الجزء السادس والعشرين

2.3K 63 20
                                    

وقفت (نادية) تعد حلوى (المهلبية) التي اعتادت صنعها لعائلتها في المناسبات السعيدة بعد أن عمت السعادة والفرح أجواء المنزل كيف لا وقد تحقق الحلم الذي طال انتظارها له وسترى حفيدها من رصان، وقفت تزين الأطباق بالمكسرات بعدما انتهت من غرفها، ثم مسحت يديها واستدارت تخرج من غرفة أعداد الطعام لتجد احد تؤاميها يدخل عليها.

- ابتسمت بحنو وهى تمسح على ذراعه: خمس دقايق يا رامي والمهلبية تبرد واطلعها ليكم وأن شاء الله هفضل شهر اعملها ليكم كل يوم حلاوة خبر حمل وعد زي ما عملت في حمل روايدا في رصان الصغير والبيبي اللي لسه جاي كمان.

همت تغادر الغرفة لتجده يتمسك بيدها فرجعت ووقفت أمامه مرة أخرى ونظرت له بتدقيق لتعلم ما به فالحيرة متجلية بوضوح على ملامحة: خير يا حبيبي في حاجة شكلك كدا زي ما تكون حيران وفي حاجة عايز تقولها ليا صح؟!!!!

- أمئ لها بشرود: إنتِ إزاي بتفرقي بيني وبين رصان مع أن بابا ساعات بتلخبط بينا وكتير بيركز في شكلي قبل ما يعرف انا مين.

- مسحت على ذراعه بحب: أولًا قلب الأم عمره ما يتوه ولا يتلخبط في ضناه بيعرفه من أنفاسه واحساسه بيه وبعدين بيني وبينك كدا في كام حاجة بتميزك عن رصان وبتميز رصان عنك.

- قطب حاجبيه بتساؤل: زي ايه؟

- امسكت يده اليسرى وحسست على ندبة جرح قديم بها: إيدك الشمال فيها أثر جرح قديم ظاهر عليها، وكمان أنت سهل تتعصب بسرعة وديمًا تمسح على بقك ودقنك بحركة متعود عليها لما بتكون قلقان أو خايف أو حاجة مزعلاك زي ما عملت دلوقتي أول ما دخلت عليا.

- رفع عينه عن أثر الجرح بيده ينظر لها: ده انا، طيب ورصان ايه بيميزه؟

- ابتسمت بحنو وهى تتذكر ما يميز تؤمه: رصان عنده أثر جرح صغير بردو بس فوق حاجبه الشمال هو صحيح مش ظاهر قوي بس انا ديمًا بشوفه لأني انا السبب فيه بعد ما سبته في الجنينة لوحده ودخلت ارد على التليفون ووقع هو على قصرية الزرع جرحته وسابت الأثر ده، وبعدين هو عكسك مش عصبي بالعكس هادي وبيتفهم الأمر الأول ولو حصل واتعصب بيكون من سبب قوي جدا حاجة تمس الشرف أو شغله مثلًا وياويل ساعتها اللي يقف قدامه في زعله ممكن يموته في إيده وهو مش حاسس، بالظبط زي المثل اللي بيقول اتقي شر الحليم إذا غضب.

- ابتسم لها بمكر: عندك حق مفيش حد ممكن يعرفنا زيك، الأم هى ادرى واحدة باولادها، ماما علية الله يرحمها كانت فهماني زي حضرتك كدا.

- مسحت غضب ممزوجة بالغيرة ظهرت في ملامحها حين ذكر من سلبته منها صغيرًا: بتحبها يا رامي؟

- ابتسم بشرود: جدًا الله يرحمها كانت نبع حنان عكس بابا طاهر هو كان قاسي وصلب وحازم معندوش تهاون في الغلط وكله عنده بحساب، ديمًا كان عندي احساس من وانا صغير انه مش أب حقيقي ليا، ديمًا بعيد عني بقلبه هو كان بيخاف عليا صحيح بس مش خوف أب على أبنه لأ خوف واحد على حاجة ملكه خايف تضيع ويخسر بسببها مراته.

عهد الغادرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن