الجزء الرابع والثلاثون

70 1 0
                                    


أنتزعت نفسها من حضنه بالقوة مجبرة نفسها على القيام متجهة إلى غرفة الملابس تنتقي منها عدة قطع مريحة يمكن ارتدائها دون أن تؤرق راحتها لظروف حملها المرهق.

- قوم غير هدومك بسرعة يا حبيبي انا لازم أروح لماما بسرعة انا استحالة أسبابها لوحدها في ظروفها دي.

نهض من جلسته على الأريكة متجهًا ناحيتها ثم أمسك كفيها بيديه يجبرها على الأنصات له حتى يملي عليها وصايا والدتها كما طلبت منه.

- اسمعيني الأول في اللي هقوله قبل ما تلبسي لأن دا كان شرط والدتك في أنك تعرفي.

عقصت جاحبيها وهى تزيل العبرات العمالقة بأهدابها وهى توليه كل أهتمامها :

- خير يا رصان في أيه قول بسرعة؟!.........

سحب أنفاسه بعمق ثم زفرها بروية ينظر لها محذرًا:

- أوعي نور أختك تعرف حاجة عن تعب مامتك لأنها ممكن تتجنن وتلغي سفرها مع عمر، أنتِ أكتر واحدة عارفة نور متعلقة بمامتك وبتحبها قد ايه.

وضعت يدها على فمها حتى تقلل من حدة شهقاتها التي تعالت بعدما تذكرت نور وصدمتها ان علمت بالخبر.

- حقيقي نور ممكن يحصل ليها حاجة فعلًا، دي ممكن تطلب الطلاق عادي ولا أنها تسيب ماما في الظروف دي.

ضمها له يربت على ظهرها بحنو:

- وعشان كدا مامتك أول طلب طلبته نور متعرفش حاجة ونفضل مخبيين عنها لغاية ما تسافر وبعدها تدخل للعمليات على طول.

أبتعدت عنه قليلًا تفرك جبهتها بتفكير :

- بس نور قدامها مدة يمكن أكتر من شهر عما تسافر وأنت بتقول أن حالة ماما خطيرة ولازم عملية في أسرع وقت، كدا ممكن يحصلها مضاعفات أحنا في غنى عنها لا قدر الله.

تمسك بذراعيها يطمئنها ويبثها الأمان:

- متخافيش انا توصلت لفكرة حلوة، أن شاءالله هوصلك للمستشفى وهتصل على عمر أخليه يقابلني برة وهعرفه كل حاجة وأأكد عليه أن نور متعرفش حاجة وهخليه يعجل سفره في خلال أسبوع بالكتير ويبقى يقولها أن الجامعة في لندن استعجلوا سفره وهو مضطر لده.

هزت رأسها باقتناع ففكرته جيدة ستقتنع بها نور دون أن ترتاب في أمرهم:

- تمام كدا كويس ونور مش هتشك في حاجة، طيب يلا غير بسرعة عشان خاطري لأن انا لو مرحتش لماما دلوقتي هيحصلي حاجة.

قبل وجنتها بحب ثم ترك ذراعيها وتوجه للمرحاض لكي يإخذ شورًا سريعًا يزيل عنه عبء اليوم الذي ظنه لن ينتهي لما يحمله من فواجع، وبعدة عدة دقائق قليلة أنتها الأثنان من تجهيز نفسيهما وحملت (وعد) حقيبة ملابس صغيرة كانت قد جهزتها سريعًا بعدما أنتهت من ارتداء ملابسها.

عهد الغادرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن