عودة الحياة لقلبي

77 10 4
                                    

_ هي دي ؟!
= أيوة يا دكتور، طول الوقت زي ما حضرتك شايف كدا، قاعدة بترسم، لإما بتقرأ في المصحف أو بتكتب في كراسة
_ هي هنا من إمتي؟!
= حوالي سنة و نص
_ أومال بتتوصلوا معاها إزاي؟!
= بتكتب لنا اللي هي عايزة تقوله في الورق اللي جمب السرير دا
_ تمام، شكرًا ليكِ، تقدري تروحي تشوفي شغلك
= العفو يا دكتور، بعد إذنك
   "كانت قاعدة هادية، مكنتش مركزة معانا أبدًا، و كأنها في عالم موازي، جسمها هنا و كل تركيزها و إهتمامها هناك، بصيت للرسمة اللي كانت بنت بتحاول تنقذ شخص بس ملامحه مش واضحة إذا كان بنت ولا ولد، بس الشخص التاني بيتسحب في دوامة سودا، سابت اللوحة و عيونها في دموع كتيرة و وقتها انتبهت إني موجود، جبت الكرسي و حطيته عند نهاية السرير و ..."
_ بم إنك رافضة تتكلمي، و بم إن ما شاء الله من كلام التقارير إن  كل المحاولات منجحتش، و كمان دا اول يوم ليا في المستشفي، و بيقولوا إني رغاي، بس أنا مش كدا طبعًا، فهتكلم أنا و إنت تسمعيني أو لا، دي حرية شخصية، صحيح اتكلمت كتير و معرفتكيش بنفسي، أنا دكتور نور، و أنتِ
=.....
_اسمك جميل يا إيلين
=.....
_شكرًا، دا من زوقك، عارف إنه اسم حلو، بس جايبلي مشاكل كتير
=.....
_أيوه بحبه جدا برغم دا كله، تصدقي الحوار الصامت دا جميل جدا
  لقيتها سابت الكتاب اللي مسكاه بعصبية و مسكت الورقة و كتبت حاجة
=عايزة دكتورة لو سمحت
_فعلا كانت دكتورة هي اللي جاية، بس عملت حادثة و هي جاية و هي حاليا في المستشفي، فأنا هنا لفترة مؤقتة على ما ترجع
   "حسيت ملامحها إتغيرت أول ما قولت حادثة، وشها باين عليه الخوف و الفزع، و عيونها بدأت تنذر بفيضان جاي"
_هي كويسة، متقلقيش، هي بس عندها كدمات
   لقيتها بتكتب حاجة تانية
=هي كويسة بجد؟!
_أيوه والله، بس هي هتفضل فترة في المستشفي علي ما حالتها الصحية تستقر
=طيب ممكن كفاية كلام؟!
_إيه دا، هو أنا رغاي بجد، حتي المرضي اشتكوا منك يا نور، حاضر هسكت
  لقيتها ابتسمت=شكرًا
_العفو، تشربي قهوة؟!
=بس سادة
_ليه يا بنتي كدا، سادة؟! علي العموم حاضر
   "نزلت الكافيه عشان أجيب القهوة، حلو الحوار دا، هي تكتب و أنا أتكلم، عرفت ساعتها قيمة و معني الحروف و الكلمات، أحيانا الكتابة بتكون هي الصوت اللي مش بنقدر نخرجه، هي عبارة عن ضحكة وقت فرح، أو ابتسامة خجل بين اتنين، هى دمعة نزلت بعد فراق، أو عياط من القلب و محدش شافه، الكتابة تنفع في كل الأوقات و كل الأحوال"
    أخدت القهوة و طلعت فضلت ساكت، كنت بتأمل اللوحات اللي فى الأوضة، كان بينهم عامل مشترك، و هو إن فى حد بيضيع و التاني عايز ينقذه، عدي اسبوع و مفيش أي تغير في حالتها، هي لسه بتكتب و أنا لسه بتكلم، حكيت لها عن أمي و أختي، و بقيت أقولها على أسماء كتب ممكن تفيدها، بقا الوقت بيعدي بسرعة، بس كتابتها زادت عن الأول و دا في حد ذاته إنجاز، إنها بدأت تتجاوب و تنتبه للعالم اللي عايشة فيه.
      "أحيانا السكوت بيكون أبلغ من ألف كلمة، سكوتك وقت حزنك لإنك عاجز عن وصف شعورك، سكوتك وقت الخذلان لما صوت كسر قلبك بيكون أعلي من صوت حروفك، سكوتك وقت ما تفقد حد عزيز، لأن الكلام ملهوش أي فايدة، سكوتك وقت الفراق، عشان اللي بينكوا أصعب من إنه يتوصف بشوية كلمات، و سكوتك فى أي وقت لما الحروف تعجز عن الخروج و تظهر على هيئة دموع أو وجع في القلب أو ..... سكوت"

اسكريبتات ❤🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن