فاكرني ضفدعة يعني مش بعرف أرد
بضحك"اومال ايه بقا، ضفدعة ايه بس انت احلي منها شويه
_احم، خلي اليوم يعدي و ملكش دعوة بيا احسن لك
"و لو محصلش
*كبرتوا و لسه عيال زي ما انتوا، ١٢ سنه مغيروش حاجه
بأسي_لا يا تيتة غيروا كتير، عن إذنك
"مالها يا تيتة، هي زعلت
*كل ما افكرها بالماضي بتزعل و الحزن بيبان عليها، و خصوصاً من يوم ما سافرت انت و مامتك
"تيتة هي ليل عامله في نفسها كدا ليه
بتعجب *عامله ايه يا بني
"يعني شكلها و لبسها طريقة كلامها، يعني أنت علي طول كنت بتقولي أنها بتحب الهزار و الضحك بس مش باين عليها كدا
*يا ابني لو معاك خاتم دهب غالي اوي هتخلي الكل يشوفه و يتفرج عليه
"طبعا لا
*ليل غالية اوي و عارفة قيمتها دي، عشان كدا مش اي حد بتتعامل معاه بطبيعتها، ليل اكتر شيء بتخاف منه الفقد و الموت و الفراق، من ساعة الحادثة بتاعة والدها و والدتها يوم ما وصلوكوا المطار، عشان كدا مش بتحب تتعلق بحد و لا تكون صدقات كتير، و بعدين أنت شاب و غريب عنها، عشان كدا مش بتتكلم معاك كتير فاهمني
"غريب ايه بس، دا احنا متربيين سوا
*يا بني في فرق بين زمان و دلوقتي
و ما أن أنهت كلامها حتي وجدت ليل تدلف و هي تلهث بشدة
_تيتة، بعد إذنك أنا راحة عند ريهام لانها تعبانه و محتجاني ضروري
بفزع*مالها يا بنتي
_كلمتني و صوتها تعبان اوي و حرارتها مش بتنزل، انت عارفة أنها هنا لوحدها، لازم اروح بسرعه
"طيب استني اوصلك
_لا شكراً، مفيش وقت، هاخد سارة معايا
و كأنه لم يسمعها"هروح أجهز العربية علي ما تيجي أنت و سارة
+يلا يا ليل
ذهبت مسرعة هي و سارة و كان براء يقود بسرعة حتي كاد يحدث أكثر من حادث، و ما إن وصلوا حتي صعدت مسرعة دون أن تلتفت لأحدهم
"هي بتجري كدا ليه
+ريهام صحبتها من اعدادي و من ساعتها و هما مع بعض، ليل بتعبرها أختها، عشان كدا قلقانه عليها
.........
_ ألف سلامة عليك يا ريهام، كنت كويسة امبارح ايه اللي حصل
*الله يسلمك يا ليل، معرفش تعبت فجأة ، بس جيتي ليه و تعبتي نفسك
_اوعي تقولي كدا تاني، أنت أختي مش بس صحبتي، و بعدين انا بايتة هنا انهاردة، عندك أكل صح
و هي تضحك بوهن*أيوة، التلاجة مليانة جوا، بس مينغعش تباتي عشان جدتك، و بعدين ماما هتيجي أصلا تقعد معايا
_لا يمكن، قاعدة علي قلبك، مش سيباكي
*بجد انا مش عارفة أقولك ايه، بس صدقيني انا بقيت كويسة و ماما هتكون معايا
_خلاص استناها لحد ما تيجي، اسلم عليها و أمشي
+ليل، ماما كلمتني و عايزاني أروح ضروري، معلش مضطرة أمشي
_تمام يا سارة، روحي شوفيها و انا هكلم تيتة و اعرفها إني هتأخر
+ماشي، هخلي براء يستناكي
_لا، خليه يروح معاكي و انا هركب تاكسي
+زي ما تحبي
......
غاصت الشمس في أعناق السماء، و خرج القمر برداء ابيض يلمع كالبلور، و اصطفت النجوم في حلقة حوله، فكونوا اجمل اللوحات
_الو، حاضر يا تيتة مش هتأخر، لا خليه انا هاجي لوحدي
*جدتك بتطمن عليك
_ايوة، عشان الدنيا بقت ليل
*روحي انت بقا، ما هي ماما هنا اهه
_طيب طمنيني عليك، و خدي الدوا، و إن شاء الله هجيلك بكرا من النجمة
*ربنا ميحرمنيش منك أبدا، أنا هكون كويسة بإذن الله متتعبيش نفسك
"تعبناكي معانا يا بنتي
_متقوليش كدا يا خالة، ريهام دي أختي
"ربنا يحفظكوا لبعض
......... وما إن نزلت من المنزل و راحت تعبر الطريق حتي وجدت ضوء شديد و صوت المكابح يدوي في المكان
_أشهد أن لا إله إلا الله
بضحك"ايه دا، هي القطة بتخاف ولا ايه، من حبك فيا عايزة تموتي بعربيتي
و هي تفتح عيونها و الشرر يتطاير في المكان
_حبك برص، و بعدين انا لو عايزة أموت علي ايدك فعشان اللي بيتعذب بشيء في الدنيا مش بيتعذب بيه في الآخرة، فأكون ضمنت إني مقبلكش هناك
"....
بضحك علي منظره_متحاولش تلعب معايا تاني، عشان جبهتك ما تسبقكش علي البيت
"اركبي
_لا، هستني تاكسي
"المكان مقطوع هنا، اركبي
_ مش راكبة
"تمام، أنت حرة
ثم صعد إلي السيارة و انطلق بها
# الجميل واقف لوحده ليه
- أنا بقول تيجي معانا احسن لك
ما إن سمعت ذلك حتي أخذ جسدها يرتجف من الخوف، إلي أن وصل لها صوت أحدهم
"طب يلا يا شاطر منك ليه من هنا
# و أنت مين بقا
"خطبها
-ما كلهم بيقولوا كدا
دار شجار حاد بينهم حتي فروا هاربين بعدما جُرح براء في يده
ليل بخوف _انت كويس، ايدك اتجرحت
بصوت يملأه الغضب"عاجبك اللي حصل دا، مبسوطة دلوقتي
ببكاء_انا..انا آسفة ثم أخفت وجهها بيديها و أخذت تبكي
بصوت مطمئن"أنت كويسة، حصلك حاجة
_لا، بس أنت اتعورت
"جرح سطحي، اركبي يلا
_حاضر
"سواق الهانم أنا، بتفتحي الباب اللي ورا ليه
_عشان..عشان، هرتاح ورا أكتر
بتفهم"تمام، اركبي
كانت مسندة برأسها علي الزجاج، الإرهاق واضح علي ملامحها، الدموع لم تجف بعد
_استني هنا
"مالك في حاجه
_ايوه، انزل نشوف إيدك
"مش مهم، لما أروح هربطها
ببكاء_لا أنزل هنا، متحسسنيش بالذنب بالله عليك
بهدوء و ابتسامة"اهدي طيب، حاضر، بس انزلي معايا عشان متفضليش لوحدك
و هي تفتح الباب و تخرج مسرعة_انا نزلت أصلا، استني
"ايه تاني
_انا آسفة
بابتسامة"حصل خير
..... مر الليل سريعاً، و وصلا إلي البيت أخيرا بعد ليلة طويلة، دلفت إلي شقتها، و بدلت ملابسها و غضت في ثبات عميق ....مرت الايام و لم يحدث شيء جديد سوي نجاح ليل في السنة الأخيرة لها و الذي جعل جدتها تقوم بالاحتفال بها
_مبارك يا ليل، خلاص بقا خلصتي تعليم نشوف العريس
*الله يبارك فيكِ يا تيتة، يلا بس هو يجي، دا انا لما اشوفه مش هرحمه علي البهدلة اللي شوفتها في التعليم
بضحك_ غمضي عينك و هتلاقيه جيلك بيخبط علي الباب
*بجد، طيب نجرب بقا
"مساء الخير يا تيتة
بصدمة*لا مش دا مش دا رجعوه تاني
جدتها و هي لا تستطيع ايقاف الضحك_ ليه، مش كنت عايزة تتجوزي بسرعة دلوقتي، و هو فين و لما يجي مش هرحمه
"هو في ايه أنا مش فاهم حاجة
و هي تنهض بسرعة*مفيش حاجة، انا طالعة يا تيتة انام شوية
_استني بس ، و الحفلة بتاعت بليل
*خلاص هطلع أظبط الشقة
_بس أنا كنت بفكر نعملها هنا يا ليل
بصوت يشوبه الحزن*ماما كان نفسها أكبر و اتخرج و تعملي حفلة في الشقة اللي فوق، عشان كدا حابة اعملها في شقتي
_الله يرحمها، خلاص زي ما تحبي، هخلي عم محمد يجيب الحاجة و يطلعها عندك فوق و هبعت سارة تساعدك
حل المساء و كانت ليل قد زينت المكان و جعلته لو أنه لبس حلة جديدة، و بعد أن فرغت أرتدت فستاناً زهري اللون يشوبه بعض الفراشات البيضاء الصغيرة و خمار من نفس لون الفراشات
_اللهم بارك ايه القمر دا يا ليل
*شكرا يا تيتة، دي عيونك هي اللي قمر
_عقبال ما تلبسي فستان فرحك يا قلبي، و أفرح بيكِ قبل ما أموت
*بعد الشر يا تيتة، دا أنت هتفرحي بيا و تربي عيالي كمان
_أربي عيالك مرة واحدة، طيب اشوفك عروسة الأول
"اللون الزهري شكله لايق عليكِ
*شكرا ليك، دا من زوقك
"تعرفي إني بحب اللون دا أوي، هو لوني المفضل
*أنا كمان بحبه جدا، هو لون جميل اوووي فعلاً
"اتفضلي هديتك
*شكراً جدا ليك، بس ليه تعبت نفسك
"مفيش تعب و لا حاجة، مش هتفتحيها
بعد أن قامت بفتحها *الله، جميل اووي بجد، شكراً جدا ليك
"الحمد لله إنه عجبك، الصراحة خليت سارة تيجي مش بعرف أجيب هدايا و لأني معرفش محلات هنا
*بجد زوقك جميل اللهم بارك، بصي يا تيتة براء جاب لي ايه
_الله، جميل اوي يا ليل، لا و جايب الادناء بالخمار كمان
*بجد شكراً جدا ليك، تيتة بعد إذنك هشوف سارة
_تمام يا حبيبتي، ثم التفتت إلي براء
ناوي تسيبها لحد ما تتخطب لغيرك
بتوتر"ها، هي مين
_انت سافرت برا أكتر من ١٢ سنة بس دا ميمنعش إني عرفاك لأني أنا اللي مربياك يا براء
"و هي هتوافق أصلا
_و ليه لا
"لأنها مش شبهي، أو بمعني اصح هي تستاهل أحسن مني بكتير
_و ليه متحسنش من نفسك عشان تكون ليك
"يعني اعمل ايه دلوقتي
_تتقدم لها و تشوف هتوافق و لا لا
"يعني أنت شايفة كدا
_مش شايفة غير كدا أصلا
و بعد انقضاء الحفل، نزل الجميع إلى الأسفل و بقيت ليل وحيدة في شقتها، أعدت فنجان من القهوة و جلست في الشرفة تستمع إلى الاناشيد و تقرأ في بعض الكتب
*في وسط قلب في الهموم تمزق، قد كنت وحدي في المسير في الحزن عشت كما الأسير ... ما إن وصلت إلي هذه الكلمة و أخذت تبكي
"كفاية عياط، كملي
بفزع و هي تنظر لأعلي *أنت هنا من أمتي
"من أول ما اندمجتي و بدأتي تغني، كملي
*أنت تعرفها
"سمعتها بس اول مرة احس بيها لما سمعتها منك، كملي يلا
*حتي رأيت الزهر يزهر ها هنا
"يبقي تكملي الجملة بقا، كنت لوحدك قبل كدا، بس دلوقتي لا، معاك تيتة و سارة و ماما و أنا، و بطريقة درامية:مش مكفينك يا ست ليل
بضحك * لا مكفيني جدا جدا كمان، بس أنا بحب الأنشودة دي و كمان حلمي تحطم و اختفي
"و نعم التفاؤل والأمل بصراحة
*بعد إذنك، عشان هصحي بدري بكرا
"اتفضلي
مرت الأيام و تقدم براء لخطبتها و حان الموعد للمقابلة
_احم، من غير لف و دوران كتير، هنتخطب كمان اسبوعين تمام
بصدمة و الشرر يتطاير من عيونها* نعم يا بابا، أنت بتتكلم كدا ليه، مفكر إني هوافق أصلا، قوم شوف رزقك في حتة تانية
ببرود_ أنا قولت اللي عندي تمام، تيتة و ماما هيجوا دلوقتي تقولي موافقة
*مش موافقة، و مش هتجوزك تمام اوي كدا
_بتقولي مش ايه
*موافقة
"ربنا يتمم بخير يا بنتي
*مش مواففة يا خالتو
_انت سمعتيها يا ماما و هي بتقول موافقة صح
"ايوه يا بني، بس تلاقيها اتكسفت مني
*لا يا خالتو، هو بس..
_خلاص يا ليل، مفيش كسوف في الجواز، الخطوبة كمان أسبوعين ماشي
بتحدي *تمام، بس افتكر أنك اللي بدأت
مر الاسبوعين، و هي متوترة للغاية، صلت اكثر من مرة و طلبت من ربها أن يلهمها الصواب، جاء اليوم المنتظر، أرتدت فستاناً بلون الغيوم، أما براء فكان يرتدي حلة رمادية، كانت السعادة تملأ الأرجاء، و البسمة تشع من الوجوه، مر اليوم بسلام، و لكن لم يخلو من المشاكسة بين براء و ليل، مرت الأيام في هدوء، و لكن تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن
_لو سمحت حضرتك ليل
*أيوة أنا، مين حضرتك
*أنا حمزة، ابن عمك
_ ابن عمي؟! ازاي يعني!
*أنا كنت لسه مع جدتك جوا، و قولتلها كل حاجة، والدي اللي بعتني عشان تيجي معايا و تعيشي في بيت عمي الله يرحمه، دا الكارت بتاعي فيه رقمي، وقت ما تجهزي كلميني و هاجي أنا و والدي عشان ناخدك
_بس... بس أنا مرتاحة هنا، و بعدين أنا أول مرة اشوف حضرتك، اسمع عن عمي بس عمري ما عرفته
" مين دا
*حضرتك اللي مين
_دا حمزة ابن عمي، براء ابن خالتي
"بس
_احم.. و خطيبي
*ألف مبروك، زي ما قولتلك الكارت معاكي وقت ما تجهزي كلميني
" كارت ايه، و تجهز فين
_شكرا يا أستاذ حمزة، هفهمك دلوقتي
و بعد أن انصرف حمزة
"انا عايز افهم مين دا، و تجهزي فين
_دا ابن عمي، جي عشان أرجع اعيش في بيت بابا الله يرحمه تاني، و كان بيقولي لما اجهز حاجتي اكلمه عشان يجوا ياخدوني
بزعيق" و انت بقا فاكره اني هسمحلك تسافري معاهم، و بعدين ايه اللي فكرهم بيكِ دلوقتي
*ممكن توطي صوتك، و للعلم لو أنا عايزة اروح معاهم حضرتك مش هتقدر تمنعني، و كادت أن تغادر و لكن جذبها من معصمها بقوة
"لا يا ليل، اقدر امنعك لاني خطيبك، و اللي قولته هيتنفذ
بغضب يفوق غضبه*سيب ايدي لو سمحت، و بعدين أنت قولتها خطيبي يعني مش واجب عليا تنفيذ كلامك إلا لما نتجوز
" لا كلامي هيمشي عليكِ، و بعدين فوقي بقا، اكلمك تقوليلي حضرتك، اجي ابعتلك علي الواتس تقولي مش هينفع نتكلم، اتصل عليكِ مرة تردي و عشرة لا، و بعدين تيجي تقولي إنك وحيدة، و مفيش حد معاكِ، عارفة ليه عشان معقدة، أنت والدك و والدتك ربنا رحمهم بموتهم من انهم يعيشوا معاكِ
و عند هذة اللحظة تركته في صمت و صعدت مسرعة الي شقتها، ما أن اغلقت الباب حتي جلست أرضا تبكي بشدة، تتكرر الكلمات على مسامعها، تجلد قلبها بقسوة، من بين شقهاتها فتحت هاتفها و اخذت تتحدث به
_أنا مش معقدة، أنا بنفذ اموار الدين، أنا مكنتش موافقة من الأول، بالرغم من حبي ليه، عشان عارفه أنه هيجي اليوم و يمشي زي ما عمل زمان، أنا... أنا وافقت عشان مخسروش، و عشان كان عندي أمل اغيره، بس طلعت غلطانه، أنتوا وحشتوني اووي، هو موتكوا كان رحمة ليكوا مني، لو كنتوا هنا مكنتش هبقي كدا، يا رب اجيلكوا قريب عشان نتجمع في الجنة، مدام اتكتب أن الدنيا متجمعناش، انهت حديثها ثم اغلقت الهاتف و ظلت تنظر إلي اللا شيء، حتي وقعت عيونها على كارت حمزة، التقطت الهاتف و اخذت تدق الارقام حتي أتاها صوت احدهم
_لو سمحت ممكن تجيب عمي و تيجي تاخدني في اسرع وقت
*مال صوتك
و هي تقاوم البكاء_مفيش، ممكن. بكرا لو ينفع
*هكون عندك الصبح بإذن الله
سافرت مع عمها،علمت كل شيء من جدتها،و أنه بحث عنها بالماضي كثيراً، و لكن بسبب تغير منزل جدتها لم يجدها، خاصة أنه لم يأتي اليه من قبل حتي في حياة والديها، انهت الخطبة قبل الرحيل، لم يكن بالمنزل، فتركت كل شيء مع والدته، استقرت في حياتها الجديدة، جاهدة في ترميم شتات نفسها و قلبها، بالرغم مما حدث إلا أن هناك جزء مازال ينبض بحبه، عملت في إحدى دور الترجمة، كانت سعيدة لحصولها على هذة الوظيفة، تقدم حمزة لخطبتها، استخارت ربها و بعد الكثير من الخوف و القلق وافقت بالنهاية، فهو شاب على خلق، يسعي للتغير نحو الأفضل، أتي يوم الخطبة، كان المنزل ملئ بالاهل و الأقارب، كانت زوجة عمها تساعدها في ارتداء ملابسها، و لكنها كانت حزينة، لعدم حضور جدتها بسبب مرضها الشديد، حل المساء و بينما كان حمزة يستقبل التهنئة من أصدقائه، أتها صوت جعل قلبها يطير من السعادة
بصدمة_سارة
*مباارك يا ليل، فرحتلك اوووي بجد
_جيتي ازاي
*و هو ينفع مجيش في يوم زي دا، براء جبني
و هي تحتضنها_مبسوطة اوي انك هنا
"مش هتعرفيني يا ليل
_دي سارة، دي والدة حمزة يا سارة
*اتشرفت بمعرفتك يا طنط
" تسلمي يا حبييتي، تعالي بقا معايا عشان اتعرف عليك أكتر
و ما إن رحلوا
♡مبارك ليكِ، مبسوط إنك سعيدة و إنك اتخطبتي و بدأتي حياة جديدة، أنا آسف، جت متأخر اوى بس لازم اعتذر، ليكِ و لنفسي، ليكِ لانى ضيعتك من ايدي بسبب عصبيتي و حبي ليكِ اللي كان عامي قلبي، و لنفسي لانى معرفتش اصونك و انى سيبتك و مقدرتش اختارلها شريكة، بصي انا مش عايز منك رد، و عارف ان اللي بقوله دا مش هيغير شيء من الواقع، بس انا جي عشان كنت عايز اشوف الفرحة في عيونك بس، أنا جي لانى ابن خالتك و صديق طفولتك و..، و بس، و الدمع يلمع بعيونه، أنا آسف و مبسوط انى شوفتك، ثم غادر مسرعاً، اما هي فكانت في عالم آخر، لا تعلم ما سبب تلك السعادة التي دقت قلبها حين رؤيته، أو تلك الدموع التي غزت عيونها بمجرد سماع حديثه، دلفت إلى الحمام بسرعة و غسلت وجهها، اختلطت دموعها بالماء، و لكن نفضت كل تلك الافكار عن رأسها، و تذكرت انها اصبحت لغيره، فاستغفرت كثيراً ثم اخذت ترسم ابتسامه على وجهها دون أن تصل لقلبها،.....مرت الأيام و لم يحدث جديد، كانت والدة حمزة سعيدة للغاية بتلك الخطبة، ليل تأقلمت مع الواقع، سعدت بما اختاره الله لها و أحبت تغير حمزة من حين لاخر و موافقته لها على الكثير من القرارات، كان يسافر من حين لآخر بسبب أحوال العمل و...
_السلام عليكم
*و عليكم السلام ورحمة الله
_عاملة ايه يا ليل
*الحمد لله، و حضرتك
بضحك_حضرتي كويس، كلها ايام و ارجع و نكتب الكتاب و مسمعش حضرتك دي تاني
*احم.. تيجي بالسلامة
_الله يسلمك، خدي بالك من نفسك، مع السلامه
مر اسبوع و حان وقت العودة، ولكن انقلبت السيارة التي كان يركبها، و مات حمزة تاركاً وراءه قلوباً تبكي لفراقه، انتهت مراسم العزاء، لم تترك ليل والدة حمزة للحظة، قامت سارة بمواساة كلاً منهما، ظلت ليل في المنزل و لم تعد تخرج للعمل، فقدت عدة رطلات من وزنها، مر ثلاثة اعوام على وفاة حمزة و مازالت ترفض كل من يتقدم لخطبتها....
_ليل، أنت صاحية
*ايوه يا خالة، اتفضلي
_عاملة ايه يا بنتي
*الحمد لله كويسة
_لا يا ليل حالك مش كويس خالص، ولا يرضي حد، الحزن مالي وشك، و بعدين أنت ليه بترفضي كل اللي بيتقدم لك
و الدمع يلمع بعينيها*أنا كويسة صدقيني
_تعرفي يا ليل، أنا طول عمري كنت بتمني لابني زوجة زيك، أنا كنت مبسوطة اوي لما جه و قالي انه عايز يخطبك، و قبل موته لما جه و اعترفلي انه بيحبك، تخيلي لو هنا كان هيفرح بحزنك دا، حمزة مكنش بيحب يشوفك زعلانه و لا حزينة، انت لسه صغيرة يا ليل، هتتجوزي و تخلفي و تفرحي بعيالك، و ساعتها هتيجي لي أنا و عمك و تفرحينا باحفادنا، زي ما هو ابني أنت بنتي
اترتمت في احضانها تستنشق بعض الحنان الذي فقدته*أنا بحبك اوي يا خالة، بس... بس انا مرتاحة كدا صدقيني
_الكلام دا ملوش لازمة، في عريس جي بعد بكرا، و عمك اداه كلمة خلاص، قومي اغسلي وشك و استخيري ربنا
جاء اليوم الموعود، ارتدت فستان بلون البنفسج و خمار أسود، و دلفت إلى الحجرة مع عمها، و بعد ان غادر
_عاملة ايه يا ليل
بتوتر*الحمد لله
_يدوم حمدك، تحبي تسألي عن حاجة
*ايوة، ايه اللي جاب حضرتك
_كنت متوقع، بس جيت لانى اتمنيتك زوجة ليا، و اتمني أنك تبقي أم لأولادي، لانى مش هلاقي ليهم أفضل منك، و عشان سبب كمان، لو ربنا اراد هقوله بعد كتب الكتاب، أنا اتغيرت بجد صدقيني، صلي استخارة و هستني الرد من عمي....
غادر و تركها حائرة، نعم هي تلتمس الصدق بحديثه، و لكن لا تدري أ توافق أم لا، مر اسبوع و لم تقرر ماذا تفعل، نعم تصلي و تشعر بالراحة و لكن أ تبدأ من جديد، أم تترك الماضي يسيطر عليها، في نهاية الأمر وافقت و تم عقد القران مع الخطبة
"بارك الله لكما و بارك عليكما"
و الدمع يلمع بعيونه_اللهم لك الحمد، انا بجد مش مصدق إنك بقيتي مراتي، أخيرا يا ليل، أنا اتمنيت اللحظة دي من زمان اوى، تصدقيني لو قولتلك إني بحبك من قبل ما اسافر، من ساعة ولادتك لما شيلتك وقتها، و خالتي سمتك ليل عشان كنت في هدوءه لما بشيلك، ربنا أراد البعد، عشان تكوني ليا لما استاهلك، بجد أنت من أكبر النعم في حياتي، بحبك
ضحك يختلط بالدموع*أنا كمان بحبك ثم احتضنته
_ربنا يحفظك ليا و يبارك لي فيكِ يا زوجتي المصون
*و يحفظك ليا يا قرة عينى"انقطعت بنا السبل، و فرقتنا الطرقات، لنصلح أنفسنا، فيصح مسارنا، فنلتقي صالحان بقلبين نقيين، نسير في الدنيا إلى الجنة بسلام"
#دعاء_سمير
#جمعنا_القدر
أنت تقرأ
اسكريبتات ❤🖤
Romance"أحيانا الكتابة بتكون هي الصوت اللي مش بنقدر نخرجه، هي عبارة عن ضحكة وقت فرح، أو ابتسامة خجل بين اتنين، هى دمعة نزلت بعد فراق، أو عياط من القلب و محدش شافه، الكتابة تنفع في كل الأوقات و كل الأحوال"🖤 #دعاء_سمير