الجزء الثالث

3.2K 57 2
                                    


اسبوعان خمسة عشر يوما مروا عليها وهى تتلمس حضوره لا تعلم ماهية الشعور الذي يراودها لكن الألم والحزن يسيطران عليها بطريقة افقدتها صوابها إحساس بالذنب تملكها وبرغم تأكيد والدتها أن ما فعلته هو الصواب الإ أن صوت ضميرها أصبح يؤنبها في كل صحوها حتى منامها تحول لكوابيس نغصت حياتها، شعرت بها فرح صديقتها الوحيدة بالجامعة وراحت تهون عليها بعذوب كلماتها لكن مذاق العلقم الذي تذوقته منذ فصل بسببها أبى أن يشعرها براحة، جلست مع فرح ذات يوم في الكافية.

فرح : يا بنتي هو يستاهل اللي عملتيه فيه عارفه أنا لو مكنتش غايبه عشان عيانه كنت مسكته فرجت عليه الجامعة كلها.

وعد : أنتي بتقولي أيه يا فرح حرام عليكي انتي عايزه اللي ما يشتري يتفرج علينا.

فرح : ما هو اللي قليل الأدب يمسك إيدك أزاي.

وعد : ما هو ده اللي ضايقني واصريت اني اقدم شكوى عشان يلتزم حدوده.

فرح : طيب مالك بقى مصدعاني في الراحة وفي الجاية حاسه بذنب حاسه بذنب، ريحي نفسك وهدي ضميرك بقى أنتي مغلتطيش.

وعد : أااااه..... مش عارفه اقولك ايه بس الاحساس بالظلم وحش قوي يا فرح واحساسك أني ظلمت حد صعب جدًا مش قادره اتحمله.

فرح : هو اللي ظلم نفسه مش أنتي كبري دماغك بقى.

وعد بقلة حيلة : ماشي هكبر دماغي وامري لله، يلا قومي هاتي لينا نسكافية اصل مصدعة قوي.

فرح : يادي النسكافية هو أدمان.

وعد : أكتر من الادمان بشويه يلا بقى قومي.

غادرت فرح لجلب المشروب وتركت وعد تعيد حساباتها للمرة المليون، انخلع قلبها عندما رأت رامز يأتي من بعيد برفقة أحدهم، أعصار عصف بها وتركها تتخبط في ظلماتها وطارت منها كل الكلمات التي كانت تعدها من أجل الحديث معه، وقف رامز يطالعها بنظرات قوية تخبرها أنه مازال قويًا ولن ينحني لعقابها، ارتباك سيطر عليها لملمت اشيائها وهمت من أمامه مسرعة قبل أن تفضحها عينيها الناطقة بأحساسها بالذنب تجاهه، أسرعت تهم الخطى بعيدًا عنه، لكنها تسمرت بمكانها بعد أن استمعت لأسمها يخرج من بين شفتيه بقوة، استدارت تواجهه فلا مفر من الهروب، المواجهة الأن خير ما ستفعله لكي يتوقف ضميرها عن تقريعها بسببه.

قبضت وعد على ذراع حقيبتها ونطقت بقوة : افندم.

رامز بوعيد: اوعي تفتكري أن اللي حصل ده هيعدي بالساهل عقابي ليكي هيكون قاسي قوي.

نظرت له وعد بقوة لا تعلم من أين اتتها: بص يا رامز من غير تهديد عشان أنا مش ضعيفة بالعكس أنا قوية قوي وسلاحي هو إيماني بربنا أنه عمره ما هيخذلني ولا يضيعني.

سلط رامز أنظاره القوية عليها يحاول سبر أغوارها، وسؤال واحد تردد بداخله من تكون أهى تلك الفتاة التي ظنها ضعيفة سهلة الأصطياد أم أنها الفتاة التي تقف الأن تجابهه بقوة، حالة من الصمت سيطرت عليه وتركته يستمع لباقي حديثها.

عهد الغادرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن