أن تصبح مأمن لأحدهم يأتمنك على روحه ثم ينام قرير العين بين يديك احساس رائع يولد لديك شعور كبير بالمسؤولية ويترسب بداخلك دون أن تشعر به مخلفًا ورائة حبًا عظيمًا يتعمق بقلبك تجاهه، ابتسم بحنو للقابعة بأحضانه تتمسك به وكأنها طفلة تحتض والدها تواري خوفها بين ذراعيه من اشباح الظلام المخيفة مثل (ابو رجل مسلوخة) أسطورة الرعب عند الصغار والتي ترعرعنا وكبرنا على سماع قصته من أفواه أجدادنا منذ القدم، وساهم سماعنا لتلك القصص المرعبة في تكوين نوبات فزع تسبب خوفًا لا حدود له يجعل من يعاني منها يشعر انه على شفا الجحيم، هناك من كبر وتغلب عليها ونجح في السيطرة على مخاوفه، وهناك ايضًا من فشل في مقاومتها ووقع اسيرها ولم يجد لها دواء سوى الشعور بالأمان في أحضان من يحب، زاد من ضمها لصدره بحب بلغ منه منتهاه، متناسيًا في تلك الدقائق الجميلة هدفه من زواجه منها وحتى كلام شقيقه عنها تبخر من عقله وكأنه فقد الذاكرة، ود لو جعل زواجه بها مسمى بجميع الأعراف، لكنه رود نفسه قليلًا مشفقًا على حالها الرث فتلك المسكينة كانت ترتعش رعبًا منذ بضع ساعات قليلة وأن حاول أخذها الأن فالربما يزيد من خوفها ويفقدها بذلك ثقتها به، اغمض عينيه وضغط على أسنانه بقوة محاولًا تهدأت نفسه وكبح رغبته المشتعلة، لكنها رغم نومها العميق أبت أن تترك لهيب جسده ينطفئ وكأن حاستها السادسة عملت خلال ثباتها وحرضتها على التحرك قليلًا ناحيته واضعة يدها على صدره لتزيد من حرق بشرته حتى فقد السيطرة على اعصابه وتملك الضعف منه مهدمًا معه أخر قلاع مقاومته، وزاد في اصراره عليها عندما انحسر قميص نومها الحريري لمنتصف ساقيها كاشفًا عن جمالهما الذي فتك بتعقله، وراح ينثر قبلاته الناعمة على وجهها وعنقها برفق، لتفيق هى على كهرباء تمس جسدها جعلت شعيراته تنتصب رهبة، أصرت على التمادي في أغماض عينيها خوفًا من مواجهة تلك النظرات القوية القادرة على كشف ضعفها نحوه، لكنه في النهاية نجح في اجبرها على فتحهما بدهشة وخجل عندما نطق بأسمها هامسًا بعد كل قبلة يطبعها عليها، فقد احس بصحوها حينما علت وتيرة أنفاسها وكأنها تعدو في مضمار سباق.
- نظرت له بخجل صامتة ليتحدث هو عنها: عاملة ايه دلوقتي مش احسن؟
- هربت من هالة عشقه المسيطرة عليه ووجهت عينيها للحائط بجوارها : الحمدلله بخير.
- ليسترسل بعدها يكمل ما بدأه يضمها لصدره اكثر مقبلًا رأسها بحب: الحمدلله خُفت كتير عليكِ لدرجة اني كنت هاخدك للمستشفى لولا انك نمتي بسرعة فده طمني شوية.
- اغمضت عينيها تسحب قدرًا كبيرًا من الهواء ثم زفرته برؤية كي يساعدها ذلك على دعم سباتها الانفعالي أمامه : لأ ملوش لزوم اصل انا عندي فوبيا من الضلمة بتخنق ونفسي بيتقطع وممكن يحصل أغماء، وكنت متعودة ديمًا أن ماما بتيجي تاخدني في حضنها لغاية ما نوبة الفزع تروح مني، انا اسفة اني ازعجتك بس والله غصب عني.
أنت تقرأ
عهد الغادر
Mistério / Suspenseالعهد كلمة منا من يستخف بها ومنا من يقدسها قدسية الحياة فلا يعاهد أحدكم أحداً بعهد أن لم يكن قادرا علي الوفاء به حتي لا يدمر بها حياة هذا الإنسان دونا أن يدري الاب عندما يعد الابن بشئ ويفشل في تحقيق وعدة بذلك يدمر القدوة والمثل الأعلى له والحبيب عند...