الجزء التاسع عشر

2.3K 38 3
                                    

يومان تغيبتهما عن العمل فلن تستطيع أن تترك ابنة عمها في حالتها تلك، واصرت على اجراء التحاليل اللازمة من اجل تبرعها بفص كبدها لها أن توافقت انسجتها معها، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وجاءت نتيجتها سلبية وليس هى فقط بل فرح ونور ووالدتها لم تتوافق نتائجهم ايضًا مما اصابهم بالحزن على حالة رغد المتأخرة، ولكن عناية الله وقفت بجانبها حيث وجد الأطباء توافق لها مع شاب جاء للمشفى مصاب في حادث وتوفي فور وصوله مما دفع الطبيب المعالج لحالتها في أخذ عينة واسرع في اجراء الفحوصات لتأتي إيجابية، سعادة غمرته لأنه سيتمكن أخيرًا من انقاذها قبل فوات الآوان، لم ينتظر طويلا بعد أن أطمئن أنه لا يوجد موانع لدى الشاب تمنعه عن أخذ فص كبده كأمراض فيروسية أو تشحمات تعرقل العملية الجراحة وجهز غرفتي العمليات واحدة للشاب والأخرى لرغد ليسرع قبل مرور وقت طويل على الوفاة يمنعه بعد ذلك من النقل، اخبر عزيز بالأمر ليخر ساجدًا لله على منحه فرصة ثانية لأبنته في الحياة ورحمه من عذاب فراقها، لم ينتظر خروجها من العمليات وبادر في أخراج الصدقات حتى تكون دواءً يذهب البأس عن فلذة كبده، تمت الجراحة بنجاح لتخرج رغد إلى العناية المشددة ويخرج الشاب لمثواه الأخير، لينطبق عليه الحكمة التي تقول (مصائب قومٍ عند قومٍ فوائدِ).

- عادت لعملها بعد أن اطمئنت على حالة رغد نسبيًا، لتجد ذلك الناسك في محراب هوائها يتعبدُ ويبتهل بأيات حبه وكأنها قد سلبت منه روحه وفقد هو في سبيل عشقها عقلهُ، ليظل يصارع ذلك الحب وكأنه يصارع وحشً كاسرًا، يفكر باليوم ألف فكرة لكيفية الخلاص منها وازالتها من دائرة انتقامه، ليصرخ عليه قلبه موبخًا( ما بالك ايها الغبي تعيدني للتراب مواريًا ابعد أن احتييت من الموت نابضًا وشربت حتى ارتويت من خمور عشقها، وفقدت نفسي في فلكها تريد مني لفظها ألم تعلم أني سألفظ روحي بعدها، فهى من اعادت ري شراييني بالحياة، افق من أوهامك قبل أن اتمرد عليك وأظل اخفق داخلك بجنون حتى تعيد عقلك الأهوج لرشده أو أقف عن ضخ الدماء له وانهي حياتك وحياتي معًا فلا حياة لنا بدونها، فا انت السبب في حالتي عندما تجرعت حبها من فنجان قهوتها، وتقف اليوم تجلدني وكأني انا من اجبرتك وانا ما بيدي حيلة، فليس لدي زر اكبحه حتى اتوقف عن المضي قدما في بحور حبها)، اصر على النظر بعينها حتى يعلم منهما أخائنة هى أم بريئةً، اسرع يبعد مقلتيه عنهما بعد أن كاد يستجيب لندائهما وسهامها الغاوية تنطلق لقلبه العليل بهوائها فتزيد علته وتتركه مكبلًا بسلاسل حامية تستمد حرارتها من نيران عشقها، لم تكتفي بما فعلته نظراتها وتقدمت منه حاملة لمشروب اذابت فيه سحرها تعطيه إياه بكل براءةٍ ( تفضل هذا قلبي اقدمه لأجلك فا انت استحققته وبجدارة بعد أن مزقه شبيهك واعدت انت احيائه).

- لم تسعفه الكلمات أمامها وتملك الضعف منه مجددًا، وادار وجهه معاكسًا لها حتى لا ترى حبها في محياه مرتسمًا، تمالك نفسه واستدعى الجمود في وجودها ليظل كما عاهدته صلدًا لا تحركه مشاعرًا.

عهد الغادرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن